لا تزال تداعيات حادثة الكحالة ترخي بثقلها على المشهد الداخلي اللبناني، فتمرير شاحنة أسلحة بهذه الطريقة وتعريض حياة المواطنين للخطر، أمر لا يمكن السكوت عنه، اضافة الى الهجوم المسلح الذي قاده عناصر من حزب الله بوجه مواطنين عزل، زنبهم الوحيد انهم هموا الى مساعدة الجريح من دون ان يعرفوا دينه واسمه وحزبه وطائفته، امر خطير لا يمكن السكوت عنه بعد اليوم.
الا ان ما تبع هذه الحادثة من اتصالات ولقاءات في الكواليس يعتبر اخطر من ذلك بكثير لا سيما في ضوء المعلومات التي تكشفت عن هذا الأمر.
ففي حين كانت هذه الحادثة محط متابعة شخصية من أعلى القيادات في حزب الله نظراً لما لهذه الشحنة من أهمية للحزب، أكدت المعلومات ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تابع شخصياً العملية، وهو كان على تنسيق مباشر مع جميع القيادات على الارض، وأوعز بضرورة اعادة الشحنة الى عناصر الحزب، وهو كتب شخصياً البيان “الهزلي” الذي أصدره حزب الله عقب الحادثة، والذي تحدث عن “ميليشيات” هاجمت الشاحنة والى ما هنالك من محاولات لتضليل الرأي العام.
واكثر من ذلك، فان المعلومات تشير الى ان قتيل حزب الله أحمد علي قصقاص، لم يسقط في الاشكال الذي وقع في الكحالة على الاطلاق، بل هو سقط في خلال غارة جوية نفذتها اسرائيل في سوريا، وقد استغل حزب الله هذا الموضوع ليواجه قتله لفادي بجاني بقتيل آخر على قاعدة ستة وستة مكرر، وليحرف الانظار عن الخطأ الذي ارتكبه عناصره يومذاك، وادى الى مقتل بجاني.
كل هذه الأمور واكثر ستكون محور الكلمة التي سيلقيها نصرالله مساء الاثنين في ذكرى نهاية حرب تموز، والتي سيسعى فيها الى تبييض صورة الحزب والتأكيد ان اهالي الكحالة هم من اعتدوا على الشاحنة، وهم من اطلقوا النار، وليحرف مرة جديدة الأنظار عن ما اقترفه عناصر الحزب من اجرام وترويع، وما كانت تخبئه هذه الشاحنة.
مصادر متابعة عبر LebTalks اعتبرت ان مهما سيقول نصرالله، فما جرى في الكحالة شكل حداً فاصلاً بينه وبين اللبنانيين الذين سئموا هذه الممارسات، وسئموا ان يدفعوا ارواحهم ثمن قضية لا ناقة لهم ولا جمل فيها، وأن يبقى اهلهم لقمة سائغة على طريقات الموت، مشددة على ان مهما سيقول نصرالله فلا شيء يبرر فعلته ولا شيء من الممكن ان يمحي من الذاكرة ما جرى.
