ما همّ جبران والعهد من عتمة اللبنانيين؟!

199255

مرة جديدة قصة إبريق زيت الكهرباء الى الواجهة، والمناكفات بآخر جلسة لمجلس الوزراء خرجت الى العلن، بحرب ردود وبيانات شرسة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض يللي كان سحب ملف عروض الكهرباء، للمزيد من الدرس.

"هني" يريدون سحب مناقصتي الكهرباء"، قالها فياض على فنجان قهوة وزاري قبل الجلسة الحكومية الأخيرة، من دون أن يفصح عن المزيد. لكن "راجح" هني واضح ومعلوم، فمَن يصر على تولي الطاقة حتى لو كلف الأمر تعطيل البلد أشهر وسنوات، لا تعنيه العتمة وفواتير المولدات القاتلة وليالي اللبنانيين المظلمة، طالما "جهنمه" بألف خير.

في تفاصيل العرض الكهربائي أمام الحكومة، ملف العرضين المقدّمين من شركتيّ جنرال الكتريك وسيمنز، والمتعلّقين بتزويد معمليّ دير عمار والزهراني بألفي ميغاواط من الطاقة المولَّدة عبر الغاز الذي ستؤمّنه الشركتان، وبسعر مقبول جداً مقارنة بالأسعار العالمية.

تتوزع المياغاواتز على الشكل الآتي: 1000 لمعمل الزهراني و1000 لدير عمار. واللافت أن شركة سيمنز تقدمت للمرة الثانية بعرض توفير الكهرباء للبنان 24/24 بمدة لا تتجاوز سنة ونصف السنة، على أن تموّل مشروعها عبر شركة CMEC الصينية، ويتضمن التمويل إصلاح الشبكة ومحطات التوزيع وتوفير الغاز بأسعار متدنية.

وبلغة الأرقام، يدفع المواطن 40 سنتاً حالياً مقابل كل كيلواط/ ساعة، فيما يقدم العرض سعر 8 سنت مقابل كل كيلواط/ ساعة، ما يعني خفض الكلفة نحو 80 بالمئة. أما عن الملف الثاني، والمتعلّق بـ"ترسية" عقد استشاري بالتراضي مع شركة كهرباء فرنسا (EDF) لتحضير دفتر شروط خاص بمناقصة إنتاج الطاقة في دير عمار والزهراني"، فبرر فياض سحب الملف بأنه "ليس بوارد السير بتوقيع صفقات بالتراضي لشراء الكهرباء بأثمان مرتفعة بل باعتماد الطرق القانونية السليمة التي تتيح المنافسة للجميع".

لكن وراء كل ما تقدم حقيقة دامغة تتكرر مع الحكومات المتعاقبة وهي رغبة فريق العهد تمرير مشروع بناء معمل سلعاتا الذي يريده وزير الطاقة الأسبق جبران باسيل، عبر فياض. تؤكّد مصادر متابعة للملف أن تزويد معملي دير عمار والزهراني بالغاز، بالإضافة إلى بناء معمل جديد في دير عمار حيث الأرض موجودة، ودير عمار أقرب لناحية وصول الغاز المصري إليها مستقبلاً، هو السبيل الأسرع والأوفر لتأمين الكهرباء، فما هو مبرر إنشاء سلعاتا في هذه الحالة؟.

الجواب عند جبران باسيل الذي وعد بكهرباء 24/24 فصار لبنان في العتمة القاتلة 24 /24. هو يعرف واللبنانيون أيضاً، لماذا يصر على بناء سلعاتا، والسيطرة على وزارة الطاقة التي تَعِد باستثمارات مفتوحة على مدى 25 عاماً في مختلف مجالات الطاقة، مع كل تفاصيل العقود والاستثمارات... وعليه، ما همّ جبران والعهد من عتمة اللبنانيين؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: