بقلم عماد حداد
تداول متابعون لتحرّك تكتل “الإعتدال الوطني” في المراحل التي اجتازتها المبادرة الرئاسية على صعيد النتائج التي بلغتها والتعثّر الذي اعترضها بسبب التفسيرات المتناقضة للتفاصيل المرتبطة بها، واعتبر ناشط سياسي مشارك في اللقاء بأن هذا التعثّر لا يعني سقوط المبادرة بل ربما تذهب إلى الأدراج بانتظار ظروف مؤاتية داخلية وإقليمية كونها خارطة طريق صالحة لاعتمادها بعد اتخاذ قرار الإفراج عن الرئاسة.
أما حول مواقف الأطراف من المبادرة فقد برز منها موقف القوات اللبنانية كونها أكبر تكتل نيابي من جهة إلى جانب هويتها المسيحية وتناغم موقفها مع موقف بكركي إلى حدّ كبير وبحسب الناشط السياسي فتكتل “الجمهورية القوية” يمثّل الذراع السياسية لبكركي أقلّه في ما خصّ الإستحقاق الرئاسي. وتابع الناشط بأن موقف القوات المؤيد للمبادرة جاء بعدما نقل وفد “الإعتدال” لرئيس القوات سمير جعجع موافقة الثنائي الشيعي الذي يملك مفتاح المجلس النيابي على المبادرة، وإزاء هذا التأكيد وافقت القوات على طرح “الإعتدال” من دون تحفظ ولكن أيضاً من دون تجزئة لتقطع بذلك الطريق على سوء النوايا في حال وُجِدَت وتجاوزاً لفخ تحميلها مسؤولية تفشيل المبادرة، والموافقة القواتية أفضت إلى توازن إيجابي مع موافقة الثنائي الشيعي المبدئية.
وتابع الناشط السياسي بأن الموافقة المشروطة بالمواقف المتحفظة لأركان آخرين في المعارضة لا يمكن اعتباره رفضاً للمبادرة وإنما يدخل في إطار توزيع الأدوار واستباقاً لما يمكن أن يستجد من تطورات تؤدي إلى تراجع محور الممانعة عن تأييد المبادرة بعنوانها المكتوب وتفاصيلها البديهية وابتداع صيغ تطبيقية تفرغ المبادرة من أهدافها وتحيّدها عن الطريق الوسطي المرسوم لها على متن قافلة “الإعتدال”، وهذه المواقف المتحفظة أدّت إلى توازن سلبي بين المعارضة والممانعة إلى جانب التوازن الإيجابي الذي حققته القوات مع الثنائي الشيعي.
وختم الناشط السياسي بأن كرة المبادرة هي الآن في ملعب الممانعة، ومصيرها رهن قرار الثنائي في استكمال مباراة المبادرة وصولاً إلى تحقيق الهدف الرئاسي في مرمى بعبدا، أو في إيقافها وتأجيلها بسبب الظروف مناخية العاصفة في المنطقة مستبعداً أن يتّخذ تكتل “الإعتدال الوطني” صفة الإدعاء على أي طرف بتهمة تفشيل مبادرته، ولكن التهمة ستكون لصيقة بمحور الممانعة إلى جانب المبادرات التي سبق وسقطت والتي قد تلي وتسقط أيضاً ما لم يعتمد الثنائي مبدأ “اللعب الحلو” في الماتش الرئاسي.