من الواضح أن الأزمة اللبنانية قد انتقلت في الساعات الماضية إلى مكان جديد قد يكون العنصر الأكثر وضوحاً به هو المجهول، وذلك بعد الإنسداد على خط التواصل ما بين قصر بعبدا وبيت الوسط والذي تجلّى في لقاء الدقائق المعدودة ما بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.
وفي الوقت الذي تتعدد فيه السيناريوهات حول ما سيؤول إليه الواقع الداخلي في المرحلة المقبلة، تتزايد التحذيرات من خطورة ترك الإنهيار يأخذ مداه وعلى كل المستويات، حيث أن المواجهات في الشارع مرشحة لأن تعود بقوة وربما تكون من دون سقف وفق ما تشير إليه بعض الأوساط النيابية المطلعة.
ومن ضمن هذا السياق، تكشف معلومات ديبلوماسية عن مبادرة مصرية بدأت تسلك طريقها باتجاه إنقاذ الوضع الحكومي في اللحظة الأخيرة قبل إقدام الرئيس المكلف سعد الحريري على قرار الإعتذار.
وتفيد المعلومات أن هناك مهلة زمنية قصيرة قبل حسم المشهد الحكومي، لكنها تشير إلى جهود مصرية لتشكيل صندوق دعم عربي للبنان وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وعد الرئيس الحريري بإطلاق حملة ديبلوماسية واسعة عربياً ودولياً، لتأمين شبكة أمان على الأقل إجتماعية، تسمح بتفادي أي نتائج كارثية للسقوط المدوي، الذي يهدد شبحه اللبنانيين في كل المناطق من دون استثناء.
