عقدت محمية أرز الشوف اجتماعها السنوي في فندق “قصر المير أمين”- بيت الدين، بحضور السيدة نورا جنبلاط، ورئيس لجنة المحمية فيصل أبو عز الدين، وعدد من رؤساء بلديات المحيط الحيوي والشركاء، وفريق عمل المحمية.
بعد النشيد الوطني، تحدث أبو عز الدين، عن الإنجازات التي حققتها المحمية خلال العام 2024، مسلّطاً الضوء على المشاريع التنموية التي تشمل؛ برامج الزراعة المستدامة، السياحة البيئية، وتطوير القيمة المضافة للمنتجات المحلية. وأكّد “أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على تصنيف المحمية ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، التي حصلت عليه العام 2018، مع العمل على تجديد هذا التصنيف لخمس سنوات جديدة”.
بدوره، شدّد مدير المحمية نزار هاني على أنّ “أهم ما تمّ إنجازه على صعيد المحمية، بعد 25 سنة من الحماية، هي ما أثبته المسح الذي أُجري في السنتين الأخيرتين، لكلّ أنواع النظم الإيكولوجية الموجودة في المحمية، والذي أظهر حجم الثروة البيئية الكبيرة الموجودة في المحمية. وهذا إذا دل على شيء، يدل على أنّ الحماية، هي الاستثمار الأهم في المناطق الريفية، وهذا هو الدور الرئيسي الذي تلعبه المحميات”.
وتابع: “كل فرص العمل، وكل الذين يستفيدون من العمل بهذه القطاعات الجديدة، مثل إدارة الكتلة الحيوية، وإدارة السباخ، والأراضي الزراعية، وغيرها من القطاعات المرتبطة بحماية البيئة، والتوعية البيئية، والسياحة البيئية، جميعها تطورت وتقدمت بفضل الحماية الجيدة”.
وختم: “إنّ الحماية هي استثمار حقيقي في المناطق الريفية والمناطق الطبيعية، والغاية منه زيادة الوعي حول استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، فضلا عن توفير فرص العمل، وتشغيل بيوت الضيافة، وتكريس التنمية المحلية”.
وألقت جنبلاط كلمة أشادت فيها بـ”التطور المستمر الذي تشهده المحمية، على كافة الأصعدة”، مؤكدةً “أهمية المشاريع التأسيسية مثل مركز إدارة الوجهة السياحية (DMO) والمستودع الزراعي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتحويل سرايا بعذران إلى صرح ثقافي، يعزز الوعي حول المحمية وبرامجها”. كما شكرت لفريق العمل والبلديات تعاونهم المستمر، لحماية الموارد الطبيعية والثقافية.
وتخلّل اللقاء أيضاً كلمات لكل من ميشال سكاف والمحامي شكري حداد، وهم من أعضاء لجنة المحمية.
وكما تمّت العادة، قدّم فريق المحمية عرضاً تفصيليّاً لإنجازات العام 2024، وخطة العمل للعام 2025 التي تهدف إلى تعزيز استدامة المحمية ودورها الحيوي، في دعم المجتمعات المحلية، وأبرزها:
– توزيع أكثر من 5000 حصة غذائية، معدة من قبل مشاغل يديرها المجتمع المحلي، خاصة النساء، حيث تضمنت المونة التقليدية والحبوب، مما عزز قيمة المساعدات المقدمة لأهالي القرى.
– خلق أكثر من 600 فرصة عمل موقتة، في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الغابات.
– تدريب أكثر من 2000 مستفيد في مواضيع متعلقة بالتنمية المستدامة.
– إعداد الخطة الإدارية الخماسية الجديدة لمحمية أرز الشوف.
– تعزيز السياحة البيئية، عبر تطوير البنى التحتية وإطلاق مبادرة “شوف الوجهة”، التي ساهمت في تعزيز السياحة المستدامة بشكل كبير.
– الاستمرار في حماية التنوع البيولوجي، وإجراء مسح بيولوجي لأنواع النباتات، والحياة البرية، والثدييات.
وكان تنويه بما حققته المحمية من إنجازات تؤكد أننا قادرون على حماية التنوع وتحقيق الاستدامة، فهذه المحمية، فضلاً عن تنوعها البيولوجي الغني جداً والذي يتطوّر بشكل لافت للانتباه، تتميز بارتباطها بالمجتمع المحلي، الذي يشارك في إدارتها بإشراف وزارة البيئة.