محور الممانعة و”عزيزتي غولدا مئير”

henri

“عزيزتي غولدا مئير،
حصلتُ لك على ضمانات من حافظ الأسد لوقف العمل الفدائي من سوريا شرط أن لا يعلن عن ذلك على الإطلاق، وأكد الرئيس الأسد أنه اذا كشفت الحكومة الإسرائيلية عما تم الإتفاق عليه، فسيقوم حالاً بالتنصّل من ما تم الإتفاق عليه”
أطيب تمنياتي- هنري كسينجر 30 أيار 1974″.

ونكمل من كتاب مذكرات وزير الخارجية الأميركي بعنوان “سنوات التجديد” وفي الصفحة 318 حيث يذكر الوزير الأميركي “أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان يكره منظمة التحرير الفلسطينية، وأنه كان يعمل على إيجاد قيادة فلسطينية تحت الوصاية السورية في مواجهة عرفات”، والذي ذُكِرَ ما هو إلا غيض من فيض لحقيقة “الممانع” وغيره من الممانعين الذين وقفوا سدّاً منيعاً بوجه “تصفية القضية الفلسطينية” بالإعلام والإعلان، أما في الواقع وبالفعل فقد تآمروا وأمروا بضرب المقاومين الفلسطينيين وقتلهم وشق صفوفهم وحتى إبعادهم ونفيهم واعتقالهم، كما تطوّر بهم الأمر بأن أنشأوا في “تركيبة” مخابراتهم فرعاً لاعتقال وتعذيب اللبنانيين والعرب وكذلك الفلسطينيين سمّوه بكل “جسارة” فرع فلسطين.

ولا تشذّ الجمهورية الإسلامية في إيران، القائدة الحالية للممانعة، عن الدفاع “الخُلّبي” عن القضية الفلسطينية” من خلال “الإعلان والإعلام”، ففي الواقع وبالفعل تمارس قائدة الممانعة التقية والمفاوضات والاتفاقات السرية والعلنية مع أعداء القضية كإيران كونترا بالاتفاق مع الشيطان الأصغر إسرائيل وكاجتياحي العراق وأفغانستان بالتحالف مع الشيطان الأكبر واتفاقيات نفطية ونووية لصالح المصالح الأميركية-الإسرائيلية.. و قد حذت الممانعة الإيرانية حذو السوريّة بشقّ الصف الفلسطيني عبر تغليب طرف يواليها على طرف تعاديه من خلال حركة حماس الواقعة “تحت السيطرة والإدارة والوصاية” الإيرانية.

اليوم، وأمام كارثة غزة سياسياً عسكرياً وإنسانياً، وأمام كوارث منتظرَة في حال تمدّد الصراع، لا يخجل الممانعون بالسوابق المذكورة أعلاه “وإذا بليتم بالمعاصي فاستتروا”، فيُوزعون وأتباعهم على طريقة “الإسقاط” projection تهمة العمالة والخنوع والتآمر على القضية” على كل مَن يسائل أو ينتقد أو حتى يسأل عن جدوى توحيد و”توريط” الساحات، وعن الكلفة الباهظة المتوّقعة، ولا بد من التنويه هنا بأن هذه المساءلة وهذا الانتقاد وذلك السؤال إنما يطرحه ويوجهه الكثير من الفلسطينيين أنفسهم في الضفة الغربية على تخوم غزة وفي قلب غزة، كما من اللبنانيين والمصريين والقسم الكبير من العرب شرقاً ومغرباً وخليجاً…وفي تعبير مختصِر لهذا التوجّس الحذر والشك المبرّر، طلب رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي بتاريخ 13 تشرين الأول 2023 من المصريين “أخذ العبرة” من البيوت المشتعلة حول ‎مصر”.

علّ وعسى أن يأخذ الممانعون- المقاومون بالإسم المقاولون بالفعل العبرة ذاتها رأفةً بأبناء فلسطين وأبناء الدول المجاورة، والتي تعتبرهم الممانعة “حطباً ووقوداً” برسم الاشتعال للاستغلال

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: