✒️كتبت صونيا رزق
ككل اتفاق او تفاهم سياسي يأتي الوقت ولو متأخراً، ليزيل المصالح المتبادلة والمشتركة، التي تؤدي في نهاية المطاف الى سقوط ذلك الاتفاق، وعندها يذوب الثلج وتظهر الحقائق المستورة، هذا هو حال ورقة تفاهم مار مخايل، التي وُقعّت في شباط من العام 2006 بين التيار الوطني الحر وحزب الله، اي منذ 15 عاماً كانت كافية للفلفة امور عديدة، أفسدت العلاقة بين الطرفين، الى ان اعلن “التيار” تلك الحقيقة قبل ايام، ” التفاهم لم ينجح في مشروع بناء الدولة وتطويره بات شرطاً لبقائه”، هذا الكلام ترافق مع قلوب مليانة حملت ملفات خلافية عديدة، كان يجري تطويقها تحت عنوان رد الجميل لحزب الله ، الذي اوصل العماد عون الى الرئاسة، بحثاً عن فريق مسيحي يقدّم له التغطية لسلاحه، على طبق من فضة امام المجتمع الدولي.
هذه المصالح المتبادلة خرقتها مصلحة المحاصصة وتقاسم الجبنة الوزارية، وما تحمله في طياتها من ثلث معطل، هدف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لنيله، للتحكّم بالحكومة وجعلها رهينة بيده، الامر الذي رفضه الحلفاء، على لسان الرئيس نبيه بري الذي اطلق صدمة لباسيل، مفادها رفض الثنائي الشيعي لذلك الثلث، في المقابل توالت الخسائر على رئيس “التيار”، مع وصول الموس الى ذقنه بدءاً بالعقوبات الاميركية، فلجأ الى محركاته الدبلوماسية، للعمل على خطوط دولية لم تصل الى مبتغاها، ما جعله وحيداً سياسياً، مع دخول محور الممانعة علنياً الى دروب معارضيه ليُفهمه الجميع ” بأنّ حلمك الرئاسي انتهى”، لان التخبيصات” والاخفاقات لم تترك لك صاحباً، من خلال قصفك جبهات عديدة تضّم الحلفاء والخصوم معاً، مع توجيه الرسائل يميناً وشمالاً مع السهام المبطّنة، ضارباً الجميع بحجر واحد مع اطار تكتيكي، سيستعمله قريباً وهو التمسّك من جديد بالعباءة الطائفية، عبر مقولة ” إستعادة حقوق المسيحيين”، كي يكسب شعبية مسيحية لن ينال منها هذه المرة إلا القليل.