اعتبر النائب فؤاد مخزومي أن الأخطر من اتهام القاضي طارق البيطار بالتسييس في تحقيقاته هو ما يمكن استخلاصه من خطاب السيد حسن نصرالله الأخير حين طالب بتنحي القاضي بيطار ، مما يشير الى أنه بعد ما كانت مؤسسات الدولة هزيلة أساساً في لبنان، "اتضح اليوم بأن لبنان بات بلداً بلا مؤسسات دولة نهائيا"، خصوصا وأننا لم نشهد أي ردة فعل على كل تلك التجاوزات ولم تستخلص أي قرار واضح من رئيس الجمهورية بهذا الشأن وهذا ما هو أخطر من كل التأويلات بما خص التحقيق.
وعن سبب "استشراس" حزب الله في عرقلة التحقيقات في حين أن لا أحد من المستدعين للتحقيق ينتمي للحزب، اعتبر مخزومي أن الحزب يحاول منع ووقف التحقيق باعتبار أنه اذا وقع أحدهم الكل سيتورّط، وما يفعله بعض أعضاء "الحلف الرباعي قديماً" هو محاول لجم التحقيقات خشية الوصول الى الحقيقة ومعرفة من المسبب بهذا الانفجار الهائل لتفادي المحاسبة فيما بعد.
واعتبر أن الضغط من قبل المجتمع الدولي اليوم، متمثلا بالكونغرس الأميركي والإتحاد الأوروبي تجاه ضرورة استكمال التحقيقات "هو الحل الوحيد في هذه المرحلة خصوصاً اذا تم ربط هذا الموضوع بعملية تقديم المساعدات للبنان ومد اليد للنهوض بالاقتصاد اللبناني".
وأكد أن الخوف الأكبر هو "أن الحكومة الحالية من أول الطريقة تشهد على عملية إلغاء لدور السلطة القضائية، كما وأن السلطة الفاسدة اليوم تحاول جاهدة للحفاظ على الأمر الواقع في البلد قبل الاستحقاقات النيابية القادمة لأنها خائفة من عدم قدرتها على ان يبقى نفوذها بعد الانتخابات بالقوة التي هو عليها اليوم"، معتبرا أن كل ما بجري اليوم في البلد يظهر أننا في "حكم دكتاتوري، إذ ان شخصاً واحداً هو من يقرر كيفية سير كافة الأمور".
وفيما خص الحلول المطلوبة، أشار مخزومي الى أن "شعب أتى بذات المنظومة الحاكمة اليوم على مدار خمس استحقاقات انتخابية، لا يستطيع اليوم أن يطالب بحل شامل فوري، كلنا مسؤولون عن الإنهيار الحاصل اليوم وعلى الشعب اللبناني ان يثبت للعالم أنه يريد التغيير ويعمل جاهداً للوصول الى اجراء الانتخابات والتغيير من خلاله"، كاشفاً عن تلاعب في نتائج الانتخابات السابقة أطلعته عليها وزارة الداخلية والبلديات . ولفت إلى أن كل هذه الممارسات اذا استكملت لن يكون هناك تغيير في البلد نهائيا، مضيفاً أنه من واجب كل المستقلين فتح الباب أمام أعضاء المجتمع المدني الراغبين في الترشح للانتخابات القادمة، ومنحهم الفرصة من خلال التجمع "في جبهة واحدة الوصول بكتلة قوية متّحدة لإعطاء الأمل للناس بالتغيير".
كذلك كشف مخزومي، أن تقريب موعد الانتخابات ليس إلا لعبة إضافية من الطبقة الفاسدة لتخفيض عدد المقترعين من خلال اقصاء الذين ستكون أعمارهم ٢١ عاماً في العام المقبل، في محاولة لفرض ثلاث نقاط أساسية، الأولى هي لتشكيل ضغط وعبء على مجموعات الثورة والمعارضة لناحية التنظيم، الثانية هي لتجنب الكوتا النسائية والشبابية في البرلمان ، بينما الجميع اليوم يرفع شعارات لخفض سن الاقتراع، والسبب الثالث يخص المغتربين بعدما وصل العدد الى حوالي ٣٠٠ ألف لبناني غادر لبنان حديثاً، مما يمكنه تغيير المعادلة بأكملها، لذا يحاولون منع المغترب من الادلاء بصوته، وهذه هي مسؤوليتنا اليوم في المجلس النيابي لإسقاط كل هذه المحاولات التي تمنع حصول التغيير.
وختم بأن "هناك ضرورة كبيرة لأن نعطي الشباب اللبناني الأمل والحافز لكي يدلي بصوته مهما كانت الظروف، لأن كل صوت هو محاولة فعلية للتغيير."
