يخوض فريق الممانعة مُعترك السياسة بمهارة فائقة. غير أنّ الظروف الجديدة فرضت واقعاً جديداً، أفقدته السيطرة على مجريات اللعبة، فلجأ إلى المراوغة السياسيّة، محاولاً خلق وهم القوّة أمام الداخل والخارج من خلال تحريك ملف رئاسة الجمهورية.
داخليّاً، يحاول فريق الممانعة تصوير الوضع في الجنوب على أنّه إنتصار مُحقَّق، مدّعياً أنه صاحب القرار الأخير في الحرب والمفاوضات، وأنّ إسرائيل تخشى من قوّة حزب الله. تأتي خطبة الأمين العام للحزب لتُعزّز هذا الانطباع عبر رفع التهديدات الكلاميّة بوجه العدو. وفي هذا السياق، يظهر الفريق الممانع متمسّكاً بمرشحه سليمان فرنجية، محاولاً استغلال الوهم بقوّة حزب الله وتقدم المفاوضات مع المجتمع الدولي لمصلحتهم، لدفع السياديين إلى تقديم تنازلات لحفظ ما يمكن حفظه في ظلّ قوة الممانعة.
أما على الصعيد الدولي، فالمفاوضات لا تسير في صالح الفريق الممانع. لم يتمكن من تحقيق مكاسب تُذكر مقابل تطبيق القرار 1701. إذا ما تنازل الداخل وقَبِل بسليمان فرنجية كرئيس، فإنّ الممانعة تكون قد فرضت شروطها كشروط الدولة اللبنانية، مما يضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع بقبول حكم الممانعة. وبذلك، يتحوّل رئيسهم إلى المراقب لتنفيذ القرارات الدولية بطريقة مُلتوية تخدم مصالحهم.
تستخدم الممانعة المراوغة لإيهام الداخل والخارج بأنها الأقوى. ولكن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد.