حذّر مرجع عسكري شارك في اجتماع أمني عربي-أميركي حصل في اليومين الماضيين في إحدى العواصم الخليجية، في حديث لِـLebTalks، من "أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن أن يحولها إلى صراع إقليمي، يفضي إلى المزيد من التدهور في المنطقة، إذ هناك من يريدون للمنطقة التدحرج إلى هذا السيناريو من خلال افتعال أزمات مع بعض دولها، أو جرّ جبهات تابعة لإيران إلى المشاركة في النزاع."
واضاف المرجع بأن "مصر قد تعرضت لأنواع عديدة من المماحكات العسكرية والسياسية في الأيام الماضية، جميعها تشير إلى أنها قد تكون قريبة من التدخل في الصراع، خصوصاً إذا ما تعرضت مصالحها الإستراتيجية في سيناء وقناة السويس والبحر الأحمر لمخاطر واضحة."
وتابع المرجع بأن "حركة حماس تتمنى توسيع المواجهة، فلم يعد لها سوى هذا الخيار كي يتم التحرك لتثبيت هدنة طويلة أو وقف لإطلاق النار. كما أن احتمال خروج الحرب عن السيطرة كان واضحاً حين رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا توراتيا توسعيا قبل أيام، مع تعزيز الولايات المتحدة قواتها في المنطقة بعناصر ومعدات عسكرية إضافية، فضلا عن وجود حاملتي طائرات في شرق البحر المتوسط، وإخلاء المواطنين الأميركيين من المنطقة."
وتعليقاً على مسيّرة طابا وصاروخ نويبع، أجاب المرجع بانهما "جاءا ضمن محاولات البعض لجرّ مصر إلى الانخراط في الصراع، لكن القاهرة لديها ثوابت راسخة بعدم الانجرار إلى أي صراع إلا بتهديد مباشر لأمنها القومي. علماً الحادثين محل تحقيق لمعرفة جهة الأسلحة ومن أين تم إطلاقها ونوعيتها وهويتها، وهي خطوات ضرورية قبل أي تحرك من مصر للرد بالطريقة التي تناسبها والتوقيت الذي تختاره.
وأكد المرجع "أن الأحداث الراهنة واحتدام الأزمة يقتضيان المزيد من ضبط النفس والتعامل بعقلانية رصينة، لأن المنطقة مُقْدِمة على صراع إقليمي خطير، ومصر لديها القدرة الفائقة على التعامل مع أي تحول في الموقف، ومن المهم ألا نسهل مهمة أي طرف يرغب في جرّها إلى صراع”.