أقيم في السرايا الحكومية قبل ظهر اليوم الخميس، حفل اختتام مناورة "ارز 2025" التي تتمحور حول سيناريوهات مكافحة الإرهاب المنضوي على استخدام المواد الكيميائية والإشعاعية، برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ممثلاً بوزير الإعلام بول مرقص، وبدعوة من الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد CBRN في رئاسة مجلس الوزراء.
حضر الحفل وزير العمل محمد حيدر، سفراء: الاتحاد الاوروبي ساندرا دي وال، بلغاريا ياسين توموف وقبرص ماريا هادجيثودوسيو، مديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي بيرتا اليكو، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني، رئيس الهيئة الوطنية اللبنانية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمواد CBRN الدكتور بلال نصولي، مدير عام الدفاع المدني العقيد الركن عماد خريش، مدير المركز الدولي للعلوم والتكنولوجيا ايمانويل فياتور، وشخصيات سياسية وعسكرية وممثلون عن الاجهزة الامنية والسفارات المعنية.
بداية النشيد الوطني، ثم قال عيتاني: "نجتمع اليوم في ختام مناورة "أرز 2025"، التي عكست التزامنا بالعمل الميداني وتطوير قدرات مرفأ بيروت على أسس علمية ومهنية تواكب المعايير الدولية. لقد أثبتت هذه المناورة، بما تضمنته من محاكاة دقيقة لحوادث كيميائية وإشعاعية، أن مرفأ بيروت يعتمد معايير استجابة متكاملة قادرة على التنسيق الفوري بين مختلف الأجهزة والمؤسسات، وهي ثمرة تعاون بناء بين الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان الدولية، والاتحاد الأوروبي، ومركز الأمم المتحدة الإقليمي، إلى جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والمؤسسات العاملة في المرفأ".
اضاف: "ما تحقق اليوم لا يقف عند حدود المناورة، بل هو امتداد لمسار إصلاحي شامل انطلق منذ إعادة تشغيل المرفأ، بعد انفجار ٤ آب، هدفه ترسيخ بيئة آمنة وشفافة تعتمد على المعايير الدولية في الأمن والسلامة والإدارة الحديثة. فمن خلال التعاون الوثيق مع الخبراء الدوليين والفرنسيين، استوفى المرفأ متطلبات المدونة الدولية ISPS، واستحوذ على شهادة الامتثال للمدونة، للمرة الأولى، ما يؤكد التزامه بالمعايير العالمية لحماية المرافق المينائية. كما تم تطوير أنظمة الكشف على الحاويات الفارغة، ما ساعد في الحد من تهريب البشر والأنشطة غير المشروعة، إلى جانب التدقيق الأمني الذي تنفذه مخابرات الجيش اللبناني، ويجري حاليا الإعداد لتركيب أنظمة سكانر حديثة لتقليص مخاطر التهريب وتعزيز الرقابة النوعية، والمرتقب وصولها في الأيام المقبلة".
وتابع: "كل هذه الخطوات انعكست ثقة دولية متجددة بالمرفأ، ترجمت عبر عودة الشركات الملاحية العالمية، وارتفاع الإنتاجية وسرعة التفريغ، بفضل الشراكة مع شركة CMA CGM المشغلة لمحطة الحاويات، ما أسهم في رفع التصنيف العالمي للمرفأ إلى المرتبة 54 عالمياً عام 2024 بعدما كان في المرتبة 700 عام 2021".
وختم: "نذكر أيضاً، أنه تم اتخاذ قرارات حازمة بمنع تخزين المواد الخطرة داخل المرفأ، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والوكالات البحرية، ما عزز ثقافة الوقاية والمسؤولية. كما أن العمل جارٍ على تحديث الـAccess Control، نظام التعاون مع الأمن العام، لتطوير مواصفاته ونظام العبور الخاصة به ليتيح الرقابة الآلية والتحكم الذكي".
اما مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية رئيس الهيئة الوطنية لتنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقه بالمواد CBRN فقال: "بعد اكثر من عشر سنوات من العمل مع المبادرات الدولية التي ساهمت في تنفيذ برامج متعددة بدعم من الاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الحظر الدائم للاسلحة الكيمائية ومنظمة الانتربول، اضافة الى دعم الدول الصديقة، تمكنت الهيئة الوطنية من وضع خريطة طريق نتج عنها الخطة الوطنية التي تم اقرارها في مجلس الوزراء الاسبوع الماضي، لتصبح الوثيقة الاساس لاعتماد وتنفيذ البرامج المتعلقة للحد من مخاطر المواد النووية حيث أنيط بالهيئة مسؤولية تنسيق ومتابعة تنفيذها مع المؤسسات والاجهزة المعنية".
اضاف: "لقد شارك في هذه المناورة أكثر من 400 شخص يمثلون الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك ومرفأ بيروت والدفاع المدني والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية وفوج إطفاء بيروت والصليب الأحمر اللبناني ومستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وأوتيل ديو دو فرانس ومستشفى الكرنتينا. لهم منا كل شكر وامتنان وتقدير على الجهود التي بذلت، وعلى الإلتزام ومتابعتهم ومثابرتهم رغم الظروف الراهنة التي لم تثنهم ابدا عن واجبهم الوطني في حماية لبنان وشعبه والمقيمين على أرضه".
وتابع: "نجدد التزامنا بدعم مؤسساتنا ورفدها بالأدوات والتدريبات وتأمين الأطر التنظيمية اللازمة لعملها المشترك لتقوم بواجبها بيسر وفعالية، ونلتزم العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لمتابعة ما انجزنا سويا خلال السنوات الماضية بوضع وتنفيذ برامج تشكل أولوية قصوى لنا كمراقبة الحدود ومراقبة وتنظيم الإستيراد والتصدير المتعلق بالمواد الكيميائية والإشعاعية ذات الإستخدام المزدوج وإعطاء البيئة المرفئية والعمل الجمركي فيها ما يجب لتعزيز عملها ودعم البحوث الجنائية والأعمال الجنائية والعدلية المتعلقة بالمواد CBRN واستكمال برامجنا لتنفيذ إلتزامات لبنان المتعلقة بإتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية".
وبعدما عرض فيلم قصير عن المناورة من انتاج مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، قدم الكولونيل غانتر بوفودين تقييما للمناورة التي عملت على ربط المبادرات الصغيرة ضمن مشاريع قائمة وتأمين حماية وسلامة المرافق الحيوية واقامة مشاريع ترتبط بالأدلة الجنائية.
بدوره، قال مدير المركز الدولي للعلوم والتكنولوجيا: "لم تكن مناورة أرز مجرد محاكاة، بل كانت بمثابة إثبات للمفهوم، حيث أظهر كيف يُمكن للتنسيق بين الوكالات المتعددة، والخبرة العلمية والتعاون الأوروبي أن يُنقذ الأرواح في حالة الطارئة الكيميائية أو الإشعاعية".
اضاف: "يتوافق هذا العمل مع برامج إقليمية مدعومة من الاتحاد الأوروبي والتي ينفذها المركز الدولي للعلوم والتكنولوجيا لأكثر من 30 عاما، فلقد عزز المركز التعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا لتعزيز السلامة والأمن العالميين. ومن مقره الرئيسي في أستانة، أصبح منصة موثوقة تربط الحكومات ومؤسسات البحوث التي تقدم مشاريع عالية التأثير في مجال السلامة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والأمن الصحي، والمرونة البيئية في أكثر من 60 دولة".
وعدد المشاريع التي يشرف عليها المركز في العالم، مشيراً الى أن "هذه الجهود مجتمعة تشكل نهجا أوروبيا متماسكاً: دمج الأمن الصحي والحماية المدنية والمرونة التكنولوجية في هيكل واحد".
ورأى أن "مستقبل إدارة مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية يتطلب تأهبا بيولوجيا أقوى، وربط السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي ومرونة الصحة العامة، ولقد أصبح البعد السيبراني جزءاً لا يتجزأ من أمن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية".
وأوضح ان "لبنان يتمتع بخبرته العلمية وفرق الاستجابة الأولية لديه متفانية، وتعاونه طويل الأمد في إطار مركز التميز الأوروبي للمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN CoE)، بمكانة ممتازة تؤهله للعب دور رائد في المرحلة القادمة - مرحلة يعني فيها "التأهب" الاستعداد ليس فقط لما نعرفه، بل أيضا لما لا نستطيع تخيله".
وشكر كل من ساهم في نجاح هذه المناورة، وقال: "احترافيتكم وتفانيكم لا يعززان سلامة لبنان فحسب، بل سلامة المنطقة بأكملها".
وهنأت مديرة برنامج الأمم المتحدة الانمائي الجميع على هذه "المبادرة الرائعة التي شكلت خطة مهمة لجهوزية لبنان في مواجهة التهديدات"، مشيرة الى ان "الافراد حصلوا على تدريب في ظروف صعبة ولكن استجابتهم كانت ممتازة".
وأكدت أن "هذه المناورة خير دليل على التعاون بين المؤسسات في لبنان وكل السلطات والجهات المشاركة فيها"، مشيدة بـ"تقديم الهيئة الوطنية والإتحاد الأوروبي الدعم المتواصل وبكافة الشركاء الذين قدموا تجاربهم وفقا لمعايير دولية".
ولفتت الى أن "هذا المشروع قائم على بناء الشراكات المناسبة وتحسين القدرات وفق المعايير الدولية والتعلم من خلال الممارسة، والاستفادة من المواد الرقمية وتحديث الاجراءات العملانية والنصوص القانونية".
وقال الخبير عادل رضواني باسم معهد الأمم المتحدة الاقليمي لأبجاث الجريمة والعدالة: "هذا الأسبوع المميز، لا يمثل فقط إتمام مناورة "أرز 2025" بنجاح، بل يمثل أيضا علامة فارقة في التزام لبنان الراسخ بالسلامة والأمن في مجال مكافحة المواد الكيميائية والبيولوجية والنووية".
وقال: "لقد شهدنا خلال الأيام الماضية احترافية استثنائية للمؤسسات اللبنانية، التي تعمل جنبا إلى جنب في مختلف التخصصات، وبالتعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين. وقد أثبت تفاني الهيئة الوطنية المعنية بقيادة الدكتور بلال النصولي، مرة أخرى، أن التنسيق الفعال هو حجر الزاوية في التأهب".
اضاف: "كان هذا الأسبوع مميزاً لسبب آخر: إقرار لبنان لخطة العمل الوطنية المتعلقة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية. يعد هذا إنجازاً بارزاً، ثمرة سنوات من الالتزام والحوار وبناء التوافق بين السلطات الوطنية. كما يُوفر رؤية استراتيجية للسنوات القادمة، وإطاراً متيناً للتعاون مع الشركاء في المنطقة وخارجها. يفخر معهد الأمم المتحدة الاقليمي لبحوث المواد الكيميائية بمرافقة لبنان في هذه الرحلة، ومن خلالها لم يصبح لبنان بلداً مستفيداً قوياً فحسب، بل أصبح أيضا نصيراً ومرجعاً ضمن الشبكة العالمية، مُلهمًا الدول الأخرى بنهجه الاستباقي، وانفتاحه على الشراكات، وروح التعاون التي يتسم بها".
وتابع: "أظهرت مناورة "أرز 2025" مدى التقدم الذي أحرزناه معاً. فمن التخطيط إلى التنفيذ، كان التنسيق بين الجيش اللبناني والدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي والهيئات الوطنية الأخرى مثالياً. لم تكن السيناريوهات التي شهدناها هذا الأسبوع مجرد عروض تقنية، بل كانت تعبيراً عن العمل الجماعي والثقة والالتزام المشترك بحماية الأرواح".
من جهتها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي: "إن القدرة على الاستجابة بفعالية لحوادث المواد الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية تعتمد على قدرات وطنية قوية وتنسيق وثيق بين جميع الجهات المعنية. ومع استمرار تطور مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية، ومع تزايد استغلال الجهات الخبيثة للتقنيات والأساليب الجديدة - أصبحت الحاجة إلى اليقظة والاستعداد الدائمين أكبر من أي وقت مضى".
اضافت: "تُعد مبادرة مراكز التميز التابعة للاتحاد الأوروبي أشمل جهد لمنع هذه التهديدات والتصدي لها. من خلال تبادل المعرفة والعمل معاً، يمكن للدول الشريكة بناء أنظمة أمان ومرونة أقوى".
وتابعت: "لقد كان لبنان شريكاً مثالياً في هذا الجهد، بفضل فريق قوي وهيئة وطنية قوية معنية بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية، فأنشأ لبنان هيكلاً فعالاً للتنسيق والاستعداد. وبفضل هذا الالتزام، لم تكن مناورة أرز 2025 مجرد دليل ناجح على جاهزية لبنان وتعاونه بين الوكالات، بل كانت أيضًا أساسًا متيناً للبناء عليه في المستقبل".
وأردفت: "تمر المنطقة بمرحلة عصيبة للغاية، وتُبرز مثل هذه التدريبات الأهمية الحيوية للحوار والتعاون العملي في مواجهة التهديدات المتغيرة. إن مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والنووية سواء كانت عرضية أو متعمدة، لا تعرف حدوداً، وهو واقع ندركه جميعاً للأسف".
وقالت: "لا يزال لبنان نفسه يواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة، بعد مرور ما يقرب من عام على وقف الأعمال العدائية. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأكرر دعوتنا لجميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ويظل هذا الأمر ضرورياً للحفاظ على الاستقرار في البلاد".
وألقى مرقص كلمة سلام فقال: "أود بداية أن أتوجه بالشكر إلى كل من الإتحاد الأوروبي ومعهد الأمم المتحدة الأقليمي لبحوث الجريمة والعدالة والمركز الدولي للعلوم والتكولوجيا الممولين والشركاء الرئيسيين لمناورة "أرز 2025". وأريد أن أهنئ وأثني على الجهات المنظمة والمشاركة في هذا الحدث، مثمناً اهتمام ومشاركة المنظمات الدولية ذات الصلة والإدارات المتخصصة في الدول الشقيقة والصديقة للبنان".
اضاف: "بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها مؤسسات الدولة بشكل عام، وبالرغم من الظروف الأمنية الراهنة، نرى بوضوح مثابرة الأجهزة والإدارات المعنية على العمل لتطوير قدراتها لتقوم بالدور المناط بها في حفظ أمان واستقرار البلد ومواصلة مكافحتها للإرهاب بكافة أشكاله وبحرفية عالية. كما نلمس ثقة المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المتخصصة بالمنظومة المتطورة للحد من مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN) التي أنشأتها الدولة اللبنانية وأعطتها الدعم السياسي اللازم، نرى ذلك من خلال البرامج والمشاريع المتعددة التي تم تمويلها وتنفيذها في هذا الإطار، ونرى ذلك اليوم من خلال مشاركتكم ودعمكم لمناورة "أرز 2025" ورفدها بخبرائكم المتخصصين".
وتابع: "لقد وقع لبنان وأبرم المعاهدات الدولية الهادفة إلى عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل من سلاح كيميائي أو بيولوجي أو نووي، وأبرم اتفاقيات تتعلق بمكافحة الإرهاب المتعلق بهذه المواد، ويشارك بالمبادرات الدولية المتعلقة بالأمن النووي والأمن الكيميائي والبيولوجي ويلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 لعام 2004. كما يسترشد لبنان بالإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب للعام 2016 والتي شملت في أحد أركانها جزئية مكافحة الإرهاب الناجم عن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والتي تم تبني مندرجاتها ضمن إطار قرارات مجلس وزراء الداخلية العرب، والتي تنص صراحة على حث الدول العربية على اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة للحيلولة دون تمكين نقل وتصنيع واستخدام هذه المواد بطريقة غير مشروعة والعمل على تأسيس البنى التحتية اللازمة للتعامل مع أية مخاطر محتملة قد تنجم عنها ومكافحة الإرهاب المتعلق بها".
وقال: "لقد قامت الحكومة اللبنانية، للإستفادة وبفعالية من المبادرات الإقليمية والدولية المتعلقة بالحد من مخاطر المواد (CBRN)، بإنشاء منظومة وطنية متعددة الأطراف والإختصاصات، ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء وتعمل بإشرافه وتحظى بالدعم اللازم الذي يمكنها من العمل بفعالية كمظلة جامعة للأجهزة العسكرية والأمنية والوزارات والإدارات الرسمية المعنية، قادرة على التعاون والتنسيق فيما بينها وربط الأجهزة والإدارات المعنية بالمبادرات الدولية والإقليمية المتخصصة، منظومة تم إنشاؤها في العام 2013 وتطويرها وتوسعة مهامها ومسؤوليتها عام 2018 وإقرار آلية عملها في العام 2022، حيث تمت مأسسة هذه المنظومة لتعمل بفعالية على استكمال إنشاء البنى التحتية اللازمة للحد من مخاطر المواد CBRN، آخذة بالإعتبار الحاجات الملحة وفق سلم أولويات يتماشى مع الإمكانيات المتاحة".
اضاف: "لقد أقر مجلس الوزراء في جلسته السابقة، مسودة الخطة الوطنية للحد من مخاطر المواد CBRN للأعوام 2025-2029 التي أعدتها الهيئة بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي وأناط بالهيئة مسؤولية متابعة تطبيقها بالتسيق مع الجهات المعنية. وهنا نكرر دعمنا للجهود التي تقوم بها الهيئة ونثمن الدور الوطني الذي تقوم به والذي جعلها تكتسب ثقة الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة من خلال شفافية وحرفية أدائها ووضوح رؤيتها وأولوياتها".
وتابع: "نكرر تقديرنا للجهات الدولية المانحة لإهتمامها ولدورها في تطوير أدوات وآليات عمل إداراتنا المعنية بالحد من مخاطر المواد الخطرة وذات الإستخدام المزدوج والعمل على تكاملها وتعزيز أطر التعاون فيما بينها وندعوها لمواصلة دعمها لما تقوم به الهيئة من جهود وعمل تراكمي يهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال لتقوم بالعمل المطلوب منها بكفاءة عالية وفعالية بما يتناسب مع إلتزامات لبنان الدولية وحماية الوطن واستقراره".
وختم: "أثني ثانية على الجهود التي بذلتها المؤسسات المشاركة والتي يفوق عددها الـ12 مؤسسة من عسكرية وأمنية ومدنية متخصصة ومستشفيات خاصة وحكومية. وأشكر المشاركين في مناورة "أرز 2025" والذين بلغ عددهم ما يقارب 420 مشاركاً، إضافة إلى المقيمين والخبراء الدوليين. لكم مني كل الدعم المطلوب لتطوير عملكم واستدامته".