النظرة الداخلية بصورة عامة إلى حزب الله بعد الانقلاب في سوريا، تقاربه كأكثر الخاسرين من الاطاحة بنظام بشار الأسد، ولاسيما أنّه يخسر الشريان الأساس الذي يغذي فيه مخزونه من السلاح انطلاقاً من إيران ومروراً عبر سوريا. وهو وضع يؤثر تلقائياً وبصورة سلبية على قدرات الحزب وسعيه إلى تعزيزها.
في موازاة ذلك، قال مصدر قيادي معارض لـ”الجمهورية” انّ على “الحزب” ان يتعظ اولاً من الاستهداف الاسرائيلي ونتائجه الكارثية على اللبنانيين، ومن التطورات الإيجابية التي اطاحت بشار الاسد وعصابات النظام.
وامام ما جرى يجب على الحزب ان يعتبر انّه امام فرصة لأن يخرج من كونه خادماً لمصالح ايران، ويلبنن توجّهاته. وخصوصاً انّ المسار الذي انتهجه دلّت الوقائع، ولاسيما في فترة الاستهداف الاسرائيلي، على انّه مسار انتحاري، ليس له فقط بل للبلد بشكل عام.
واعتبر المصدر “انّ الظروف اختلفت عمّا كانت عليه، والحزب لم يعد بالصورة التي كنّا نعرفه بها قبل اشهر، فقوته الذي لطالما هدّد فيها، كانت وهمية خلال العدوان، بل أظهر ضعفاً كبيراً في مواجهة اسرائيل، وإنكار الحزب لهذه الحقيقة لا يغيّر فيها، وجميعنا نلاحظ الصرخات الاحتجاجية عليه التي تصدر بشكل كثيف من داخل بيئته.
ورداً اعلى سؤال قال: “نتوقع كل شيء من الحزب، وفي مطلق الاحوال فإنّ كل قوى المعارضة مجمعة على مواجهة أيّ محاولة من قبل الحزب لفرض إرادته وتوجّهاته والتعويض عن خسارته في الحرب، بمكاسب سياسية، وخصوصاً في الملف الرئاسي”.