مشاهدات من "سيرك cirque" الدولة اللبنانيّة.

maxresdefault (2)

كتب عضو "الجبهة السياديّة من أجل لبنان" الدكتور شربل عازار،

  • رئيس الجمهوريّة الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها بخصوص حقوق لبنان البحريّة، يتراجع فجأة وبدون إنذار عن الخط ٢٩ ويعتبر أن خط التفاوض هو الخط ٢٣، ممّا يمنح إسرائيل حُكماً مساحة تُقارب الفي كم مربّعاً من مياهنا الاقليمية، وذلك بشحطة قلم دون أن نفهم كيف ولماذا ولأي سبب.

والنائب باسيل، الذي لم نفهم بأيّ صفة اجتمع مع آموس هوكشتاين، يُصرّح أنّ مساحات المياه في البحار ليست مهمّة، فالماء ماء !!!!!!

وإذا صحّ ما يتمّ التداول به في الإعلام والكواليس من أنّ الثمن مغانم شخصيّة وسياسيّة وتوريثيّة نكون أمام كابوس لم نشهد مثله في تاريخ الأمم.

  • رئيس الجمهوريّة ورئيس التيّار الحرّ ووزرائهم الذين جدّدوا بالإجماع لرياض سلامة يشنّون عليه اليوم، ووحده، أشرس الهجومات.
    على فكرة، متى اكتشف الرئيس والتيّار أن سلامة غير موثوق به،كما يقولون، قبل أن جدّدوا له أو بعد التجديد؟
  • ها هو رئيس الجمهورية ورئيس التيّار يطرحون أموراً يُشْتَم منها التحضير لتأجيل الانتخابات النيابية، كموضوع المِيغاسنتر وانتخابات المغتربين في الدائرة ١٦.
    الخوف من نتائج الانتخابات مرعب، بالرغم من دعم المحور وتأكيد وليّ الأمر، الحزب، للتيّار، أنّ "البلطجي" وحركته، حسب وَصفِهِم، سيدعمونهم في معظم الدوائر.
  • للمرّة الألف يُكرّر النائب باسيل أنّ تكلفة الدفاع عن نفسه أمام المحاكم الاميركية التي تُخضعه للعقوبات بحسب قانون ماغنتسكي المتعلق بالانخراط بأعمال الفساد، هي تكلفة مرتفعة ولا يستطيع تحمّلها.
    هل من يصدّق أن النائب باسيل بقدراته الخاصة وقدرات المحازبين والأصدقاء والمموّلين والمتعهدين عاجز مادياّ عن توكيل المحامين والدفاع عن نفسه؟

أما بالنسبة لإطلالة السيّد حسن نصرالله الأخيرة، والتي يبدو أنّها ستتكرّر بوتيرة أسرع،
كان ملفتاً جدّاً إعلانه
"أنّ حزب الله هو من حافظ على الهويّة اللبنانيّة".

هذا الاعلان يعني أنّ تاريخ لبنان يبدأ بتاريخ تأسيس حزب الله وكلّ ما قبل ذلك كان مجرّد أوهام.
ويعني أنّ كل ما ذكره كتاب التوراة عن لبنان وأرز الربّ في لبنان، وإعادة استنهاض اللغة العربيّة ومحاربة التتريك في مطابع النسّاك والبطاركة والملافنة والعلّامة في وادي قنوبين،
وأعلام الأدب والفلسفة والصحافة في لبنان وبلدان الاغتراب ومصر من جبران الى جرجي زيدان، الى الارساليات والمدارس والجامعات والمستشفيات والفنادق والمطاعم والثقافة والفنّ والمسرح والموسيقى والإبداع والسياحة وغيرها وغيرها كلّها أوهام لم تحافظ على الهويّة اللبنانيّة.

فبالنسبة للسيّد نصرالله التاريخ يبدأ سنة ١٩٨٢ بولادة حزب الله، والصواريخ والمسيّرات هي التي جعلت من لبنان دُرّة الشَرقَين.

سماحة السيّد، تستفيضون في كلّ إطلالة في الحديث عن الصواريخ الذكيّة والقدرات والمهارات والمُسيّرات لتُبهِروا جماهيركم وتُرهِبوا الآخرين.

أبهرونا جميعاً واستعملوا الذكاء الذي تستخدمونه لتطوير الصواريخ من أجل أن تعيدوا لنا أموالنا من المصارف، وتعيدوا ما نُهِب من خزينتنا وما هُرِّب عبر حدودنا، وما أُقفل من مستشفياتنا وفنادقنا ومؤسساتنا، وأعيدوا من هاجر من أطبائنا وممرضينا ونخبنا ومهاراتنا، أعيدوا الروح الى وطننا هل انتم قادرون على إبهارنا فعلاً ؟

بين عهدٍ مشغولٍ بماغنتسكي وعقوباته وربطه بالحقوق البحريّة، ومشغول بتأجيل الانتخابات النيابيّة وبرياض سلامة،
وبين مُسيّرات مُسَيَّرة من طاولة مفاوضات جنيف، وصواريخ ذكيّة وصواريخ غبيّة،
نحن لسنا في دولة، نحن في سيرك يقهرنا، يُدمينا، يُبكينا بدل ان يُضحكنا ويُفرحنا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: