مشهدية " الرقم الصعب" في معراب: وجوه سيادية في إفطار وطني جامع

IMG-20220423-WA0164

ما لم ترصده الكاميرات في معراب.. القوات رأس حربة معركة استرجاع السيادةليس بجديد على "القوات اللبنانية " تنظيمها نشاطات ولقاءات خصوصاً تلك التي تحتضنها معراب، المقرّ العام للقوات ومقرّ إقامة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا .‏الإفطار الذي أريد له أن يكون جامعاً لبنانياً وعربياً قد كان كذلك بحقٍ، فالداخل إلى معراب لا يمكن إلا أن يلاحظ دقة التنظيم وحسن الإستقبال والترحاب الكبير بكل الضيوف مهما كانت مواقعهم ومسؤولياتهم،وبالتالي فإن الصورة الأولى التي تظهر بشكل واضح لدى مشاهدة الإطار العام للإفطار الذي أقامته "القوات"، دلّت على أن رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، جمع أو أعاد جمع قوى 14 آذار بخطها السيادي، فالوجوه السيادية كانت كبيرة وكثيرة في هذا اللقاء .والأبرز في هذه الصورة أنها كانت مناسبة بعدة رسائل في أكثر من اتجاه داخلي وعربي ، وعلى المستوى الداخلي، فقد أثبت الدكتور جعجع، و"القوات اللبنانية" بأنها رقم صعب، وهي كانت ولا زالت وستبقى رقماً صعباً في المعادلة اللبنانية الداخلية، وخصوصاً على المستوى العربي، وبالتالي فإن حضور ما يزيد عن عشرة سفراء دول عربية فاعلة ومؤثرة، وفي مقدمهم سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، هو دليل واضح على الإحتضان العربي لخطاب "القوات" ولدورها اللبناني الوطني.كذلك فإن الإعلامي أنطوان مراد، وفي كلمة الترحيب، تقصّد أن يذكر بالإسم كل الحضور من نواب وسفراء والنواب الحاضرين الحاليين كما السابقين، كتأكيد على أن "القوات" هي جبهة بحد ذاتها وليست حزباً معزولاً .وقد أتى الحضور الكثيف لنواب "اللقاء الديمقراطي"، كتأكيد على أن الحلف بين الإشتراكي والقوات، لم يكن مرحلياً بل هو امتداد وتأكيد على مصالحة الجبل التي أرساها غبطة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، وبأن طرفي هذه المصالحة القوات والإشتراكي، مصرّان ومتمسكان بها ويحافظان عليها كأمانة وطنية مقدسة.إن حضور السفراء العرب والترحيب بهم وتخصيصهم بمكانة مميزة، إن على الطاولة الرئيسية حيث جلس الدكتور جعجع وزوجته، أو في الترحيب في كلمة التعريف أو الحفاوة التي إسُتقبلوا بها وإلتفاف معظم الحاضرين حولهم ، ما هو الا تأكيد على أن القوات اللبنانية جبهة لبنانية عربية بامتياز، وأن خطاب الدكتور سمير جعجع هو خطاب يلقى أصداءً أكثر من إيجابية في الوطن العربي .كما أن حضور شخصيات سنّية وازنة كاللواء أشرف ريفي والنائبين السابقين خالد الضاهر وطلال المرعبي وغيرهم، تأكيد على أن القوات لامست بخطابها السيادي كل الشرائح والعائلات الروحية اللبنانية، وبأن السياديين من الطائفة السنية هم جنباً إلى جنب مع "القوات اللبنانية " في معركتها لاستعادة سيادة الدولة وقرارها . ومن اللافت في هذا الإفطار أن الضيوف الحاضرين كانوا من معظم المناطق حيث للقوات وجود بل من معظم المناطق اللبنانية، فكان من البقاع ومن شماله إلى غربه، مروراً بزحلة إلى الجبل بكل أقضيته، وصولاً إلى الشمال وطرابلس وعكار، مروراً بكسروان وجبيل، وصولاً إلى المتن وبيروت بدائرتيها الأولى والثانية .وشدّد الدكتور جعجع في كلمته على العناوين الرئيسية لمسار قد سلكته القوات وذلك ليس من مدة قصيرة بل من سنوات وسنوات، مؤكداً على طبيعة الأولويات الوطنية التي تبنّتها القوات اليوم مع حلفائها وتحت مظلة عربية، باتجاه إستعادة الدولة ومواجهة الدويلة .وكان واضحاً جداً الدكتور جعجع وعلى الرغم من أن نبرة الكلمة التي ألقاها، كانت إلى حد ما معتدلة، إلا أن مضمونها وسقفها السياسي كان مرتفعاً جداً.قد يُكتب الكثير عن هذا الإفطار، لكن الخلاصات الأساسية ستظهر مفاعيلها تدريجياً خصوصاً مع تظهير وإبراز الجبهة السيادية التي تشكل القوات اللبنانية قلبها بل رأس حربتها، والجبهة السيادية وطنياً بمظلة عربية.لا يمكن للمشاهدة والمتابع في هذا الإفطار والضيوف جميعاً، إلا أن يلاحظوا مدى التفاعل في ما بين الضيوف أنفسهم، وفي ما بين نواب القوات اللبنانية وكوادرها، والتفاعل الكبير من قبل الحضور الذين اندفعوا لأخذ الصور والتقاطها مع الدكتور جعجع أو زوجته النائب ستريدا أو نواب القوات، لكن الأكيد أن إلتقاط الصور بالأمس مع كل الضيوف الحاضرين اللبنانيين والعرب، كان أبعد بكثير من صورة تذكارية، إذ أن الصورة كانت توثيقية للحظة ظهرت فيها القوات "رأس حربة" في معركة إسترجاع السيادة اللبنانية الوطنية .كانوا كثراً حاضرين في الإفطار ، إعلاميين وضيوفاً ونواباً ومرشحين وسفراء، إلا أن الأكيد بأنهم كانوا مجتمعين وكأنهم كلهم على طاولة واحدة. صحيح أنهم توزعوا على طاولات منفصلة وفق ترتيب بروتوكولي تجيد "القوات اللبنانية " تحضيره والإعداد له،لا بل قد تكون مدرسةً في الدقة والصرامة في التنظيم، إلا أن كل الضيوف على إختلاف إختصاصاتهم ومستويات تمثيلهم وحيثياتها، شعروا بأنهم يتشاركون طاولةً واحدة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: