لا تزال تداعيات لقاء باريس الخُماسي تتوالى تباعاً، وارتدادتها تُخيّم على الساحة اللبنانية بين مَن يصف الإجتماع بالفاشل وغياب الدبلوماسيّة عن الوفد الخُماسي الذي التقى كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأبلغهما بأن "العلاقات مع لبنان ستتغيّر في حال عدم انتخاب رئيس"، وبين ما يُنقَل من معلومات عن سفير فرنسيّ سابق ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن هناك مقرّرات حاسمة ومفصليّة اتُخذت في هذا اللقاء، وعليه بُلّغت نتائجه للرئيسين ميقاتي وبري على أن يتم وضع المرجعيّات السياسيّة والحزبية كافة في أجواء هذه المُقرّرات.
وفي هذا الإطار، حصل موقع LebTalks على معلومات تؤكّد بدايةً أن غياب السفير السعوديّ ووجوده في الرياض، عن الجولة الأخيرة للسفراء الأربعة (الأميركي، المصري، القطري، والفرنسي)، "لا يعني مُقاطعة لبنان إلّا أنها خطوة باتجاه التسريع في اتخاذ الإجراءات من أجل أخذ اتجاهات القيادة السعوديّة حيال ما جرى في باريس"، ويضيف المصدر أنه "لا نفشي سرّاً إن قلنا أن هناك تباين في المواقف بين السفراء خصوصاً بما خصّ سلاح حزب الله ودوره في لبنان، إلّا أن لا خلاف أو شرخ قد حصل بينهم بل اختلاف في وجهات النظر، لذلك فإن المرحلة المُقبِلة ستكون مفصليّة إذ ستبدأ نتائج لقاءات العاصمة الفرنسية تتوضّح وخصوصاً لناحية الإستحقاق الرّئاسي". ويؤكّد المصدر أنه وبالرّغم من الحديث عن عدم النقاش في أسماء ضمن اللقاء الخُماسيّ إلّا أنه في "الحقيقة أن لا تبنّي واضح لمرشّح مُحدَّد، ولكن يمكننا القول إن هناك شبه إجماع من الدول الخميس حول دور قائد الجيش جوزاف عون وميلٌ جدّيّ لأن يكون عون رئيساً، ولكن هذا ليس محسوماً بانتظار نتائج الجولات التي يقوم بها السفراء على المسؤولين اللبنانيين، وعلى أساسه تُبَلَّغ حكوماتهم بما يريده المسؤولون اللبنانيون".
وفي السياق ذاته، يقول المصدر "إذا كانت الأجواء المقبلة إيجابيّة فإن عمليّة انتخاب رئيس للجمهورية ستكون إما آخر الشهر الحالي أو منتصف الشهر المُقبِل، ولكن حتّى الآن كل الاحتمالات واردة، وتحذير الوفد من العواقب الوخيمة على لبنان يأتي في سياق التحذير من تفلّتٍ أمنيّ قد يحصل في البلد، وحينها لن تستطيع الدول الخمس مُساعدة لبنان، كعقابٍ له لتعطيل الاستحقاق الرئاسي من دون أن يكون هناك عقوبات على المُعَطّلين". ويختم المصدر "بذلك لا يكون اللقاء الخُماسي قد فَشِل، بل وضعَ الأمور في نصابِها لمحاولة الوصول إلى حلول، وبالتالي عندما تأتي اللحظة الدولية المؤاتية سيكون الاستحقاق الرئاسي جاهزاً لاتخاذ هذه الخطوة".