عند بداية عملية "طوفان الأقصى" في غزة حاول رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي توجيه رسائل لدروز "اسرائيل" لرفض الإلتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الاحتلال ، في محاولة لتحييد دروز الداخل المحتل عن حرب غزة، إلا أن بيان رئيس الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال الشيخ موفق طرف الذي أصدره عقب بداية الطوفان أكد فيه الدعم الكامل للجيش الإسرائيلي والحرب على غزة، حيث أكد على "الموقف الدّاعم لقوّات الأمن في دحر الهجوم الإرهابيّ على التّجمّعات السّكّانيّة في جنوب البلاد، لإرهاب لا يفرّق أبدًا بين يهوديّ أو عربيّ".
إثر هذه المواقف وزيادة التصعيد على غزة ، اضطر جيش الاحتلال على استدعاء الاحتياط من الجنود، وبنتيجة هذه الإشتباكات في الضفة الغربية وغيرها من المناطق المحتلة ، قتل أكثر من ١٠ جنود من الدروز في الجيش الإسرائيلي. وبالتالي بحسب ما علم موقع LebTalks فقد طالب عدد كبير من العائلات الدرزية في الأراضي المحتلة إصدار بيان يرفضون فيه تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال وتجنيبهم الدخول في الحروب الداخلية.
وفي السياق ذاته LebTalks تواصل مع مصادر مقربة من الشيخ موفّق الطريف ، بحيث أكّدت أولا على رفض تجنيد أي شابة درزية في الجيش "إسرائيل"، معتبرين ذلك خرقًا للاتفاقيات بين الطائفة الدرزية و"إسرائيل" قاصدين بذلك الاتفاقية التي حصلت عام 1956 بين الطرفين والتي نصت على إجبار الشباب الدروز بالانضمام لجيش الاحتلال مستثنيين الشابات الدروز من هذا الالتزام، مطالبين برفض أي طلب تعرب فيه شابات درزيات عن رغبتهن في التطوع للجيش "الإسرائيلي".
وفي هذا الإطار كشفت إحصاءات عن تراجع في خدمة الدروز في الجيش "الإسرائيلي"، حيث يرفضها نسبة كبيرة من أفراد الطائفة، إلى جانب مطالباتهم بتجميد قانون كامينيتس "المشؤوم" الذي دخل حيز التنفيذ عام 2017 من قبل السلطات الاسرائيلية بحيث ينصّ على هدم منازل ومدن الفلسطينيين والعرب وبناء مستوطنات لليهود، وهو ما جعل الدروزيعتبرون تطبيق هذا القانون في مدنهم أيضا بمثابة "خيانة اسرائيلية لهم".
هذه النقمة الداخلية على الاحتلال تزيد الضغط الهائل عليه خصوصاً في هذه الفترة مع تفاقم الأزمة العسكرية والأمنية في الداخل المحتل وفي غزة، في ضوء حاجة جيش الاحتلال للعدد الأكبر من الجنود للالتحاق خلال هذه الفترة بالجيش ، لكي يحافظ على أكبر قدر من عديده قبل اتخاذ أي خيار في التصعيد البري خصوصاً.