منذ بدء تأزم الأزمة في لبنان بدأ اللبنانيون يسمعون عن إحتمالية وضع لبنان تحت الوصاية، يبدو اليوم أن معالم هذه الوصاية قد بدأت تتوضّح إذ أن الحديث عن الدخول في "الفصل الثامـن" قد بدأ يعلو من المجتمع الدولي، فما هو الفصل الثامن، وماذا يتضمّن؟
هو فصل من ميثاق الأمم المتحدة يحمل عنوان "في التنظيمات الإقليمية"، ويتضمّن ٣ مواد هي المادة 52، 53 و 54.
تنص المادة الأولى على قيام تنظيمات ووكالات إقليمية تحفظ الأمن والسلم الداخلي والدولي بالتلاءم مع مبادئ "الأمم المتحدة"، بحيث تحل النزاعات المحلية من قبل هذه التنظيمات بتدابير سلمية قبل عرضها على مجلس الأمن الذي عليه التشجيع على الحلول السلمية "بطلب من الدول التي يعنيها الأمر أو بالإحالة عليها من جانب مجلس الأمن"، والأخير من شأنه أن يفحص أي نزاع أو موقف لمعرفة إذا كان من شأنه أن يعرّض الأمن الدولي وحفظ الأمن للخطر، وذلك بحسب المادة 34 من الفصل السادس.
المادة الثانية، أي 53، تنص على أن أعمال الحد من النزاعات من خلال تلك التنظيمات والوكالات لا تكون بيدها بل تحت إشراف ومراقبة مجلس الأمن، بإستثناء أي تدابير تُتخذ ضد "دولة معادية" والتي تعرّف "بأي دولة كانت في الحرب العالمية الثانية من أعداء أي دولة موقعة على هذا الميثاق".
أما المادة الأخيرة من هذا الفصل فتنص على أنه من الضروري أن يكون مجلس الأمن على علم تام بما يجري من أعمال حفظ السلم والأمن الدولي "بمقتضى تنظيمات أو بواسطة وكالات إقليمية أو ما يُزمع إجراؤه منها".