معادلة الاستحقاق الرئاسي: تفاهم اقليمي يتقاطع مع ارقام مجلس النواب

بعبدا

بعد إطلالة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أمس في حديث تلفزيوني، اعتبر المحلل السياسي طوني بولس في حديث لموقع LebTalks أن "عملية انتخاب رئيس جمهورية باتت معقدة أكثر من أي مرحلة سابقة، بإعتبار أن أي تسوية إقليمية ودولية لا تتطابق مع خارطة مجلس النواب من حيث أرقام الكتل وقدرة أي فريق على تعطيل جلسات، جعل أي تسوية اقليمية وحدها غير قابلة لانتخاب رئيس جمهورية، وأيضا أي تسوية داخلية من دون غطاء إقليمي، لا تستطيع إيصال رئيس جمهورية لأننا في أزمة اقتصادية حادة وبحاجة إلى مساعدات ودعم دولي، فبالتالي إن مرحلة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان هي مرحلة تفاهم إقليمي تتقاطع أرقامها مع المجلس النيابي اللبناني، لذلك اليوم لا يمكن إيصال أي مرشح تحدّ إن كان فرنجية أو معوّض، لذلك يجب البحث في أسماء جديدة تمتلك القبول داخليا وخارجيا حسب المواصفات المطلوبة على المستوى الدولي، خصوصا المواصفات التي تطلبها المملكة العربية السعودية والتي تواكبها فيها قطر ومصر، وتتلاقى مع التصوّر الأمريكي، وهي أن يكون شخصاً بعيداً عن الفساد من خارج المنظومة السياسية، ويكون واضحاً من ناحية سلاح حزب الله، ولجهة القرارات الدولية لتطبيق الطائف وصولا إلى توقيع اتفاقية مع IMF ومن ضمنها ضبط الحدود، إعادة هيكلة المصارف، وإعادة هيكلة قطاع الكهرباء".
وفي السياق يضيف بولس "من هذا المنطلق كل تلك المواصفات لا تنطبق على فرنجية وبالتالي بدون بحث جدي على اسم جديد لا انتخاب لرئيس جمهورية، طبعا فريق الممانعة الذي يرشّح فرنجية اليوم، اعتقد أنه نتيجة العلاقة أو الصفقة التي عقدها مع فرنسا وهي صفقة اقتصادية تحوم حولها الكثير من شبهات الفساد سواء من ناحية رجال أعمال لبنانيين موّلوا الإليزيه وتحديدا باتريك دوريل الذي من الواضح أنه متورّط بقبض أموال من أجل التسويق لمرشح رئاسي، أو من ناحية شراء قطاعات في لبنان، إلا أن هذه الصفقة الفرنسية التي كانوا يتوقعون منها حشد دعم دولي كبير لفرنجية من خلال حملة اعلامية كبيرة حاولت التسويق له على أنه مرشح وسطي ومعدل، لذلك من المستبعد أن يكون هناك رئيس للجمهورية في شهر أيار".

أما بما يتعلق بإطلالة فرنجية التلفزيونية أمس، اعتبر بولس أن "من الواضح أن لا جديد في حديث فرنجية وان الحديث مكرر وقد سمعناه من قبل، إذ انه ظهر عاجزاً عن حل المشاكل الكبرى في البلد، وانتخابه لا يعني إلا تكرار لتجربة ميشال عون و٦ سنوات إضافية من الانهيار والفقر واستمرار الأزمة المالية والسياسية، وما يحاول حزب الله وفريقه هو أن يجدد فرض سيطرته على البلد ويدخل فرنجية بالأجندة التي دخل بها عون سابقاً من دون أي برنامج واضح"، ويضيف "هناك معلومات مؤكدة اليوم تقول ان المملكة العربية السعودية مصرّة على المواصفات التي سبق وأعلنت عنها، وأنه في حال أعلن سليمان فرنجية أنه مستعد لمقاربة موضوع سلاح حزب الله بطريقة موضوعية ووضع آلية لسحب السلاح وتطبيق القرارات الدولية، فلا مشكلة لديها في انتخابه، ولكن في الوقت نفسه، من الواضح أن لا جديد في قرارات فرنجية واطلالته امس أكدت هذا الأمر وأكدت أيضاً انه مرشح تحت الجناح الإيراني، وإذا تمّ انتخابه سيصبح رئيساً معزولا باستثناء الانفتاح الفرنسي إضافة إلى إيران وفنزويلا وغيرها من الدول المارقة، وهو رئيس قد يأتي لسببين الأول السياسة الإيرانية، والسبب الآخر لتأمين المصالح والفساد للشركات اللبنانية التي شكّلت لوبي كبيراً في فرنسا واستطاعت شراء موقف الإليزيه".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: