في قسم العناية الفائقة في مستشفى قلب يسوع، تصارع نايا للبقاء. تلك الطفلة البريئة، التي لم تكمل بعد عامها السابع، لم تكن تدرك ان حياتها في وطنها لبنان رخيصة الى هذه الدرجة وقد تفقدها بلحظة. وحيدة والديها معلّقة بين الحياة والموت بسبب رصاصة طائشة، فيما المسؤول عن ذلك يسرح ويمرح ويفرح بنجاحه في الامتحانات الرسمية، هو وذووه في ظلّ عجز امني عن ضبط السلاح المتفلت او التعرف على الجاني والقاء القبض عليه. الاستنكار الرسمي والاتصالات المتعاطفة والمتضامنة مع الاهل لن تشفي غليل العائلة او تجفف دموعها، او تعيد نايا الى ما كانت عليه. الفاجعة حلّت ووحدها العناية الالهية قادرة على المستحيل.
طبيب العناية الفائقة في قسم الأطفال في مستشفى قلب يسوع الدكتور كمال قانصوه يصف حالة الطفلة الطبية بالمستقرة “لا تدهور ولا تحسن” ووضعها على حاله منذ الحادثة المشؤومة كما يقول لـ LebTalks.
نايا لا تزال في غيبوبة وعلى جهاز التنفس الاصطناعي وقلبها يعمل على المنشطات. في حالتها الشفاء التام مستبعد علميّاً كما يشرح قانصوه، “فامّا الموت وامّا الاعاقة الدماغية والشلل الدماغي، اي فقدان القدرة على الحركة او التكلم او المشي”.
لا شيء باستطاعة الطاقم الطبي ان يقوم به، فالرصاصة مستقرة في مركز حساس ودقيق في الدماغ بين الرأس والعنق ولا يمكن استئصالها جراحيّاً. يقول قانصوه: “نحن حاليّاً بمرحلة المراقبة وحتى الآن لا يمكن القول ان هناك موتاً دماغيًّا بالمطلق، لكن نايا لا تتجاوب واذا انتزعنا جهاز التنفس الصناعي يتوقف التنفس، واذا استطاعت التنفس لوحدها فهذه معجزة”.
حالة والدي الطفلة يرثى لها. في المستشفى، يمكثان ليل نهار من دون ان يفارقاها للحظة. والطابق حيث تقبع نايا يعجّ بالاقارب والاصدقاء واهل الحدث المتضامنين عدا عن الاتصالات التي ترد من الخارج للاطمئنان الى صحتها.
الوضع محزن جداً والتواصل في المستشفى يتمّ مع عمّ الطفلة والوالد، امّا الام فلا قدرة على التحدث اليها كما تؤكد مصادر طبية لموقعنا.
امام هول المأساة يعجز اللسان عن الكلام، لكن اقرباء الطفلة يقولون انها كانت تضج بالحياة والفرح. ويدعون الجميع الى الصلاة والتضرع لله من اجل شفائها لان حالتها تحتاج الى اعجوبة.
نايا ليست الضحية الاولى لفوضى السلاح ولن تكون الاخيرة. فضمائر المسؤولين غائبة وما من شيء يهزّها لا انفجار ولا سلاح ولا حتى صرخة اهل مفجوعين على وحيدتهم.
