بعد نغمة العزوف عن الترشح التي لجأ اليها بعضهم تحت حجج عدة منها طبيعة "القانون الانتخابي" - رغم انه كان ترشّح على أساسه عام 2018 - أو تضامناً مع إعلان رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي، ها هو البعض الآخر يعزف على نغمة "المقاطعة".
هذا يدعو الى المقاطعة لأن شيئاً لن يتغير وسيبقى توزيع القوى في مجلس النواب على حاله أو في أفضل الاحوال مع تبديل بعض الوجوه وتغيير لا يُفقد "حزب الله" الاكثرية!!!ذاك يدعو الى المقاطعة "لأن الانتخاب في ظل الاحتلال خيانة" ويتحجج بالاحتلال الايراني متناسياً انه ترشّح في زمن الاحتلال السوري!!!هذا يدعو الى المقاطعة لأن الرئيس سعد الحريري خارج السباق وأي تصويت سيمنح شرعية للآخرين ويخفف من وقع خطوته!!!ذاك يدعو الى المقاطعة لأن رفاقه في "الثورة" خزلوه كالعميد المتقاعد جورج نادر في دائرة الشمال الأولى في عكار وانقلبوا عليه وسجلوا لائحة لم تتضمن إسمه، فدعى الى مقاطعة الانتخابات والتصدي لهذه اللائحة "لانها لائحة متسلقين وكاذبين واسوأ من السلطة"!!!
في مقابل هذه النغمة، نشهد نغمة "ترشيحات هزيلة" وتنبيت لوائح تدعي "الثورية". هذا يترشّح رغم إدراكه أن حظوظه معدومة واقصى طموح له ليس تسجيل رقم للتأسيس عليه للترشيح لدورة آخرى بل مجرد تسجيل لقب "مرشح" على سيرته الذاتية!!!ذاك يترشح ليقبض نقداً إما للانضمام الى لائحة ولرفع الحاصل أو كي ينسحب من لائحة أخرى.هذا يترشح رافعاً راية التصويت العقابي فقط لتسجيل معارضة عبر هدر اصوات.ذاك يترشح لأنه إعتاد على الامر منذ سنوات ومن باب الـ Prestige!!!قد يتفهم اللبنانيون اي مقاطعة متى كانت وفق خارطة طريق وضمن مشروع واضح المعالم وفي ظل مناخ موآت لذلك. بالطبع من حق أي كان الترشّح متى إندرج ضمن مشروع سياسي ولمصلحة مجموعة لا للمصلحة الذاتية، لكن من غير المقبول لا بل جريمة بحق الوطن مقاطعة "المطنبزين" وترشّح "الهزيلين" لأن الأمر عن حسن نية أو سوء نية لا يخدم سوى الطبقة الحاكمة ولا يسهل سوى حصد "حزب الله" ومن يدور بفلكه اكبر عدد من النواب. فلا بوادر مقاطعة في بيئته بل إن كان من مقاطعة فلدى البيئات الاخرى، ما يعني حفاظه على حجم أصواته وتراجع حجم الاصوات التي قد يحصدها اخصامه. كما أن كثرة المرشحين "الهزيلين" تشتت الاصوات ولو على قلتها. فهل من يتعظ؟!!