يقول سياسي بيروتي إنّ الانقسام العميق الذي يعاني منه لبنان حاليّاً لم يشهد له مثيل حتى في الأوقات التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
أضاف في حديث عبر LebTalks: “هذا الشرخ حاولت معظم القوى السياسية تجنُّب الوقوع فيه، فمن جهة القوى التي كانت منضوية تحت ما كان يُسمّى 14 آذار، اتّبعت سياسة التنازلات للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب أهليّة جديدة قد تدمّر أسُس الدولة. من ناحية أخرى، استغلّت القوى التي كانت تُعرف سابقاً بـ8 آذار هذا الانقسام لابتزاز اللبنانيين، محقّقةً مكاسب و فرضت على الدولة أعراف جديدة ليست موجودة في الدستور أو اتّفاق الطائف”.
يتابع السياسي البيروتي: “إنّ الوضع الراهن في لبنان هو نتيجة للسياسات السابقة التي مكّنت الثنائي الشيعي من الهيمنة السياسية على الدولة بأكملها. ما تغيّر اليوم هو أنّ غالبيّة اللبنانيين أصبحوا مقتنعين بأنّ سياسة الثنائي هي سياسة قضم لمؤسّسات الدولة. و من هنا يبرز اليوم شرخ عمودي بين اتّجاهين فكريّيْن: اتّجاه يسعى إلى قيام دولة قائمة على المؤسّسات و العدالة الاجتماعية على غرار الدول المتقدّمة، واتّجاه آخر يفضّل دولة ذات طابع عسكري وأمني، تدين بالولاء الكامل لإيران”.
ما يحتاجه لبنان اليوم بحسب السياسي هو “خامة من السياسيّين الذين يتسمون بالإيمان الراسخ بمبادئ الدولة، و لا تؤثّر فيهم المصالح الشخصيّة أو التسويات الموقّتة.
ختم قائلاّ: “يجب أن يكونوا قادرين على مقاومة التجاوزات السياسية للثنائي الشيعي بُغية الحفاظ على الهويّة اللبنانية كما نعرفها، أو السعي لتأسيس نظام جديد يحظى بقبول اللبنانيين و يضع هذا الثنائي أمام حقيقة جديدة تفرضها وحدة جميع الفئات المعارضة لسياستهم. هذا من شأنه أن يضمن استعادة النظام الدستوري في عمل المؤسّسات الوطنيّة و يمنع استمرار سياسات الابتزاز التي يستفيد منها الثنائي الشيعي عند كلّ منعطف وطني”.