ايلول اصبح بالنسبة للقواتيّين العنوان الاساسي لاستذكار المقاومين، الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان على مدى عقود، فبات هذا الشهر تحية تختصر الوفاء والإكبار لهؤلاء الشهداء . الموعد مع ذكرى الابطال عند الخامسة من عصر اليوم في المقر العام للقوات اللبنانية في معراب، حيث يقام قداس عن راحة أنفس الشهداء، برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، ممثلا بالمطران حنا رحمة، تحت شعار ” مقاومة مستمرة”، العبارة التي تريح الشهداء في عليائهم، وتؤكد بأنّ دماءهم لم تذهب هدراً.
القداس هذا العام سيقتصر على حضور حزبي معيّن، يغيب عنه للسنة الثانية على التوالي، اهالي الشهداء حرصاً على سلامة الجميع، بسبب جائحة كورونا، لكن اللافت انّ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، خصّ الاهالي برسالة سلّمها اليهم المسؤولون الحزبيون، والمنسقون ورؤساء القطاعات والاجهزة في الحزب ، يصف خلالها جعجع الشهداء “بذخيرتنا الدائمة ، والوفاء لهم ليس واجباً بل يتصدّر عناوين نضالنا”.
الى ذلك ستكون كلمة الدكتور جعجع التي ستلي القداس، كما سابقاتها في ذكرى كل سنة، أي شاملة ووافية لكل الملفات، ونارية بالتأكيد لوضع النقاط على الحروف، إنطلاقاً من إستمرار المقاومة، من أجل استعادة السيادة والوقوف في وجه محاولة تحالف حزب الله والعهد، اللذين أخذا لبنان نحو محور الممانعة، الذي يتمثل بما يحصل اليوم من فتح الخطوط مع النظام السوري. كما انّ وجود بعض الوزراء اليوم في دمشق سيرفع من مستوى الخطاب السيادي لرئيس القوات.
جعجع سيتطرّق الى فساد السلطة، وتناسيها للانهيارات التي تتوالى على الصعد كافة، من دون معالجات لإنقاذ الوضع، من قبل مسؤولين لم يقوموا في اي مرة بواجباتهم، فيما يعملون على تشكيل حكومة محاصصة ومحسوبيات، مع تقاتل يومي لكسب الحقائب الدسمة، وكأنّ البلد بألف خير!
كما سيؤكد بأن لا خلاص إلا في الإنتخابات النيابية، التي تحدّد موعدها مبدئياً في 8 أيار 2022 ، من أجل أن تكون مدخلاً لعملية التغيّير الديموقراطي والسلطة القائمة. لذا سيدعو اللبنانيين الذين نزلوا الى الشوارع وخابت آمالهم، الى تجديد الامل بالتغيّير من خلال صناديق الاقتراع ، وسوف يحذّر من محاولة عرقلة هذه الإنتخابات، لانها لن تكون عملية سهلة، بسبب التركيز الدولي على هذه الفرصة، التي ستشكل مدخلاً حقيقياً للإنقاذ، عبر تشكيل المؤسسات من مجلس النواب الى الحكومة الى رئاسة الجمهورية.
بإختصار هجوم جعجع على اهل السلطة سيكون شاملاً من كل النواحي، ولن ينسى بالتأكيد محاولات البعض، عرقلة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، مع التشديد على التضامن الكليّ مع القاضي طارق البيطار.
في الختام ووسط كل ما يجري، تبقى الصلاة العنوان الابرز اليوم، مع شعار”المجد والخلود للشهداء الابرار”.
