في بلد أصبح العلم فيه " بالفريش"، والثقافة مادة دسمة للسخافة، لا نستغرب من ممارسات تحاول إبطال كل أنواع الثقافة والرقيّ في البلد، ولإثبات ذلك أقدم "مجهولون" على إحراق مكتبة المهندس محمد المغربي، الذي كان يتخذ " تحت جسر الفيات" مسكناً له ولكتبه، التي يقدمها أو يبيعها للمارّة والقرّاء . المهندس محمد الذي لا يملك إلا تلك الكتب مأوىَ ورفيقاً له في حياته، أزعج الجهّال في البلد وأغضبهم وجوده الراقي والمميز، الذي يعكس صورة لبنان الحقيقية بعيداَ عن حماقتهم ودناءة فكرهم، وثقافتهم العاشقة للكره والحقد والتدمير والحرق. مكتبة المهندس محمد ستُبنى مجدداَ، فالثقافة لا تموت، ولكن الخوف على هؤلاء "المجهولين" الذين سيموتون ألف مرة في حقدهم وكرههم، الذي يوماً ما سينعكس عليهم بالدمار والخراب.
