في الامس كان يوم السقطات في مقر العدالة، حيث خرجت من المكان الذي كان يُحتذى به، كمثال حافظ على هويته حتى خلال السنوات الثلاث، التي وصل لبنان خلالها الى الانهيار، لكن التدخلات السياسية إستطاعت شق الجسم القضائي، بعدما نجحت في شق مجلس القضاء الأعلى، فغاب الحق وإنتصر الباطل.
يوم المواجهة شكلّ صفعة كبيرة للقضاء، عقب الضربة الكبيرة التي شهدها بعد الانقسام العامودي بين القضاة، وابرز ما يمكن استنتاجه بعد اليومين العاصفين قضائياً، أن تحقيقات المرفأ باتت في خبر كان، وكل ما جرى في اليومين الماضيين هو لاخراج رئيس مصلحة الأمن والسلامة في مرفأ بيروت زياد العوف من دائرة التحقيق من جهة، ومن لبنان من جهة ثانية، خصوصاً انّ عوف يحمل الجنسية الأميركية، وبالتالي جاء اخلاء سبيله وترحيله من لبنان على طلب مباشر من السفيرة الاميركية، التي تحاول في ما تبقى لها من أيام في لبنان على انهاء الملفات العالقة بأسرع وقت ممكن، لأسباب تتعلق بالمرفأ ومن يقف خلف هذا التفجير وكيف تم الأمر، وفي مسعى من الادارة الاميركية للملمة هذا الأمر لما فيه مصلحة اسرائيل أولاً.
ومن هنا تربط المصادر المطلعة عبرLebTalks ما جرى في موضوع ترسيم الحدود، الموصول بطريقة مباشرة بموضوع تفجير المرفأ، والسعي الى انهاء هذه القضية بأسرع وقت ممكن.
وبحسب المعلومات الخاصة لـLebTalks فان شيا حضرت اكثر من اجتماع مع وزير العدل مع ابنة عوف، في اطار الضغط لاطلاق سراحه، اضافة الى زيارتها العديد من القضاة للهدف عينه.
في المقابل، فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يذهب في الاتجاه المعاكس، حيث يضغط، ومن خلال القضاة الفرنسيين الذين زاروا لبنان الى الاكمال في التحقيقات حتى النهاية، واظهار الحقيقة كما هي. ومن هنا كان الغطاء الفرنسي للقاضي طارق البيطار لما قام به في الاسبوع الماضي، من استدعاءات وادعاءات، والدفع باتجاه اصدار القرار الاتهامي سريعاً.
وعلى الخط اللبناني، كان واضحاً ان القاضي غسان عويدات، عمل على استدراج القاضي طارق البيطار لوقف التحقيق، وحرف الأنظار عما يقوم به البيطار، متسلحاً بالاتفاقيات الدولية، لوقف اندفاعته الجديدة، ولوقف التحقيق في انفجار المرفأ من جديد.
