على هامش التقلبات والأزمات الدولية التي نعيشها إنطلاقاً من حرب أوكرانيا وتداعياتها على أزمة الطاقة والأمن الغذائي العالمي، يتحول الشرق الأوسط الى مركز اهتمام دولي وإقليمي أساسي مع فرز المنطقة الى محورين لا ثالث لهما :محور منصات السلام والتكامل الإقتصادي ومحور منصات الخراب والدمار والحرب .في محور السلام والتكامل الإقتصادي، نتوقف عند ثلاثة محطات أحدثت انقلاباً تاريخياً في المفاهيم والأنماط الفكرية والاستراتيجية وأسست لمرحلة جديدة يكون فيها الشرق الأوسط مختلفاً جذرياً عما عهدناه منذ زهاء نيف وسبعين عاماً.من منصات هذا المحور مشروع "الشام الجديد" الذي انطلق قبل حوالي عامين بين كل من العراق والأردن ومصر والذي فحواه تزويد العراق كل من الأردن ومصر بالنفط مقابل مشاركة الشركات المصرية والأردنية في إعادة إعمار العراق وتزويده بالكهرباء، إضافة الى استفادة مصر من فائض قدرات التكرير لديها لتكرير النفط العراقي وتوصيله الى أوروبا مع إمكانية ضم الإمارات الى المشروع خصوصاً وأن للإماراتيين استثمارات كبيرة في ميناء العقبة الأردني.
في محور السلام والتكامل الإقتصادي، نتوقف عند ثلاثة محطات أحدثت انقلاباً تاريخياً في المفاهيم والأنماط الفكرية والاستراتيجية وأسست لمرحلة جديدة يكون فيها الشرق الأوسط مختلفاً جذرياً عما عهدناه منذ زهاء نيف وسبعين عاماً.من منصات هذا المحور مشروع "الشام الجديد" الذي انطلق قبل حوالي عامين بين كل من العراق والأردن ومصر والذي فحواه تزويد العراق كل من الأردن ومصر بالنفط مقابل مشاركة الشركات المصرية والأردنية في إعادة إعمار العراق وتزويده بالكهرباء، إضافة الى استفادة مصر من فائض قدرات التكرير لديها لتكرير النفط العراقي وتوصيله الى أوروبا مع إمكانية ضم الإمارات الى المشروع خصوصاً وأن للإماراتيين استثمارات كبيرة في ميناء العقبة الأردني.
كذلك توقيع إعلان النوايا بين الأردن والإمارات وإسرائيل لتعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتحلية المياه، والذي بموجبه تحصل إسرائيل على الكهرباء والأردن على المياه عبر مشروع طاقة شمسية تموله الإمارات وهو أكبر اتفاق يوقّع بين الجانبين الأردني والإسرائيلي منذ معاهدة السلام في وادي عربة.
وقبلها عُقدت قمة شرم الشيخ والاجتماع الثلاثي المصري- الإماراتي - الإسرائيلي لمواجهة أزمة الغذاء وتداعيات الحرب في أوكرانيا والأمن الغذائي وارتفاع سعر الطاقة ومحادثات فيينا النووية.
ومنذ يومين، عُقد اتفاق الشراكة الصناعية التكامليةأو الاتفاق الصناعي الإمارتي - الاردني- المصري، والذي بموجبه سترتفع الاستثمارات الإماراتية في مصر من ٢٠ الى ٣٥ مليار دولار خلال السنوات الاربعة المقبلة، والاستثمارات الإمارتية في الأردن التي تجاوزت ١٥ مليار دولار ، وقد وصف الخبراء هذا الاتفاق بالاستراتيجي لتشكيل كتلة صناعية تغطي حاجات ربع شعوب المنطقة على الأقل .
هذا وقريباً جداً، وبحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة، سيتم توقيع اتفاق التجارة الحرة بين الإمارات وإسرائيل .
كل هذه المنصات المبنية على التكامل الاقتصادي والسلام تؤشر الى خريطة شرق أوسطية جديدة مختلفة تماماً عن سابقاتها، وقوامها تضامن بين دول المنطقة وإزالة حواجز الأنانية بينها بحيث بات كل بلد مقتنع بأن أمنه وسعادته واستقراره وازدهاره متعلق مباشرة بأمن وسعادة واستقرار وازدهار الآخر . فما حصل ويحصل وسوف يحصل رَسَم لنظام إقليمي جديد كجزء من عملية إعادة تشكّل المنطقة في مقابل منصة الانغلاق والحرب والخراب والدمار التي تمثلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسعى في مقابل السلام والانفتاح والتكامل والازدهار لشعوب المنطقة الى:تعزيز وتطوير ترسانة صواريخها وسلاحها ومسيّراتها المدمرة، وبالأمس أعلنت طهران متباهيةً أنها كشفت النقاب عن أكبر مخزن طائرات مسيّرة تحت الأرض مجهزة بصواريخ فتاكة كإنجاز تاريخي لها أين منه إنجازات التطوير والتنمية والنمو وشعبها يئن من الجوع والتراجع ويجتاح المناطق والطرقات والساحات صراخاً واحتجاجات تُقمع بقوة السلاح، وهو نفس السلاح الذي يختطف دولاً في المنطقة كلبنان واليمن والعراق وسوريا.فليست مصادفة أن تكون الدول التي يحكمها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة عبر ميليشياته في حال بؤس وعوز وفاقة وانهيار على كل الصعد، فيما الدول التي تعتمد الانفتاح والتعاون والتكامل والسلام تتجه يوماً بعد يوم نحو التطور والنمو والازدهار .
المنطقة على أبواب تغيرات كبيرة وصادمة، و"الشاطر" وأولهم لبنان الذي يقفز من قطار الدمار والمدمرين والمخربين والطامحين باتجاه الحياة والسوق الشرق أوسطية المشتركة من العراق الى اليونان .