زار حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، قبل ظهر اليوم الخميس، مقرّ الإتحاد العمالي العام في لبنان، حيث التقى رئيسه بشارة الأسمر وأعضاء المجلس ومجموعة من النقباء والخبراء الإقتصاديين والقانونيين لشرح الواقع المالي والمصرفي وقضية المودعين وسبل المعالجة.
بعد جلسة الحوار، طرح الأسمر “أسئلة كثيرة وكبيرة” لمَن حملَ كرة النار في أحلك الظروف، ولمَن أُثقل بأخطاء مَن سبق في ثلاثي مسؤول لا محالة ويتقاذف التهم.
وهنا يهمنا أن نوضح:
1- لا ندين أحداً ونترك للقضاء الفصل ولا نحمّل فرداً وزر التركة ونعتبر أنّ الجميع مسؤول ضمن تعاون نشأ بين مصارف ومصرف مركزي ودولة. وتتحمّل الدولة بأجهزتها التنفيذية الفجوة التي أضاعت المليارات.
2- نحيي حكمة الدكتور منصوري وحسه الإداري الرفيع وتقيّده بالقانون وحوكمته الرشيدة وإصراره على تطبيق قانون النقد والتسليف بحذافيره من دون مواربة أو محاباة لأحد، لا تمويل للدولة من أموال المودعين ومطالبتها بديون كلها مستحقة.
3- نحيي أيضاً إصراره على مراجعة التعاميم وإصلاحها حيث يلزم بمحاولة لبدء طريق الخروج من نفق مظلم والخسارة المطلقة للمودعين لأي فئة انتموا من دون تصنيف ومن داخل وخارج لبنان.
4- نشدّ على يده بطلب إنجاز القوانين الإصلاحية التي تواكب خطواته في إعادة هيكلة المصارف والكابيتال كونترول وخطط التعافي الإقتصادية والتشاور مع الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام وسائر نقابات المهن الحرة.
5- رفضه لسياسات الدعم التي انتُهجت والإبقاء على دعم أدوية الأمراض السلطانية.
6- بدؤه بالبحث عن طرق تؤدي الى إعادة أموال المودعين، وهنا بيت القصيد.
من جهته، توجّه منصوري بالشكر الى الاتحاد العمالي العام الذي نظّم هذا اللقاء، معتبراً أن أعلى منصب في الجمهورية اللبنانية هو منصب مواطن لبناني، آملاً أن نكون جميعاً في دولة نبنيها معاً.
وأشار الى أن كلمة السرّ لبناء الدولة هي إعادة بناء الثقة، داعياً لآعطاء الفرصة للجميع، إذ لم يعد هناك مجال اليوم للاستمرار بالشعبوية التي كانت تطبع المرحلة السابقة، ونحن بحاجة للانتقال الى مرحلة جديدة.
وقال: أصبحت الفرصة سانحة والوقت أقرب لنبدأ بإيجاد الحلول على مستوى الدولة ككل. أنا لمستُ لأول مرة من خلال الاتصالات مع الحكومة اللبنانية والوزراء المعنيين والنواب ورؤساء الكتل ورؤساء اللجان وجود إرادة فعلية من قبل الجميع لإيجاد حل للمسائل العالقة منذ فترة طويلة جداً.
وأكد منصوري على صدق نوايا جميع مَن التقاهم لجهة إيجاد الحلول التي يجب أن تُترجم خلال فترة قصيرة، واعداً بأنه ستكون له إطلالة قريبة لشرح كل ما يلزم.