في غرفة العناية الفائقة وعلى أجهزة التنفس الإصطناعي في أحد مستشفيات الأميركية، يصارع الروائي البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي الموت، بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال قبيل البدء بإلقاء محاضرة في إحدى القاعات في مدينة نيويورك، وقد وصف وضعه الصحي بغير المستقر وغير الجيد، بعد أن فقد إحدى عينيه وتقطّعت أعصاب ذراعه ما أدى الى شللها وتعرّض كبده للتلف نتيجة الطعنات العشر التي أصيب بها.
الطاعن كما بات معروفاً هو اللبناني هادي حسن مطر المدرج إسمه على لوائح الشطب في بلدته يارون- قضاء بنت جبيل ضمن رقم السجل ١٠٤، وهو زارها مرة واحدة منذ ولادته قبل ٢٤ عاماً في الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أنه يحمل حكماً الجنسيتين اللبنانية والأميركية كونه ولد في مدينة نيوجرسي لأبوين لبنانيين منفصلين، فالوالدة سيلفانا فردوس تقيم في الولايات المتحدة فيما الوالد حسن يقيم في بلدته الجنوبية في "شبه عزلة" عن محيطه.
دوافع هادي الذي ضُبطت معه رخصة سوق مزورة بإسم حسن مغنية لم تتوضح بعد بانتظار انتهاء التحقيقات، ولم يُعرف ما اذا كان السبب هو تنفيذ وصية مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني "بإقامة الحد" وهدر دم الكاتب على خلفية إصداره كتاب "آيات شيطانية" في العام ١٩٨٨، وهو الكتاب الذي تم حظره في عدد من البلدان لإعتبار مضمونه مسيئاً للإسلام والمسلمين، علماً بأن طبعة الكتاب تتجدّد تلقائياً كل عشر سنوات.
تاريخ الروائي سلمان حافل بالتهديدات ومحاولات القتل، وهي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها لبناني إغتياله، إذ سبق لمصطفى مازح أن حاول تنفيذ حكم الإمام الخميني بإعدامه في لندن في العام ١٩٨٩ حيث كان يتواجد معه في الفندق الذي ينزل فيه رشدي، لكن المحاولة تلك باءت بالفشل إذ تمكن رجال الشرطة من قتل المهاجم.
لا أحد يعلم ما اذا كانت المكافأة التي رُصدت لقتل رشدي، والبالغة ثلاثة ملايين دولار لا تزال قائمة، علماً بأن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي كان قد أعلن من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن نيويورك بالتحديد في العام ١٩٩٧ بأن قضية رشدي قد انتهت، فما الذي استجد وما الدوافع الكامنة وراء محاولة الإغتيال هذه؟ …wait and see وفق المبدأ الأميركي الشائع….
