"نؤكد... نتعهد... نلتزم... نجحنا..."، تعابير توجز كلمة رئيس الحكومة المستقيلة والرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في 21/9/2022. بعيداً عن شخص الرئيس ميقاتي، ولكن هل من مسؤول في هذه الدولة يتوهّم أن الامم تأخذ كلامه على محمل الجد؟!
"نؤكد التزام لبنان التام بتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وكافة قرارات الشرعية الدولي"... "اؤكد مجدداً تمسك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة" في اطار ترسيم الحدود جنوباً... "نؤكد إنّ لبنان مصمّم على حماية مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية"... "لبنان يؤكد التزامه بأجندة التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس للمناخ، كما وبالأطر الدولية الراعية لمسائل نزع السلاح بأشكاله المختلفة"... "اننا نتعهد من هذا المنبر السير قدما بكل الاصلاحات التشريعية والادارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة"... "نجدد الالتزام بمبدأ النأي بالنفس الذي انتهجناه منذ حكومتنا الماضي سعيا لابعاد وطننا قدر المستطاع عما لا طاقة له عليه"!!!
فهل له أن يخبرنا كيف التزمت الطبقة السياسية اللبنانية بتطبيق كامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 (2004) و1680 (2006) اللذين يطالبان بنزع أسلحة كل المجموعات المسلحة في لبنان، لتصبح الدولة اللبنانية وحدها وطبقاً لقرار الحكومة اللبنانية في 27 تموز 2006، تملك أسلحة وتمارس سلطتها في لبنان؟! كيف تحمي هذه الطبقة الحاكمة خيرات اللبنانيين؟! ما الاصلاحات التي تحققت؟! عن أي نأي بالنفس يتحدث، هل عن السعي لإعادة سوريا الاسد الى عضوية جامعة الدول العربية؟! وقبل الحديث عن الالتزام بأجندة التنمية المستدامة 2030، هل لهم ان يرفعوا القمامة من الشوارع ويعالجوا فوضى مكابات النفيات والصرف الصحي ويؤمنوا مياهاً غير ملوثة؟!
السؤال الاهم يبقى من أين يأتي ميقاتي وأمثاله في هذه الطبقة الحاكمة بهذا العزم وهذه الثقة؟!