من الموسوي 1991 الى الموسوي 2023 …”بالرغم من كل شي” اسرائيل سقطت؟

رضي الموسوي وقاسم سليماني

” إن المقاومة اليوم من لبنان إلى فلسطين، إلى اليمن والعراق، إلى إيران، تشكل محورا يجعل اسرائيل عاجزة، وكما قال السيد عباس الموسوي، إسرائيل سقطت، وفعلا اسرائيل سقطت”

رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك في 25 كانون الأول 2023

قبل البدء في التعليق على كلمة الشيخ يزبك لا بد من الإشارة الى ان عبارة “اسرائيل سقطت” قد وردت على لسان الأمين العام لحزب الله الراحل السيد عباس الموسوي في العام 1991 قبل ان تغتاله اسرائيل في وضح النهار ومن الأجواء وعلى الأراضي اللبنانية في 16 شباط 1992.

على الرغم من تزاحم الحوادث والاحداث منذ اعلان دولة اسرائيل وحتى كلمة السيد عباس الموسوي في 1991 وحتى التذكير بها في ال2023 لم يغب شعار “ازالة اسرائيل من الوجود” ورمي اليهود في البحر عن أدبيات الأنظمة العربية والاسلامية والفصائل المقاومة الممانعة” وامام كل حدث او حادثة او عملية كانت الأنظمة تعلن مبشّرة بسقوط مدو لدولة اسرائيل وهزيمة جيشها او في أحسن الاحوال بداية نهاية اسرائيل

الاكيد اننا لن ندّعي في مقالنا البحثي مقدرتنا على ذكر وتذكر كل المحطات التي اعتبرتها الأنظمة والفصائل المذكورة “سقوطا حتمياً او مفترضاً او بداية سقوط حتمي لإسرائيل وهزيمةً نكراء لجيشها.

لبنانيا ننطلق من تاريخ الكلمة المستشهد بها اي العام 1991 والتي تلاها اغتيال “مطلِق” العبارة في 1992 وتلاه حرب عناقيد الغضب في 1996 فالتحرير في 2000 وحرب تموز 2006 وصولا الى اليوم مع سقوط شهداء الحزب على طريق القدس وطبعا وهذا الأهم لم تغب الاعتداءات والاختراقات الاسرائيلية على الأجواء والمياه والأراضي اللبنانية كما لم تتوقف الاغتيالات لقادة المقاومات الفلسطينية واللبنانية والايرانية والعراقية على الاراضي اللبنانية، السورية العراقية الايرانية وحتى اليمنية.

فلسطينيا ننطلق من حزيران 2007 تاريخ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية حماس على قطاع غزة لتتوالى بعدها الحروب والاعتداءات الاسرائيلية على غزة في ال2008-2009 وال2012 وال2014 وال2019 وال2021 وال2022 وقد لن تكون آخر تلك الحروب “المظفرة” الحرب المستمرة المتمادية منذ 7 تشرين الأول 2023…وكذلك لم تغب الاعتداءات والاجتياحات عن الضفة الغربية الفلسطينية الأخت غير الشقيقة لغزة كما لم تتوقف حتى اللحظة الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية من حماس او الجهاد الاسلامي او حتى السلطة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية في فلسطين وخارجها.

في السياق نفسه لن نغفل طبعا اداء رأس الممانعة المتمثل بالجمهورية الاسلامية في ايران فنموذج تهديد المستشار العسكري لقائد فيلق “قدس” التابع للحرس الثوري الإيراني العميد أحمد كريم بور في 2 آذار 2017 ب “تدمير اسرائيل بسبع دقائق” ونموذج ما صرح به في 26 كانون الأول 2023 إيرج مسجدي مستشار قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني من أن “إيران ستسوي تل أبيب بالأرض” دحضتهما الوقائع على الارض في استهداف القيادات الايرانية على كل المستويات وفصائلها وجماعاتها في العراق وسوريا وايران واليمن…ولن يكون آخرهما اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 كانون الثاني 2020 في العراق واغتيال المستشار في الحرس الثوري الايراني رضي الموسوي في سوريا في 26 كانون الاول 2023،وخير تعبير عن الردّ الايراني على الاغتيال المذكور الشبيه بالرد على الاغتيالات السابقة ما صدر عن وزارة الخارجية الايرانية عن ان: “طهران تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين على مقتل موسوي”

وحدها الشعوب العربية والاسلامية ما زالت ترزح ساقطةً تحت وطأة المعارك والحروب ومتكبّدةً خسائر طائلة في الاملاك والارواح نتيجة ردات الفعل الوحشية على عمليات المقاومة “المظفرة” ويعتبر قادة الانظمة والفصائل الممانعة ما تدفعه تلك الشعوب من أثمان باهظة ما هي الا صمودا وتضحيات في سبيل الانتصار الكبير على طريق القدس وهذا ما اشار اليه الشيخ محمد يزبك في كلمته الأخيرة اذ زعم انه : “رغم ما يحصل اليوم في غزة من مجازر ودمار، فإننا نرى الشعب صامدا، ويرفع شارة النصر بيديه”

في الختام وللاسف يندر اللجوء للعقل واعتماد الوقائع في عالم تعمي فيه غبار المعارك ورماد العواطف والغرائز بَصرَ الشعوب وبصائرهم لتجعلهم وقودا على مذابح المصالح وأضاحي في “المسالخ”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: