وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، رسالة من مكة المكرمة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أكد فيها أن ملايين المسلمين يؤدون الفريضة سنويًا في ضيافة الرحمن، حيث تتجلى الرحمة الإلهية التي لا تنقطع منذ عهد النبيين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
وأشار إلى أن شعائر الحج لا تذكر فقط بتلك الدعوة المباركة، بل تجسد أيضًا التضحية والإخلاص لله، وهو ما يجعل هذا الموسم محطة إيمانية عظيمة يتجدد فيها الرجاء بالفرج والدعاء عند البيت العتيق.
وفي الشأن الفلسطيني، لفت المفتي دريان إلى ما يتعرض له الفلسطينيون منذ أكثر من قرن من مذابح وإبادة، مشيرًا إلى صمت دولي مريب وغياب المحاسبة، رغم كل النداءات والصرخات التي يطلقها الأطفال والنساء والشيوخ. كما دان الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، مؤكدًا أن مثل هذه الاعتداءات تهدد بإشعال حروب دينية، بينما يلتزم المجتمع الدولي الصمت المطبق.
وفي ما يخص لبنان، أكد دريان أن ما يتعرض له الجنوب من اعتداءات إسرائيلية لم يعد مقبولًا، مطالبًا بتحرك دولي لوقف العدوان وحقن الدماء، داعيًا إلى مستقبل يسوده السلام والعدالة.
وعن الأوضاع الداخلية، أعرب عن الأمل في أن ينجح العهد والحكومة ورئيسها في انتشال البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية والمعيشية، داعيًا إلى إصلاح شامل في الأداء السياسي والمؤسساتي، مشيدًا بأداء الدولة ومؤسساتها خلال الانتخابات البلدية، رغم أجواء التشنج التي سادت بعض المناطق.
وختم المفتي دريان بالدعوة إلى التمسك بالعيش المشترك، والهوية الوطنية الواحدة، والتضامن والسلام، مع تمنياته للمواطنين اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة، بعيد أضحى مبارك.