Search
Close this search box.

مواجهات بعناوين فرعية والمعركة… “رئاسية”

175114750_4300984496629322_3966579491390217355_n

ترتدي المواجهة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، طابعاً تقنياً في بعض الأحيان، يرتبط بعناوين داخلية مالية وسياسية وقضائية مطروحة، ولكن طبيعة المواجهة الأساسية هي سياسية، بحسب ما يصفها نائب مسيحي مخضرم، ذلك أن ما شهدته الساحة من تطورات دراماتيكية على أكثر من صعيد، يعزّز الإنطباع بأن العلاقة بين الطرفين تسير على وقع ملفين أساسيين:
ـ الأول، يتعلّق بالدعم المُطلق من قبل الرئيس بري للرئيس المكلّف سعد الحريري في مهمته الحكومية، كما لجهة المخارج التي يقترحها رئيس المجلس النيابي من أجل تشكيل الحكومة، ومن بينها صيغة أل8 + 8 +8، وتأكيده بأنه يرفض الثلث المعطّل لأي طرف سياسي داخل الحكومة، إلى ما هنالك من عوامل وأمور تندرج كلها في سياق مواجهة مطالب العهد.
ـ الثاني، هو رئاسي حيث يشعر رئيس الجمهورية أن هناك ثلاثية قد تم تكريسها بشكل أساسي من خلال الواقع الذي وصلت إليه البلاد، وهي ثلاثية بري ـ الحريري ـ جنبلاط، إذ أن فريق رئيس الجمهورية، يعتبر أنه في حال تُرِك للرئيس بري، الذي هو بمثابة العمود الفقري لهذه الثلاثية، حرية التصرّف، بعيداً عن أية ضغوطات يمارسها عون، فهو سيتمكّن في نهاية المطاف من تسديد ضربة موجعة للعهد في مرحلة لاحقة.
ومن هذا المنطلق، يدخل عنوان التدقيق الجنائي، الذي يرى فيه عون وسيلة لتوجيه ضربة لمواجهة هذه الثلاثية، وبالتالي، يتابع النائب نفسه، أن كل هذه المواجهات سواء على مستوى التدقيق الجنائي، أو على المستوى المالي وملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو على المستوى القضائي، ولا سيما لجهة ما حصل في اليومين الماضيين من إشكالات في القضاء، تشكّل كلها وسائل من أجل تحقيق الهدف الأساس، وهو هدف سياسي بامتياز، كونه محاولة من قبل هذه الثلاثية لتحصين نفسها في مواجهة العهد، على أن يبدأ هذا التحصين حكومياً وينتهي رئاسياً، وبالتالي، فإن الرئيس عون لا يريد تشكيل حكومة تعطي هذه الثلاثية موقعاً متقدّماً على الساحة السياسية.
لذا، ومن هذا المنطلق، يكشف النائب المخضرم، يسعى العهد إلى دفع الرئيس المكلّف للإعتذار، لأنه لا يريد أن تتشكّل حكومة تكون بمثابة نقطة الإرتكاز لهذه الثلاثية، لكن الحريري لن يعتذر. ومن ضمن هذا السياق، تندرج مبادرة جنبلاط للتسوية الحكومية، كي لا يظهر وكأنه “رأس حربة” في المواجهة الحاصلة ضد العهد، بينما يدرك رئيس الجمهورية أن هذه الثلاثية قائمة، وقد انتعشت مجدّداً نتيجة الأوضاع الصعبة التي وصلت إليها البلاد، وبالتالي، هو يستخدم كل الوسائل الممكنة من أجل الضغط عليها.
ومن هنا، فأن كل ما يحصل اليوم، إنما هو نتيجة استعدادات الطرفين للمرحلة المقبلة، حيث أن كل طرف يريد أن يحاصر الآخر وأن يشلّ قدرته، من أجل تحقيق أجندته السياسية الخاصة وتحت عنوان الإستحقاق الرئاسي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: