ميشال عون:الصهر قبل “الحقوق”

481325_michel-aoun-2

“هل يمكن أن يغفر المسيحيون للعماد ميشال عون”؟!
هو سؤال طرحته إذاعة الفاتيكان في 7شباط 1990،
لكن للأسف الشديد، وبعد مرور أكثر من 33 عاماً، لم “تنتهِ صلاحية” الدوافع، ولم تنتفِ الأسباب التي حدت بالإذاعة الناطقة باسم “الفاتيكان” لطرح هذا السؤال وذاك التساؤل، بل يُضاف على ذلك تجارب الخيبة من سنوات ممارسة تيار عون السلطة في الحكومة ومجلس النواب وتجارب التفريغ والتدمير في سنوات عهد ميشال عون قبل تسليمه الولاية ل”فخامة الفراغ” الرئيس المفضّل للعماد عون وعائلته وحاشيته وحلفائه وأوليائه، مما يحتّم على الجميع في هذه الحال طرح سؤالٍ “حمّالٍ” لجوابه:”هل يمكن أن يغفر اللبنانيون للعماد ميشال عون”؟

ننطلق من “جديد” الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون أذ نُقل عنه: “على جثتي بيتمدّد لجوزاف عون”…

وفي خلفية الموقف، نقرأ أن التيار الوطني الحر بشخص مؤسسه ومن بعده بشخص رئيسه الوزير السابق صهر المؤسس، دأب على تقديم المصالح الحزبية والعائلية والشخصية على الوطنية وحتى المسيحية، ولو أدى اعتماد هذه الأولوية الى تعطيل وخراب الىإيذاء العباد بكل شرائحهم، وعلى رأسهم المسيحيين عبر إحباطهم وإفقارهم لتهجيرهم…

لم يجد مثلاً العماد عون أي حرج أو خجل في انطلاقة حربه “التحريرية” التي أعتبرها لاحقاً “تنفيسة” وليس أكثر، أن يقول في 25 آذار 1989″ إن بيروت دُمّرت سبع أو ثماني مرات عبر التاريخ، ولا بأس اذا كان علينا أن نبني بيروت جديدة الآن، فلتكن المرة التاسعة”، وذلك كُرمى لمصالحه الضيقة علماً أن هذه الفترة شهدَ عليها حليفه السيد حسن نصرالله في 6 تشرين الثاني 1989 بقوله:”ميشال عون …لا يرى إلا مصالحه الشخصية الضيقة”…

ولأن مصلحته الشخصية تقدّمت على ما عداها، تناسى عون ونسي وأهمل المبادىء والثوابت حين قال أثناء زيارته لسوريا، ومن دمشق في 3 كانون الأول 2008:”على اللبنانيين أن يعتذروا لسوريا أولاً …”،
ليخوض بعدها التيار الوطني الحر معارك التعطيل وشلّ البلاد لتحصيل الحصص في الإدارات والوزارات بعيداً عن أية حقوق للبنانيين أو للمسيحيين، والنموذج الصارخ لِمَا نقول هو في تصريح واضح ذي دلالة تنطبق على “غائية” عمل العونيين السياسي يقول فيه ميشال عون بتاريخ 17 آب 2009:”لعيون صهر الجنرال ما تتشكّل الحكومة”

وأثناء ولايته الرئاسية، لم يكن همّ الرئيس عون وشغله الشاغل الا تحضير وريثه لخلافته، فبذلَ الغالي والرخيص لهذه الغاية، وما يزال مفرّطاً بالسيادة اللبنانية وبحقوق المسيحيين وبعلاقات لبنان مع العالم ومع محيطه العربي، مما عزلَ لبنان سياسياً واقتصادياً… وصولاً الى تفجير 4 آب 2020 ، والذي رأى فيه الرئيس يومها فرصة ذهبية باستطاعته استثمارها أيضاً لمصلحته الضيقة، إذ قال في 7 آب 2020:”تفجير 4 آب فكَّ الحصار”

لا بد هنا من التنويه بأن العماد جوزاف عون كان قد عُيِّنَ قائداً للمؤسسة العسكرية في عهد مؤسس التيار باعتباره من فريق العهد “الموثوق”، لكن أداء قائد الجيش ورفضه لهيمنة “صهر” الرئيس جعلاه ممقوتاً ومكروهاً ليصبح هدفاً لسهام التيار وأبواقه، وقد زاد في الطين بلّة، وهنا بيت القصيد، ارتفاع أسهم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية اللبنانية…تماماً كما طَرح سابقاً الرئيس ميشال عون التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء لينجح بطرحه.
وبعد أن أصبح سلامة “مرشحاً مفترضاً” للرئاسة تحوّل بعد أقل من سنة شيطاناً رجيماً وجبت محاكمته فسجنه.

التمديد à la carte وحقوق المسيحيين تطفو وتختفي حسب بورصة المرشحين المنافسين لصهر العهد البائد. فبعد إفراغ الموقَعين المسيحيَين المارونيين في رئاسة الجمهورية لصالح الفراغ، وفي حاكمية مصرف لبنان لصالح نائب الحاكم الشيعي، يغامر ميشال عون من خلال صهره بإفراغ موقع قيادة الجيش لصالح رئيس الأركان الدرزي، مستقوياً متوسّلاً على عادته وهج سلاح حزب الله، وفي هذا يوضح عون
في 14 آذار 2013
“نحن أقوياء بالسلاح اذا شاءوا”

وفي ردّ ولو متأخر على سؤال إذاعة الفاتيكان، عبّرت اصوات المسيحيين في صناديق الاقتراع في الانتخابات الطالبية والنقابية والنيابية قائلةً ” لم ولن يغفر المسيحيون للعماد ميشال عون”…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: