بعد التناحر المستمر على مدى اشهر، بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، على خلفية التأليف ووضع العصي في دواليب الحكومة، والاتهامات المتبادلة بالتعطيل وتفاقم العقد المستعصية، كان لا بدّ من شكوى تطلق لكسب الغطاء المسيحي اولاً لدى ميقاتي، الذي يغيب عنه هذا الدعم بسبب عدم نيله، من قبل الحزبين الاكثر انتشاراً على الساحة اللبنانية، اي القوات اللبنانية والتيار العوني، وما دفعه الى ذلك اكثر، ما جاء في البيان الاخير لمجلس المطارنة الموارنة، الذين دعوا خلال اجتماعهم الشهري في بكركي، الى الاسراع بتشكيل حكومة تمنع أي طرف من حكم البلاد، وتمنوا على المعنيّين تسهيل عملية التشكيل، وعدم استغلال اي إجراء دستوري لتسجيل نقاط في السياسة، ومن دون سيطرة احد على الحكومة الجديدة، مناشدين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، التعاون الوثيق للخروج بحكومة تثبت كيان المؤسسات الدستورية.هذا البيان إستدعى زيارة عاجلة من ميقاتي في اليوم التالي الى بكركي، للتوضيح بأنّ عقد التكليف لا شأن له بها، وبأنه لن يقوم بتجيّير صلاحيات الرئاسة له، للتأكيد على عدم صحة ما يُشاع، من انه يريد ان يتحكّم بصلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ الرئاسي، اي قام بزيارة طمأنة للراعي ، كما إشتكى ميقاتي رئيس “التيارالذي يقوم دائماً بالتصدّي لأي حل، من شأنه ان يطلق الدخان الابيض من السراي.الى ذلك اتى الرد من باسيل بزيارة يوم امس للدفاع عن نفسه امام الراعي، ولتقديم شكوى بدوره ضد ميقاتي بأنه هو المعرقل، ولا يريد تشكيل حكومة لأسباب معروفة. كما وضع رئيس ” التيار” البطريرك الماروني في أجواء مبادرته، التي اطلق عليها تسمية ” ورقة الاولويات الرئاسية”، بهدف الاتفاق على إسم الرئيس المرتقب، في إطار إيجاد حل لهذه المعضلة، والحدّ لما يقوله خصوم “التيار” بأنهم لا يريدون إيصال رئيس الى بعبدا.هذه الشكاوى المتبادلة سمعها الراعي من دون اي تعليق، لانه يعرف هوية المعرقل الاول، مكتفياً بالدعوة العاجلة للاسراع بتشكيل حكومة، وإنتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية، كي لا تتكرّر الفراغات الرئاسية كل ست سنوات.
