ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء.
وأشار إلى أنّه “تستمر حرب الإسرائيلية الشرسة مستهدفةً كل لبنان، بأهله وطواقمه الطبيّة والإسعافيّة، ومراكز العبادة والمستشفيات وكل مظاهر الحياة كما الاعتداءات على الجيش وقوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، في خرق فاضح لكل النظم الأخلاقيّة والقوانين الدوليّة والقيم الإنسانيّة، واللبنانيّون شهداء وضحايا. مع مطلع هذا الشهر دخل الوطن السنة الثالثة من الشغور في رئاسة الجمهورية، والأخطار تتفاقم ونحن لا نزال ننادي بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه مسؤوليّة دستوريّة يتحملها الجميع”.
وأوضح أنّه “نقوِّمُ إيجاباً نتائج القمة الروحية في بكركي وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينيّة لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الإسرائيلية التي يتعرّض لها كل لبنان. وفي هذا السياق أيضاً، ننوّه بالمواقف المُعبَرَة التي صدرت عن المرجعيّات ونقول إنّها يجب أن تُسمَعَ دولياً وأن يُبنى عليها محلياً ولها عندنا كل تقدير”، مؤكداً دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية”.
ولفت إلى أنّ “الزيارات الرسميّة الدوليّة والعربيّة التي يقوم بها المسؤولون الأجانب والعرب، كما زياراتي ولقاءاتي مع جلالة الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيس وزراء إيرلندا سيمون هاريس والرؤساء الذين شاركوا في مؤتمر باريس لدعم لبنان ورؤساء وزراء دول عربية وصديقة، تؤشر كلّها إلى التضامن والاهتمام من الدول الكبرى الشقيقة والصديقة لدولي بلبنان. ولكن للأسف فإنّ إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار”.
وشكرَ “باسم الحكومة ولبنان فرنسا على مبادرتها الإنسانية والإغاثية ونثمن دورها نحو دعم الجيش وتعزيز قدراته، ونتطلع إلى مزيد من مبادرات الدعم لتمكين لبنان من تجاوز هذه المحنة القاسية والحرب الإسرائيلية على لبنان”.
ودان وحمّل “المجتمع الدولي استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان وتدميره للبلدات والقرى وقتله للمدنيين واغتياله لعناصر الجيش واستهداف الطواقم الطبيّة والدفاع المدني وفرق الإغاثة، إضافةً إلى الاعتداء على اليونيفيل وما تمثله من شرعيّة دوليّة، بما يجعل استهداف اليونيفيل اعتداءً على المجتمع الدولي ومجلس الأمن. وهذا التدمير مستمر على المستشفيات والمدارس والمراكز التربوية”.
وتابع: “موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام السيادة الوطنية بكل مظاهرها، جواً وبحراً وبراً وقراراتٍ دوليّة، ولن نتهاون ضد أي خرق واعتداء. الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية والحضارة وخرق لكل المواثيق والشرائع الدولية. الحراك والتضامن الدولي السياسي والاغاثي مع لبنان كلها مبادرات أخويّة مقدرة من الجميع من دون استثناء”.
وشدّد على أنّ “الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحوّلت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب. وفي هذا الإطار نحيي بتقدير مواقف اللبنانيّين التضامنيّة مع أهلهم وأهلنا الذين اضطروا لترك بلداتهم ومنازلهم. كما نثمّن جهود هيئة الطوارئ لإدارتها أزمة النزوح ومراكز الاستضافة بما يحفظ كرامة اهلنا ويقف إلى جانبهم في هذه المحنة ويؤمن وصول المساعدات بسرعة وشفافية. ونحيي خصوصاً جهود منسق الهيئة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين ووزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض”.
أضاف: “نحيي جهود وزير التربيّة والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي في إطلاق العام الدراسي على الرغم من الصعوبات التي تواجه الوزارة، كما نثني على ما قام به وزير الاتصالات لجهة التعاون لتأمين الانترنت لمراكز الإيواء والمدارس”.
وختم: “هذا الصباح صدرت النتائج الأولية للانتخابات الأميركيّة فلا بدّ من التوجّه بالتهنئة من الرئيس المنتخب دونالد ترامب والشعب الأميركي على ممارسته الديموقراطية”.