ناصر الدين في "اللبنانية": احملوا علمكم لتخدموا الإنسان

lebnenye

اقيم، اليوم الأربعاء، حفل تسليم الشهادات لمتخرجي كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية - الحدث في حضور وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة ونقباء المهن الصحية في لبنان، رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، مقامات روحية ودينية، ممثلي القوى العسكرية والأجهزة الأمنية، رئيس مكتب التفتيش والإنماء الإداري في الجامعة اللبنانية، العمداء الحاليين والسابقين ومدراء الكليات، وأعضاء مجالس الوحدات، اساتذة، موظفين، ومدربين، الأهالي والخريجين والخريجات.

بعد النشيد الوطني اللبناني، ونشيد الجامعة اللبنانية، القيت كلمة الخريحين، تلاها كلمة لعميد كلية الصحة في الجامعة اللبنانية  ايلي الحدشيتي جاء فيها: "نلتقي اليوم بكل فخر واعتزاز في هذا الصرح الوطني العريق – بيتنا الوطني – في لحظة استثنائية، لنحتفل فيها بتتويج سنوات من الجد والمثابرة، ونشهد معاً أحد أجمل اللحظات الأكاديمية – لحظة تسليم الشهادات لدفعة جديدة من خريجي وخريجات كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، هذه الكلية التي شكلت عبر عقود رافداً أساسياً للكفاءات الصحية في الوطن".

أضاف: "إنه يوم عزيز على قلوبنا، تختلط فيه مشاعر الفرح والامتنان والفخر، بثمرة رحلة علمية وإنسانية، خاضها طلابنا وطالباتنا في أروقة هذه الكلية، تحت إشراف هيئة تعليمية وإدارية مميزة، قدمت علمها وجهدها بسخاء، لتصنع أجيالاً قادرة على خدمة المجتمع والوطن".

وتوجه إلى الخريجين والخريجات قائلاً: "إن نيلكم الشهادة الجامعية اليوم هو بداية لمسار جديد عنوانه العمل والمسؤولية. مسؤولية أن تكونوا رسلاً للصحة العامة، حراساً لكرامة الإنسان، متمسكين بأخلاقيات المهنة، ومؤمنين بأن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالرحمة. لقد اخترتم طريقاً نبيلاً، يضعكم – من خلال اختصاصاتكم المختلفة – في خط الدفاع الأول عن صحة المواطن وحقوقه، ويجعل منكم ركيزة أساسية للعدالة الصحية في لبنان. لقد أثبتم - في أحلك الظروف - أنكم على قدر المسؤولية، فكنتم نوراً في زمن العتمة، وعزيمة في وجه الشدائد، وأملاً يتجدد في وطن أنهكته الأزمات. فلا ترهبوا الصعاب، ولا تساوموا على القيم، وابقوا أوفياء لما تعلمتموه: أن صحة الإنسان حق، وكرامته أساس، وأن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالرحمة".

أضاف: "لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى ناصر الدين لدعمه المتواصل وجهوده المتميزة في تعزيز القطاع الصحي في لبنان، كما أجدد شكري وامتناني إلى بدران، على جهوده القيمة ودعمه المتواصل لمسيرة الكلية الأكاديمية والإدارية، وحرصه الدائم على الارتقاء بجامعتنا الوطنية كمؤسسة وطنية رائدة في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي. ولا يفوتنا أن نتقدم بجزيل الشكر إلى نقيب المستشفيات الخاصة، ونقباء المهن الصحية في لبنان، الذين كانوا وما زالوا السند والداعم لخريجينا في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية. كما أشكر مجلس وحدة كلية الصحة العامة وأفراد الهيئة التعليمية والإدارية والموظفين والمدربين، الذين كانوا شركاء أساسيين في هذا الإنجاز. والشكر موصول أيضاً إلى اللجنة التنظيمية لهذا الحفل، وإلى كورال الجامعة اللبنانية، وإلى كل فرد ساهم في إنجاح هذا الحفل. والتحية الكبرى تبقى إلى الأهل الأعزاء، الذين ساندوكم في مسيرتكم الأكاديمية، وشاركوكم في صنع هذا الإنجاز. فأنتم ثمرة صبرهم، وثقتهم، وفخر حياتهم. ولا يسعني في هذا الاحتفال إلا أن أتوجه، باسمي وباسم زملائي في كلية الصحة العامة، بتحية احترام ومودة إلى روح الزميل الدكتور محمد الإسكندراني الذي غادرنا خلال أزمة كورونا، وترك أثراً طيباً في قلوب جميع من عرفه وتعلم منه. الرحمة لروحه الطاهرة".

وختم: "تبقى الجامعة اللبنانية، رغم كل الظروف، منارة للعلم، وركيزة أساسية في بناء الوطن. وستبقى كلية الصحة العامة، من موقعها الأكاديمي والمهني، على العهد، ماضية في رسالتها لتخريج نخبة مؤهلة تسهم في خدمة لبنان من شماله إلى جنوبه، ومن ساحله إلى بقاعه. أهنئكم من القلب، وأتمنى لكم مستقبلاً مشرقاً، مليئاً بالعطاء، والإبداع، والإنسانية".

ثم القى بدران كلمة جاء فيها: "مجدداً، نقف اليوم لنعلن عن جاهزية جيل جديد من خريجي كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، لتحمل مسؤولية وطنية في زمن تتكاثر فيه التحديات الصحية. إننا اليوم لا نحتفل فقط بتسليم شهادات تخرج، بل نسلم مسؤوليات، لأن الخريجين اليوم لا يغادرون مقاعد الدراسة إلى فراغ، بل إلى جهات العمل، حيث يقاس الأداء بالأثر والفعالية. فالصحة العامة هي خط الدفاع الأول عن حياة الناس، وهي المعيار الذي تقاس فيه قوة المجتمعات ورصانتها".

أضاف: "لقد أثبتت كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية ريادتها على المستويين المحلي والدولي، وهي مستمرة في رفد القطاع الصحي بكفاءات عالية التأهيل، وهي جزء من الجامعة اللبنانية التي صنفت من أفضل الجامعات في العالم، واحتلت المرتبة 515 عالميا في تصنيف QS 2026، متقدمة بثبات مع احتفاظها بحضور مميز في مؤشري السمعة الأكاديمية والسمعة المهنية. هذا التقدم ليس رقماً فحسب، بل شهادة على جودة التعليم وفعالية الشراكات التي نسجتها الجامعة محلياً ودولياً. وكلية الصحة العامة كانت في قلب هذا الإنجاز، وهي ذراع حيوي للجامعة في خدمة المجتمع، عبر برامجها المتخصصة الممتدة على مساحة الوطن، إضافة إلى خدمات مراكز الرعاية والعيادات الجامعية. هذه الخدمات وغيرها ليست امتداداً للتعليم فحسب، بل هي تجسيد لرسالة الجامعة اللبنانية في خدمة الإنسان".

وتابع متوجهاً للخريجين: "لقد تعلمتم أن الوقاية ليست شعاراً، بل التزام صارم، وأن البحث العلمي ليس ترفاً بل سلاح استراتيجي في مواجهة الأوبئة والكوارث، وأن العمل في القطاع الصحي يتطلب شجاعة القرار، ودقة التنفيذ وشفافية لا تعرف المساومة. إن الجامعة اللبنانية وهي تودعكم الى ميادين العمل، تضع في اعناقكم امانة ثقيلة. أن تكونوا قدوة في الانضباط، وأن ترفعوا مستوى الاداء الصحي حيثما حللتم. ادعوكم أن تكونوا مبدعين في ابتكار الحلول وأن تجعلوا من كل تحد فرصة لتعزيز ثقة المجتمع بكم وبالمؤسسات التي تمثلونها. انتم ابناء ارض تعرف معنى الصمود، فكونوا ثابتين في المبادىء، متجددين في العطاء، راسخين في خدمة المجتمع".

وختم: "اود في هذه المناسبة أن اشكر اساتذتكم الذين لم يدخروا جهداً في حقل مهاراتكم، واهاليكم الذين صبروا وسهروا ودعموا. اهنئكم بهذا التخرج واعلنكم سفراء للصحة العامة في لبنان فلا تفرطوا بالثقة التي منحت لكم، فالوطن ينتظر منكم الكثير".

والقى ناصر الدين كلمة قال فيها: "يشرفني أن أشارككم هذا الاحتفال الجامعي الوطني، الذي نجتمع فيه اليوم لنكرم سنوات من الجهد والمثابرة ونحتفل بتخريج دفعة جديدة من طلاب كليات الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، الجامعة التي تبقى صرحاً وطنياً جامعاً لكل اللبنانيين.  لقد واصلتم مسيرتكم التعليمية في أصعب الظروف، لم توقفكم الأزمات الاقتصادية ولا التحديات الاجتماعية ولا حتى الحروب التي أثقلت وطننا هذا الإصرار على متابعة الدراسة والتخرج هو أبلغ رسالة أمل وصمود ودليل على أن إرادة الحياة أقوى من كل الصعاب".

أضاف: "أيها الخريجون إنكم اليوم تدخلون سوق العمل بكفاءة عالية تحملون معكم إرث الجامعة الوطنية التي أثبتت عبر عقود إنها الرافد الأساسي للقطاع الصحي في لبنان. حضور خريجي الجامعة اللبنانية في المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات الرسمية والخاصة هو شهادة على جدارتكم وعلى دوركم المحوري في تعزيز النظام الصحي. إن وزارة الصحة العامة تعتبر الجامعة اللبنانية شريكاً استراتيجياً في مسيرة تطوير القطاع الصحي. نحن ملتزمون بتعزيز هذا التعاون وتوفير كل ما يلزم لتأمين بيئة داعمة للبحث العلمي ولتطوير الكفاءات التي تشكل العمود الفقري لصحة المجتمع".

وختم: "أنتم اليوم خريجو الجامعة الوطنية هذه صفة تحمل مسؤولية بقدر ما تحمل فخراً كونوا على قدرها واحملوا علمكم وأخلاق مهنتكم لتخدموا الإنسان قبل أي اعتبار آخر ولتكونوا سفراء للبنان حيثما عملتم. أهنئكم وأهاليكم وأحيي أساتذتكم الذين زرعوا فيكم العلم والقيم، متمنيا لكم مستقبلاً واعداً بالنجاح والعطاء لخدمة الإنسان والوطن".

وفي الختام وزعت الشهادات على الخريجين والتقطت الصور التذكارية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: