ناصر الدين في قمة “غافي”: لبنان أمام منعطف حاسم

rakan-naser-el-din

ألقى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين كلمة لبنان ممثلًا رئيس الجمهورية جوزاف عون في قمة “غافي” (التحالف العالمي للقاحات)، المنعقدة في بروكسل – بلجيكا، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومؤسسة بيل غيتس، تحت عنوان: “الصحة والازدهار بفضل التلقيح”، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى عدد كبير من رؤساء الحكومات ووزراء الصحة ومسؤولي منظمات دولية معنية بالتحصين.

وأكد الوزير ناصر الدين في كلمته أن “لبنان اتخذ خيارًا واضحًا لا رجعة فيه، يقضي بإعطاء الأولوية للتحصين باعتباره ضرورة وطنية، وذلك رغم سلسلة الأزمات التي شهدها البلد منذ العام 2019 وحتى اليوم، والتي تضمنت حربًا ضروسًا، وانهيارًا اقتصاديًا، فضلًا عن عبء استضافة أكثر من مليون وسبعمئة ألف لاجئ”.

وأضاف: “كان دعم التحالف العالمي للقاحات (Gavi) خلال هذه الفترة محوريًا، إذ مكّن لبنان، من خلال مساعدته المرنة، من استعادة معدلات التغطية الوطنية، وضمان وصول المواطنين اللبنانيين ومجتمعات اللاجئين إلى جميع اللقاحات الروتينية الضرورية. وقد أصبح التحصين اليوم جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية الأولية في لبنان، وتُنظَّم حملات توعية مجتمعية، لا سيما في المناطق الطرفية والنائية، لتحديد الأطفال غير المحصّنين والتأكد من شمولهم في برامج التلقيح”.

وتابع: “بفضل استمرار التعاون مع Gavi، يعمل لبنان على إعداد خطط لإدخال لقاح سرطان عنق الرحم (HPV) ضمن الروزنامة الوطنية للتحصين بحلول عام 2026، بالتوازي مع إجراء تقييم يهدف إلى تأمين تمويل مستدام للتحصين الروتيني، بما يتيح إدخال اللقاحات الجديدة”.

وأكد الوزير ناصر الدين أن “لبنان يقف اليوم عند منعطف حاسم، إذ إن خطر التراجع عن التقدّم الكبير المُحرَز في مجال التحصين يلوح في الأفق في حال غياب الدعم المستمر من Gavi، خاصة بالنسبة إلى اللاجئين والفئات الأكثر هشاشة”.

وأشار إلى أن “الحكومة اللبنانية ملتزمة بتطوير أنظمة تمويل ذاتية الاستدامة، غير أن هذا الهدف يتطلب وقتًا وتعاونًا ودعمًا متواصلاً لتحقيقه”، مضيفًا أن “النهج المرن والقيادي الذي تتبعه Gavi ضروري في هذه المرحلة لتحويل التحديات الحالية إلى قدرة مستدامة على الصمود”.

وأعرب وزير الصحة عن أسفه لـ”تراجع الدعم المقدم من الجهات المانحة بشكل حاد”، لافتًا إلى أن “العديد من شركاء القطاع الصحي بدأوا بالانسحاب، ما أدّى إلى حرمان الكثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين من إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية في الوقت المناسب، الأمر الذي يفرض ضغوطًا هائلة على وزارة الصحة العامة لتلبية الاحتياجات الصحية”.

وقال: “إن وزارة الصحة العامة، بدعم من Gavi والاتحاد الأوروبي، تعتزم إطلاق خطة انتقالية لمدة عامين، لتيسير الانتقال إلى تمويل ذاتي للبرنامج الوطني الموسّع للتحصين”.

وختم الوزير ناصر الدين كلمته مؤكدًا أن “الرسالة واضحة: تمويل هذه المرحلة بالكامل من Gavi أمر ضروري، ليس فقط للحفاظ على التقدّم المحرَز، بل أيضًا لتحقيق نتائج إيجابية إضافية وأساسية في قطاع الصحة”.

لقاءات على هامش القمة
وعلى هامش القمة، عقد الوزير ناصر الدين اجتماعًا مع مديرة مكتب الشرق الأوسط في المفوضية الأوروبية، هنريك تراوتمان، من المديرية العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، وتناول الاجتماع التحديات المطروحة في قطاع الصحة.

كما التقى الدكتور إدوارد تشان، ممثل مجموعة من الأكاديميين والتقنيين السويسريين الذين يتواصلون مع وزارة الصحة العامة لبحث سبل مواصلة الدعم التقني للقطاع الصحي على مختلف المستويات، بما يشمل الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: