ناصر الدين: مستمرون بالسعي لبرامج ومبادرات لتغطية الحاجات الإستشفائية المتزايدة 

rakan

زار وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، بالشراكة مع اليونيسف والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع صندوق غسان أبو ستة للأطفال (GASCF)، عدداً من الأطفال الذين أصيبوا بالحرب والذين يتلقون العلاج المتخصص في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ضمن برنامج "أقوى" لمساعدة ورعاية الأطفال الجرحى والمتضررين من الحرب، والذي يُنفذ بالتعاون بين وزارة الصحة العامة واليونيسف بالشراكة مع المنظمة الدولية للإغاثة والمساعدة – إينارا وصندوق غسان أبو ستة للأطفال. 

جاء ذلك بحضور مدير المركز الطبي في الجامعة الأميركية الدكتور جو عتيّق وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية الدكتور ريمون صوايا وممثل اليونيسف في لبنان ماركولويجي كورسي وممثل الإتحاد الأوروبي سامي سعادة والدكتور أبو ستة وعدد من المعنيين. 

ناصر الدين 

وفي الكلمة التي ألقاها نوه الوزير ناصر الدين بأهمية الشراكة القائمة بين وزارة الصحة العامة والمنظمات الدولية والأممية والتي أنتجت برنامج "أقوى" في مرحلة شديدة الصعوبة على لبنان حيث لا تفلح الجهود لوقف الإعتداءات والغارات التي يشنها العدو الإسرائيلي لا بل إن كل يوم يسجل المزيد من الجرحى الأطفال وآخرهم الطفلة سيلا التي تغالب أوجاعها بعدما فقدت والدها وإخوتها في الغارة على بنت جبيل. 

وشكر وزير الصحة العامة الدكتور غسان أبو ستة على الجهود التي يبذلها كما الإتحاد الأوروبي واليونيسف اللذين يقومان بعمل كبير لا يتوقف عند برنامج "أقوى" بل يتضمن الكثير من البرامج والمبادرات المتعلقة بتعزيز وضع الأطفال ودعم المستشفيات الحكومية. 

وقال الوزير ناصر الدين: "المرحلة المقبلة عابقة بالأسئلة، فما الذي سيؤمن استدامة البرامج التي يتم تنفيذها في وقت تواجه المنظمات الدولية تحديات التمويل". وأعلن أنه "طالب في خلال الجلسات التي عقدها مجلس الوزراء لدرس الموازنة بزيادة ميزانية الإستشفاء وإعادتها إلى ما كان عليه الوضع عام 2019 نظراً لتزايد عدد المواطنين غير الحاصلين على تغطية صحية، إلا أن الأمر لم يتحقق نظرًا للظروف المالية الحالية البالغة الصعوبة. أضاف أنه مستمر بالسعي إلى برامج ومبادرات لتغطية الحاجات الإستشفائية في لبنان متمنيًا أن يحمل المستقبل أيامًا أفضل للبنان واللبنانيين، فتنتهي الحرب ويخرج لبنان من وضعه الحالي". 

سعادة 

بدوره، قال نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان سامي سعادة:" يدعم الاتحاد الأوروبي من خلال تمويله الإنساني برنامجًا شاملًا وحيويًا في لبنان يوفر العلاج الطبي العاجل، والجراحات الترميمية، ورعاية الصدمات، والدعم النفسي الاجتماعي للأطفال الجرحى وعائلاتهم المتضررة جراء النزاع. منذ بداية الأزمة، عملنا عن كثب مع وزارة الصحة العامة والشركاء لتوفير أطقم جراحية لمواجهة الصدمات، وخدمات طبية طارئة، ورعاية متخصصة، إلى جانب خدمات أخرى. خلال زيارة اليوم، استمعنا إلى قصص أطفال وعائلات دُمرت حياتهم بفعل العنف. وهذه الشهادات تذكّرنا بوضوح بالعواقب المدمرة للحرب على المدنيين، والأثر غير المقبول الذي يتحمله الأطفال بشكل خاص". 

كورسي 

وقال ماركولويجي كورسي، ممثل اليونيسف في لبنان: "لقد سرقت الحرب في لبنان طفولة الأطفال ومستقبلهم وحياتهم. لا ينبغي لأي طفل أن يدفع ثمن العنف. فكل طفل يُقتل أو يُصاب هو مأساة لعائلته وخسارة لمستقبل لبنان. ومن خلال برنامج "أقوى" (ACWA)، نقف إلى جانب الأطفال وأسرهم، لضمان حصولهم ليس فقط على الرعاية الطبية العاجلة، بل أيضاً على إعادة التأهيل والدعم النفسي-الاجتماعي الطويل الأمد، لمعالجة الجروح الظاهرة والندوب غير المرئية." وختم مطالباً: "يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فوراً لضمان حماية كل طفل". 

وأضاف كورسي: "لا يمكن لأطفال لبنان الانتظار أكثر. فمع تكرار خرق وقف إطلاق النار، ما زالت المخاطر حاضرة في كل لحظة. وتدعو اليونيسف إلى وقف فوري لجميع الأعمال العدائية، والالتزام التام باتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع في تشرين الثاني 2024، كما تدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب أطفال لبنان جميعهم دون استثناء". 

أبو ستة 

أمّا الدكتور غسّان أبو ستّة قال: "إننا لا ننظر إلى الطفل بمعزل عن محيطه، بل نرى عائلته أيضًا. وهذا ما يتيح لنا التدخّل ووضع مسار علاجي متكامل ومصمَّم خصيصًا لكل طفل، يتجاوز حدود التدخّل الجراحي وحده. ونأمل، مع تقدّم عملنا، أن نتمكّن من متابعة هؤلاء الأطفال حتى بلوغهم سن الثامنة عشرة. فالطفل المصاب جرّاء الحرب يحتاج، وفقًا للأدبيات الطبية، إلى ما بين ثماني واثنتي عشرة عملية جراحية، إذ ينمو جسده فيما يعجز الجزء المصاب عن مواكبة هذا النمو" وختم مضيفاً "لا مكان أشدّ وحدةً في هذا الكون من سرير طفلٍ جريح فقد عائلته ولم يعد هناك من يعتني به." 

برنامج "أقوى" 

وأوضح بيان صادر عن اليونيسف أن برنامج "أقوى" أُطلق في شهر آذار من العام 2025 كأول نهج شامل متعدّد القطاعات بقيادة وزارة الصحة العامة واليونيسف، وبالشراكة مع المنظمة الدولية للإغاثة والمساعدة – إينارا وصندوق غسان أبو ستة للأطفال. وحتى اليوم، قدّم البرنامج خدمات علاج طبي متخصص، وعمليات جراحية، وتوفير أطراف صناعية وتأهيل فيزيائي إضافة إلى دعم نفسي إجتماعي لـ 426 طفلاً من أصل 1,400 طفل تمّ تحديدهم كحالات بحاجة للدعم الفوري. 

لا يقتصر دور "أقوى" على الاستجابة الطارئة، بل يتخطاها ليضمن حصول الأطفال على رعاية شاملة ومستمرة خلال رحلة تعافيهم، بدءاً من إدارة الحالات وإعادة التأهيل وصولاً إلى الإحالات لخدمات التعليم والدمج الاجتماعي. كما يساعد البرنامج الأسر على الاستفادة من البدل النقدي للأشخاص ذوي الأعاقة، وتعزيز المساءلة الفاعلة، وصون سياسات حقوق الطفل، والتنسيق مع الأنظمة الوطنية. 

منذ اندلاع الحرب في أيلول 2024، قُتل أكثر من 300 طفل وأُصيب نحو 1,500 آخرين. وحتى بعد وقف إطلاق النار، ما زالت حياة الأطفال مهدَّدة، إذ قُتل ما لا يقل عن 13 طفلاً إضافياً وأُصيب العشرات في ضربات متواصلة، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة فقدوا حياتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. 

لقد تعرّض أطفال لبنان لأذى بالغ، بعضهم أصيب بجروح جسدية كارثية مثل إصابات الدماغ، والحروق، وفقدان الأطراف؛ فيما عانى كثيرون غيرهم من صدمات نفسية واجتماعية قد تلازمهم مدى الحياة. 

يمكن لمقدمي الرعاية وأولياء أمور الأطفال المصابين خلال الحرب الإتصال على الرقمين الساخنين التاليين: +961 76 325928 و +961 76 835307 للحصول على الدعم اللازم. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: