نبيه برّي يقتل الطائف مجدداً…

بري مطمئن لرئاسته المجلس المقبل..."حاسبها صح"

رحم الله اتفاق الطائف! ما كان قائماً زال بحكم الممارسة والواقع. أما قاتله فرئيس مجلس نوابنا ورئيس حركة أمل نبيه برّي.

الرجل الأقوى داخل النظام السياسي اللبناني والمؤتمن، كرئيس السلطة الثانية “الدائم” في لبنان، على تطبيق اتفاق الطائف وبنوده، قتل اتفاق الطائف لمرات ومرات.

فحيناً يُغلق أبواب مجلس النواب، وأحياناً أخرى يقرّر تنظيم “عصابة” مسلحة حول البرلمان، ويُطلق عنانها عند تظاهر أي لبناني ضده أو ضد قرارات مجلسه. فيما ظهر للعلن مؤخراً ودون حياء، أن رئيس الحركة لا يزال يحتفظ بميليشيا جنوب لبنان، تطلق الصواريخ في إتجاه إسرائيل حيناً، وتنظيم الحواجز العسكرية بين القرى أحياناً أخرى، ويَسقط لها “شهداء” بالقصف الإسرائيلي.

أي بند من اتفاق طائف لم يتم خرقه يا ترى؟ لقد وضع نبيه برّي المسمار الأخير في نعش “وثيقة الوفاق الوطني”. إن الاتفاق ينص بشكل واضح على تسليم جميع الميليشيات لأسلحتها وحلّ نفسها، فيما ظهر مؤخراً أن رئيس حركة أمل لا يزال يحتفظ لنفسه بجهاز عسكري خاص يقاتل إسرائيل اليوم، لكن لا شيء يضمن ألّا يقاتل اللبنانيين غداً.

هذه الممارسات وغيرها تفيد بحقيقة لا لُبس فيها؛ ما الحاجة إلى اتفاق الطائف طالما خرقه سهل لهذه الدرجة، فيما التجربة الماضية في مجال تطبيق الاتفاق لم تكن مشجعة كثيراً أصلاً. لم يُحترم الجدول الزمني لانسحاب الجيش السوري من لبنان، ولم تلغَ الطائفية السياسية ولم تُقر قوانين انتخابية عادلة، والأهم لم تُسلِم كل الميليشيات أسلحتها. إن الحقيقة تفترض تخطي هذا الاتفاق والبحث عن تركيبة جديدة طالما الثنائي الشيعي قتلا الاتفاق من دون رحمة.

لا عيب في طرح أي نظام جديد من أي أحد، أكان الفدرالية أو الكونفدرالية أم حتى اللامركزية الإدارية والمالية أو حتى أبعد من ذلك. هل طرح هذه الأفكار أخطر مما يمارسه الثنائي الشيعي؟ لا ضرر في طرح أي تركيبة وأي نظام، وحق كل إنسان أن يطرح ما يريده على جميع الأحوال.

فلنبحث عن شيء جديد، إن القديم قد مات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: