نجاحات بشير مطر تستدعي تلزيم مارون Dirty job

IMG-20230326-WA0007


منذ سنوات إستفاق "التيار الوطني الحر" على تقهقر حضوره نسبياّ في بلدة القاع البقاعية وهي التي كانت بنظره "قلعة برتقالية". لم تنفع الامتيازات والاغراءات جراء وجوده في السلطة من إعادة إستنهاض حالة تعاطف وتأييد للخط العوني. اليوم، يبدو ان "التيار" إختار فتح المعركة البلدية في القاع بغضّ النظر عن إجراء الاستحقاق أو عدمه.

فإداء رئيس البلدية المحامي بشير مطر - الذي يعتبر من أنجح رؤساء البلديات في لبنان - وترفّعه عن الزواريب السياسية والحزبية في عمله البلدي مقابل صلابة مواقفه السيادية واعتزازه بإنتمائه القواتي على الصعيد الوطني يربك "التيار".

صحيح أن الأخير نجح بالحصول على المقعد النيابي الكاثوليكي عبر ابن القاع الدكتور سامر التوم بدعم من "حزب الله" إذ وصل بأصواته إلى ساحة النجمة، لكنه يدرك أن الجميع في لبنان يعتبرون أن "الحزب" "بخشش" "التيار" بهذا المقعد فيما حصدت "القوات اللبنانية" على ١٧ الف صوت organic لمرشحها النائب الدكتور انطوان حبشي صاحب الحضور الفاعل والديناميكية البرلمانية والسياسية.

لذا يعتبر العونيون أن معركة بلدية القاع المقبلة مصيرية لهم في ظل الحضور الشعبي الطاغي لـ"القوات" في بعلبك - الهرمل والعابر للمذاهب مسيحياً والمنفتح على سائر الطوائف. وما تقدم "القوات اللبنانية" بنحو 500 صوت في القاع على "التيار الوطني الحر" رغم ترشيحه ابنها التوم وكذلك ما الاصوات التي حصدها حبشي سنياً وشيعياً في الانتخابات النيابية الاخيرة وتمكنه من تشكيل لائحة رغم الضغوط المسلحة والاغراءات المالية الا خير دليل على ذلك.

وبما أن النائب التوم يتمتع بالدماسة ويتحاشى افتعال الاشكالات داخل بلدته، تكفّل نائب البقاع الغربي شربل مارون بالقيام بالـ dirty jobمن دون التوقف عند رأي التوم حتى، فعمد إلى الهجوم على مطر معتبراً عبر الـ otv في 25/3/2023 أنه "لا يحق له التكلّم عن الأعداد الكبيرة للنازحين السوريين في بلدته"، محملًا إياه "مسؤولية ذلك". أضاف: "من غير المقبول أن يتحدّث رئيس بلدية القاع عن نسبة الولادات المرتفعة لدى النازحين السوريين، لأنه هو من سمح لهم بالدخول إلى البلدة منذ 7 سنوات".

راح مارون يلوّح بوثائق أظهرها، بأنّ "رئيس بلدية القاع طالب بدخول 196 مرحاض إلى البلدة بموافقة وزارة الداخلية والبلديات، وغيرها من مطالب أخرى تلبي حاجات النازحين السوريين".

غرق مارون في "لعبة المراحيض" وفاته أن تياره هو من كان في الحكومات الأولى لبدء النزوح من حكومة "القمصان السود" مع الرئيس نجيب ميقاتي عام ٢٠١١ الى حكومة الرئيس تمام سلام، فيما حزب مطر اي "القوات اللبنانية" لم يكن في موقع المسؤولية بل خارج هذه الحكومات.
فاته أن المراحيض ليست هي من يكرس وجود النازحين، بل هي تَحُدّ من تلوث المياه الجوفية ومن الأضرار البيئية التي تصيب أهل القاع…
فاته أن دوره داخل التكتل كبدل عن ضائع عن زياد اسود وأدي معلوف أصبح مكشوفاً لدى كل اللبنانيين…

لكن الاكيد أنه لم يفته أن مصيره النيابي قد يكون مشابهاً لهما، فنيابة مارون ايضاً صنيعة "بخششة" "حزب الله" لـ"التيار"، إذ إن مرشح "القوات" المحامي داني خاطر كان الأول مسيحيا في البقاع الغربي بـ 4761 صوتاً رغم الضربات التي تلقتها لآئحته فيما مارون حصد فقط 3576 صوتاً، لا بل إن مرشح "القوات" سبق مارون بعدد الاصوات حتى في عقر بلدته صغبين حيث حصد خاطر 709 أصوات مقابل ٤٢٧ صوتاً لمارون.

من سخريات القدر أن نائباً كان تياره السياسي الحليف لنظام بشار الاسد يقبض على رئاسة الجمهورية وأكبر كتلتين نيابية ووزارية لسنوات يرمي فشل عهده في مقاربة ملف النازحين على رئيس بلدية!!!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: