نجاح تاريخي غير مسبوق ل"طوفان الأقصى".. السفير بسام النعماني لـLebTalks: حذاري خسارة الرأي العام الدولي

basem wazir

على رغم النشوة الكبيرة والفرحة العارمة التي اجتاحت الشعوب العربية أثر اليومين الأولين لعملية "طوفان الأقصى"، فإن الصراحة تقتضي النظر بدم بارد بعيدا عن العاطفة فيما جرى.
وفي هذا الاطار، يشير سفير لبنان السابق في الرياض ومدير عام وزارة الخارجية السابق بسام نعماني في حديث لِ LebTalks الى انه في البداية لا بد من تسجيل النجاح الكبير غير المتوقع للهجوم على غلاف غزة. ويمكن إيراد مظاهر عديدة لها: أولاً عنصر المفاجأة بحيث أتت الضربة في وقت لم تتوقعه إسرائيل لا في التوقيت ولا في المكان ولا في الحجم. وعلى نسق حرب أكتوبر 1973، وتيمناً بتوقيتها بمناسبة اليوبيل الذهبي بعد 50 عاماً، تم إختيار يوم السبت وإحتفالات عيد العرش اليهودي لشن العملية. أي في وقت العدو هو في حالة إسترخاء وراحة وقد خفض من إستعدادته وتأهبه العسكري. وقد تحجج العدو في 1973، في أن عيد الغفران هو أهم عيد في روزنامتهم الدينية.
وكان الرد العربي بأن الحرب شنت أيضاً في مناسبة دينية إسلامية وهو شهر رمضان، وبذلك توافق الطرفان في ذلك.
وثانياً إستعمال آلاف المقاومين في وقت وساعة واحدة وهو ما اقتضى التنسيق والسيطرة التكتيكية الدقيقة، بينما عرف عن عمليات المقاومة الفلسطينية في السابق بأنها عمليات جراحية تقوم بها "ذئاب منفردة”، معتبراً ان إختيار هذا النوع من العمليات هو من أجل تجنب تسرب المعلومات للعدو تمكنه من إتخاذ إجراءات إحترازية، هذا فضلاً عن إستعمال كافة أنواع الأسلحة براً وجواً وبحراً من آليات وطوافات فردية ومسيرات بشكل منسق وفي توقيت موحد مما أصاب العدو بالصدمة في الأيام الأولى وجعلته يترنح إستراتيجياً وتكتيكياً، إضافة الى إختراق وتفجير الجدار الفاصل حول غزة مما سمح لآلاف المقاومين بالتسرب إلى منطقة غلاف غزة، والتوغل وإجتياح المستعمرات وإحتلالها والإشتباك مع الجنود الإسرائيليين بشكل يؤمن الغلبة والتفوق للمقاومين عليهم. سادساً إيقاع عدد كبير من قتلى الجنود الإسرائيليين في يوم واحد لم تعاني إسرائيل منه منذ إنشائها. وسابعاً كسر التوازنات الإستراتيجية في المنطقة وفرض معادلات إقليمية جديدة يجب أخذها في الحسبان، ولعله هذا هو أكبر النتائج التي تحققت في عملية "طوفان الأقصى".

وتابع السفير نعماني "هذه هي للوهلة الأولى، المحصلات التي تحققت من هذه الحرب في يومها الخامس. ولكن الصراحة والحقيقة تقتضي القول بأنه حصلت أخطاء غير مقبولة كانت واضحة على التلفاز وعلى صفحات التواصل الاجتماعي منذ اليوم الأول. ويمكن لهذه الأخطاء غير المقبولة في حال لم يتم تصحيحها، أن تخسر المقاومة الفلسطينية تعاطف الرأي العام الدولي.
وأضاف: لقد أرتكبت إسرائيل في الماضي جرائم حرب وقامت بمذابح للسكان المدنيين، وهجرت شعب فلسطين من بلاده، وشنت غارات إنتقامية واسعة من دون تمييز بين المدنيين والعسكريين. ولم تمض عقود على حرب 1967، حتى تسربت معلومات بأن الجيش الإسرائيلي قد صفى الأسرى المصريين في صحراء سيناء وهرسهم بالدبابات. وكان يمكن إتهام إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بأنها قد أرتكبت جرائم حرب وأنها خالفت القانون الدولي الإنساني. ولهذا فإن على المقاومة الفلسطينية الإنتباه إلى هذه القواعد والأنظمة الدولية التي تنظم قواعد الإشتباك خلال الحروب لئلا تفقد تعاطف الرأي العام الدولي.
وختم: الحديث يتصاعد حول الحلول السياسية والدبلوماسية لإنهاء الحرب الحالية قبل أن تتصاعد الأمور إلى ما يحمد عقباه. يمكن القول بأن كل الأطراف قد أعلنت أهدافها الحالية من هذه الحرب. فهل تكون العودة إلى حل الدولتين بواسطة قطرية-سعودية هو الحل المثالي؟ كل التطورات على الأرض تشير بأن كل الأطراف ليست مستعدة في هذه اللحظة إلى وقف القتال. وأن الحرب إلى تسعير.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: