“نحتاج لموقف شجاع”.. جعجع: لا نسعى لاستمرار الحرب للقضاء على “الحزب”

samir

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانيةسمير جعجع ان “الطروحات التي حملها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، كانت من الممكن ان تنهي هذه الحرب، ولو ان بعضها يتعدى على السيادة اللبنانية في مكان ما”، مشدداً على “وجوب تجنب الأسوأ من طروحات أخرى، في ما بعد، قد تتعدى في مكان ما، ولو جزئيا على السيادة اللبنانية”.

واشار الى ان “موازين القوى تدل على ان الجمهورية الاسلامية لا يمكنها ان تنتصر في هذه الحرب، بينما الجمهورية اللبنانية ستنتصر حكماً”.

وبعدما لفت جعجع الى ان “القوات قدمت طرحها السياسي خلال لقاء معراب 2 الذي عُقد منذ اسبوعين تقريباً، شرح الخلفيات والاسباب الموجبة لهذا الطرح في ظل الحرب الكبيرة الدائرة وهي ليست مجرد عملية عسكرية”.

وقال: “في الوقت الحاضر الحرب في الجانب الفلسطيني قد انتهت الى ما انتهت اليه وللاسف في غزة، اما الحرب المستمرة فهي بين اسرائيل وايران وتحصل في معظمها على ارض لبنان وبعضها في اليمن والعراق ونادرا في ايران. وهنا نسأل: ما هي مصلحة لبنان والعرب وفلسطين من هذه الحرب؟ يجب وضع حد لما يشهده لبنان من حرب وموت ودمار وخراب، فضلاً عن وضع البلد المنهار اقتصادياً، معيشياً وماليا منذ سنوات”.

اضاف: “منذ يومين زار الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لبنان وعرض طروحات كان من الممكن ان تنهي هذه الحرب، ولو ان بعضها يتعدى على السيادة اللبنانية في مكان ما. وكي نتجنب الأسوأ من طروحات، في ما بعد، قد تتعدى في مكان ما، ولو جزئيا على السيادة اللبنانية، من واجب الحكومة ان تعلن في اسرع وقت التزامها القرارت الدولية 1559 – 1680- 1701 وأن ترعاها في التطبيق، فهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في لبنان.”

وعن اعلان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي موافقتهما على تطبيق القرار 1701، اجاب: “انهما يتذاكيان، فهما يعلنان التزامهما بهذا القرار ولكنهما في الوقت عينه لا يريدان القرارين الـ1559 و1680 فيما القرار 1701 يحمل في طياته بشكل واضح هذين القرارين. وبالتالي نحن امام “ساعة حقيقة” ولا مجال للمناورة والتذاكي والتشاطر، لاننا نخسر يومياً عدداً كبيراً من الضحايا ونشهد دماراً فاجعاً، الامر الذي يتطلب موقفا شجاعاً وواضحاً من خلال تطبيق كل مندرجات اتفاق الطائف بداية، وخصوصاً ما يتعلق بالتمسك باتفاقية الهدنة عام 1949 وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية وحل جميع المنظمات المسلحة، ومن ثم تنفيذ القرارات الدولية.”

اما لجهة عدم رغبة بري وميقاتي في مواجهة حزب الله بنزع سلاحه، فعلّق جعجع: “نعم. لا اعرف ما اذا كانا مقتنعين باحتفاظ حزب الله بسلاحه ولا اعتقد ذلك، ولكنهما غير راغبين بمواجهة الحقيقة. منذ اشهر وقبل اندلاع الحرب تحدثت مع ميقاتي، وهو صديق لي، حين اطلعته ان الامور ذاهبة في هذا الاتجاه فكل المؤشرات والتصاريح والمواقف المعلنة وغير المعلنة  تدل الى ذلك وطالبته بمصارحة الحزب كونه رئيس حكومة لبنان”.

وعن رأيه بموقف رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بأن “المطالبة بنزع سلاح الحزب، حالياً، وهو يواجه اسرائيل نوع من الخيانة”، علّق “رئيس القوات”: “لا يمكن الوصول الى مقاييس باسيل في الشرف والكرامة والاستقامة والشفافية. “الحزب” يحارب اسرائيل الآن من خلال بعض العمليات ولكن هناك من يقصف الضاحية والبقاع والشمال، وبالتالي يجب النظر الى ميزان القوى ككل. لو لم يكن “الحزب” في الجنوب فهل كانت اسرائيل هاجمت بيروت؟ ولو كان الجيش اللبناني منتشراً بدلاً منه على الحدود اللبنانية هل كانت لتهاجم لبنان؟”.

ورداً على من يعتبر ان اسرائيل كانت تعتزم ضرب لبنان لو لم يدخل الحزب في الحرب، سأل جعجع: “لماذا كانت ستفعل ذلك وما فائدتها من ذلك؟ نفهم ان في غزة يهمها القيام بهذه الخطوة بغية ضمها الى اسرائيل وكذلك غايتها في الضفة الغربية، اذ تهدف الى تهجير جميع الفلسطيين. انها نظريات يطرحها محور الممانعة كذريعة للتمسك بمكتسباته ووجوده العسكري غير الشرعي في لبنان، سوريا، العراق واليمن”.

وحين سئل عما تقوم به المعارضة ولا سيما ان البعض يشير الى عدم فعالية دورها، اوضح ان “المعارضة هي معارضة كنا في كل دول العالم، فتقوم بطرح مواقفها ووجهة نظرها وتمارس ضغطاً بشكل مستمر، وخير دليل على فاعلية المعارضة في لبنان ان “القوات” تنامى عددها تدريجاً في مجلس النواب منذ العام 2005 حتى اليوم”.

اما عن فائدة الوزن النيابي بينما العلاقة بالثنائي الشيعي شبه مقطوعة وبالحزب التقدمي الاشتراكي متقلبة ومتوترة وبالقيادات السنية باردة ومع التيار الوطني الحر مقطوعة تماماً، فاجاب: “اي تكتل نيابي عدده شبيه بعدد كتلة “القوات اللبنانية” لديه علاقة جدية مع جميع هذه الكتل؟ فمثلا كتلة “حزب الله” ليس لديها علاقات جيدة مع اي كتلة باستثناء كتلة حركة امل،  والجميع يشهد على علاقتها اليوم بحليفها باسيل، فيما موقف “الاشتراكي” بالنسبة للحزب معروف وتربطهما علاقة “من قريبو” اي ليست عميقة وجيدة، والامر مشابه مع النواب السنة”.

ورداً على سؤال، رأى جعجع ان “مشكلتنا الرئيسية كمعارضة تكمن بأن الكثير من الكتل توافقنا الرأي، الا انها لا تريد مواجهة أحد وهذا ما يعطل المجلس النيابي، والدليل ان كل الاتصالات التي تلقيتها بعد مؤتمر “معراب 2″ من نواب وكتل تؤيد موقف القوات”.

وسئل عن سبب عدم استبدال “معراب 2” بلقاء شبيه بـ”مؤتمر بريستول”، أجاب: “هذا قول خير يراد به شر، وبالتالي هذا ليس سبباً. من يريد الحضور كان في امكانه أن يأتي، اذ ان معراب ليست ارضاً محرّمة، ولا سيما ان “القوات” كانت تلبي اللقاءات كلها التي ينظمها اي طرف في المعارضة”. وعزا جعجع عدم حضور البعض اللقاء الى “سياسات ضيقة فهم يخافون من حجم “القوات” ولا يريدون ان تكبر اكثر، في الوقت الذي تكبر بفضل جهدها ومثابرتها ونشاطها”.

اما عن ظهور المعارضة وكأنها في صراع على الأحجام والادوار ولا سيما بين حزبي “القوات” و”الكتائب”، فأكد ان “الحزبين يتوافقان على الخيار الوطني نفسه، لقد حاولت “القوات” مراراً من اجل التعاون اكثر ولكنها لم تلقَ جواباً، ويبقى المؤكد انه ما من احد باستطاعته أخذ مكان الآخر، الا انه في بعض الاوقات هناك خيارات داخلية شخصية لا علاقة لها بالسياسة، اذا لا مشلكة مع الكتائب وهذا لا يفسد في الودَ قضية، والتعاون قائم”.

ورداً على سؤال، اشار جعجع الى انه “كل ما طرح في “معراب 2″ أيده كل من لم يحضره، فلماذا تضييع الجوهر والتركيز على الشكل، فمن تغيّب ارسل ممثلا عنه، ويمكن ان يكون عدم مشاركته لانه يريد ان يتجنب إظهار التفاف لبناني كبير حول سمير جعجع، ولكن يبقى الاهم اننا جميعاً لدينا الموقف نفسه”.

ونفى الكلام عن انتظاره القضاء على “الحزب” لطرح نفسه كمرشح رئاسي قائلاً: “انه مجرد افتراضات فلو كان ذلك صحيحا لما بُح صوتنا منذ سنة ونحن ننادي بضرورة تجنب الحرب والقيام باي شيء لعدم الدخول فيها، ولا نزال حتى الساعة نطرح مبادرات على الحكومة لايقافها، وبالتالي لو كان ما يشاع صحيحاً لكنّا التزمناً الصمت كغيرنا وانتظرنا نهاية الحرب”.

واذ شدد على ان “القوات” هي اكثر فريق يتخذ مواقف واضحة، لفت جعجع الى ان “الجلسة الأخيرة لانتخاب اللجان النيابية كانت خير دليل على ذلك، في الوقت الذي تغيّبت عنها غالبية النواب الذين ينادون مراراً بضرورة فتح ابواب مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما عمد بري “بهضامتة المعهودة” الى تعطيلها”.

وعن موقف رئيس مجلس النواب بانه ما من فائدة للدعوة الى جلسة بغياب التوافق على اسم الرئيس، علّق جعجع: “بري “شاطر” بتحوير الامور. الانتخابات شيء والتوافق شيء آخر، فإذا توافقت بعض الكتل على اسم مرشح واحد قبل الجلسة امر جيد، ولكن الانتخابات موجودة في حال تعذر ذلك.”

واردف: “محور الممانعة ككل، وليس بري وحده، يريد توضيب الاشياء وتعليبها، لذا لا يريدون انتخاب رئيس “اذا ما كان على ذوقن” وهذا هو الوضع القائم حتى هذه اللحظة. في حين، نحن نعتبرها لعبة ديموقراطية، ونشارك في الجلسات رغم اننا لسنا متأكدين بأن اجراءها سيأتي بالمرشح الذي نريد. وفي حال يرغبون باتباع التوافق دائماً، فلنعدّل الدستور وحينها نختار الرؤساء الثلاثة بالتوافق وليس بالانتخابات”.

وسئل حول ما اذا عقدت جلسة انتخابية وصبت في مصلحة قائد الجيش العماد جوزيف عون، فأجاب: “لا اعرف، الا ان هناك ميلاُ كبيراُ لدى عدد من الكتل للتصويت له، ولكن اذا سلمنا جدلاُ انه بحاجة الى تعديل دستوري، كما قال بري، فإن فوزه يتطلب ايضاً تأمين 86 صوتاُ له في كل الحالات، وهؤلاء النواب الـ86 هم بدورهم يمكنهم تعديل الدستور. فقائد الجيش يحتاج لـ86 صوتاُ بينما اي مرشح عادي يتطلب 65 صوتاُ بدءاُ من الدورة الثانية”.

ورداً على سؤال عن تمكن عون في الوقت الحالي من تأمين هذا العدد، قال: “الثنائي الشيعي لا يصوّت له وحتى التيار الوطني الحر، اما بالنسبة الى “القوات” فعلينا التحدث مع قائد الجيش قبل اتخاذ موقفنا”.

وسئل عن سبب عدم مبادرته الى طرح هذا الامر كحل سياسي، اكتفى بالقول: “الفريق الآخر يصر، وعلى رأسه بري، على عدم اجراء انتخابات رئاسية قبل وقف اطلاق النار”.

ولمن يتحدث عن سعي جعجع لتأخير الانتخابات كي يصب ذلك في مصلحته بعد انتهاء العملية العسكرية ضد حزب الله، اجاب: “لازم يلحقوا الامور حتى النهاية”، فليعينوا جلسة وعندها سيظهر من سيشارك ومن سيقاطع. انهم يدّعون اننا ننتظر نتيجة الحرب، علما انهم من أشعلوها ونحن من ينادي بإيقافها يومياً”.

جعجع الذي رفض الدخول في أسماء المرشحين مؤكداً انه ليس مرشحاً حالياً، اكتفى بالاشارة الى ان “هناك مرشحين أكفاء ستُعلن اسماؤهم عند الدعوة الى جلسة، باعتبار ان تداول اسماء المرشحين سيؤدي الى مهاجمتهم وقطع حظوظهم وهذه ليست لعبة.” وذكر ان “القوات” اصرت على المشاركة في الجلسات السابقة كلها فيما عطلها فريق الممانعة كلها.

وأشار إلى أن “لبنان يتجه نحو مزيد من الموت والدمار والخراب في حال بقيت الأمور على حالها”، شدّد على “أنه على الحكومة ككل، وليس رئيسها نجيب ميقاتي شخصياً، القيام بخطوة سريعة وهي الاعلان عن أن لبنان وافق على تطبيق القرارات الدولية، وليس مجرد موافقة في الهواء إنما موافقة فعلية.”

واعتبر أن “مفهومهم للقرار 1701 مفهوم مجتزأ جداً بما يجعله مختلفاً عن القرار بحد ذاته، وهم يجاهرون بهذا الأمر، بالتالي “مبلشين بالزعبرة من الأول”.

وعن مخاوف كبيرة معينة لدى الطائفة الشيعية من تطبيق القرار 1701، قال: “بري يمثل الطائفة الشيعية ولا أحد يريد القضاء على أحد والموضوع يطرح من زوايا خطأ، الحقيقة أننا أمام وضع نواجهه ونطرح الحل بناء على ذلك. ونسأل ما الحل الذي يطرحونه؟ يقولون الاستمرار بالقتال، وماذا بعد ذلك؟ ميزان القوى واضح”.

أضاف: “الخطوة تأتي متأخرة للأسف، وعندما كان يطلب من “الحزب” وقف اطلاق النار، من 8 تشرين الأول وحتى الأول من أيلول، كان يرفض ذلك تماماً ويربطه بوقف اطلاق النار في غزة، وحين بدأت الحرب يقولون إنه وافق على ذلك. هم بدأوا هذه الحرب ليروا هم كيف يمكنهم انهاءها. لنقل انها انتهت، ماذا سنفعل في لبنان؟ الى متى سنبقى بلا دولة وقرارنا الاستراتيجي والأمني والعسكري خارج الدولة اللبنانية؟ هل سنبقى طوال عمرنا عرضة للمفاجآت وغارقين في الفساد ليستمر حزب الله على التحالف مع الفساد؟”.

ورداً على سؤال، رفض جعجع تحميل القوات أي مسؤولية في ما وصل إليه الوضع، مضيفاً: “يتحمل مسؤولية الوضع كله الذي وصلنا إليه “حزب الله” وحلفاؤه الذين شكلوا واقع السلطة في لبنان والذي أدى الى ما أدى إليه”.

وعما إذا كان يتواصل مع بري، قال: “نعم من وقت إلى آخر، وثمة موفدون بيننا. منذ 3 أسابيع تقريباً عقد اجتماع ثلاثي في عين التينة كان فيه بري وميقاتي ووليد جنبلاط، لم تتم دعوتي إليه ولو دعوني ما كنت لأشارك للأسباب المعروفة، وقدموا طرحاً ينص على وجوب الاسراع بالانتخابات الرئاسية وتبني القرار 1701، وفي اليوم التالي شهدنا تغييراً في الموقف لأن ايران أبلغتهم وجوب وقف اطلاق النار أولاً ومن بعدها إجراء الانتخابات الرئاسية”.

وإذ لفت إلى أن ايران باتت تدير اللعبة مباشرة في لبنان، اشار رئيس القوات  الى “اننا لدينا صداقات كثيرة في الإقليم، على رأسها مع المملكة العربية السعودية، ودول عربية عدة، كما لدينا صداقات مع الكثير من الدول الغربية، وفي طليعتها فرنسا وأوروبا وأميركا، لكن هذا شيء والقيام بالسياسة الداخلية انطلاقاً من مصالح تلك الدول شيء آخر”. وسأل: “ما هو مبرر الحرب التي تدور في الوقت الحاضر على أرض لبنان، لا مبرر لها سوى انها في سياق الكباش الدائر بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى، هل يجوز ذلك؟”.

وعن رأي بري، ردّ قائلا: “انطباعي بكل صراحة، وأتمنى ألا يكون صحيحاً، أن قرار بري بحدود كبيرة ليس عنده، وأكبر دليل انه كان لديه نية بانجاز الانتخابات الرئاسية لكنها توقفت وباتت مربوطة بوقف اطلاق النار، علما ان حالة الحرب في لبنان تفرض التوجه سريعاً الى انتخاب رئيس”.

ورأى أن “ترشيح سليمان فرنجية لم يكن وارداً بالنسبة إلينا على الإطلاق وكذلك بالنسبة للكثير من القوى على الرغم من كل الضغط الذي وضعه حزب الله وحركة أمل لتمريره وحتى في وقت من الأوقات فرنسا كانت مع محاولة تمريره و”ما مشي الحال”. أما قائد الجيش جوزيف عون فاعتبر انه “مرشح جدي وفي مقلب آخر وطبعاً لديه حظوظ، ولكن بانتظار ان يفرج محور الممانعة عن الانتخابات الرئاسية”.

عن اعتبار ان أجندة “القوات” ليست لبنانية تماماً وتتلاقى نوعاً ما مع الأجندة الإسرائيلية، أكد ان “هذا افتراض وتجنٍّ تماماً، فمن يريد طرح نظرية عليه تحديد اسباب طرحها”. واردف: “من يقولون هذا الحديث يتجنون وهم ظالمون لأن هذا الكلام خاطئ تماماً. نحن منذ 20 سنة وحتى اليوم، ومنذ 40 سنة، ما هو طرحنا؟ حزب القوات اللبنانية حُل وأنا أخذوني الى الاعتقال وكانت المشكلة الاساسية أنهم حلوا كل التنظيمات المسلحة وتركوا حزب الله. هذا ليس طرحنا الآن ولا علاقة له بالاسرائيليين إنما له علاقة بالرغبة بقيام دولة في لبنان أم لا، فإذا كنا لا نريد دولة ستستمر الامور كما هي، أما في حال كنا نريد دولة فلا يمكن ان تستمر الامور فيما هناك تنظيمات مسلحة خارج الدولة.”

وعما إذا كان لا يزال يدفع فاتورة مشاركته في الحرب، أجاب: “لا اعتبر انني دفعت فاتورة لأن مشاركتي في الحرب كانت لأسباب واضحة جداً. ان ما دفعت ثمنه بين العام 1994 والعام 2005 هو موقفي المعارض للهيمنة السورية على لبنان، ضميري مرتاح جداً وشاركت في الحرب كما كان يفترض أن اشارك ووقت القتال للاسف على الانسان ان يقاتل ووقت السلم عليه ان يسالم. قبل الحرب بساعتين وبعد انتهائها بساعتين، هل من مخالفة سير بحقي؟ هل من مخالفة تجاه القوانين أو تجاه الدولة؟ أبداً وبالتالي ظرف الحرب هو ظرف حرب وأنا اعتبر من لم يشاركوا في الحرب يومها هم خونة لأن شعبنا كان يُقتل ولا يمكن التفرج على ذلك.”

وعن التخوف من موضوع النازحين واعتباره خطراً كبيراً، رد “رئيس القوات”: “ليس الى هذا الحد، طبعاً موضوع النزوح سيتسبب باشكالات كثيرة، حتى لو كان النزوح من الطائفة نفسها من مكان الى آخر، لأن “القلة تولد النقار” والنزوح بحد ذاته مشكلة المشاكل. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إن النزوح السوري الذي بأكثريته سني الى المناطق السنية لم يخلُ من المشاكل، ونحن سنشهد على مشاكل ، لكن طالما القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي يسهران على حسن سير الأمور، لا اعتقد ان اي من الاشكالات سيتطور بشكل سلبي لكن المهم ان يبقوا ساهرين ومتيقظين.”

وعن اتهامه بأنه يريد القضاء على الطائفة الشيعية، رفض جعجع هذا الكلام ووضعه في خانة الخطأ، لافتا إلى أنه “تسويق من قبل محور الممانعة، هناك دولة اسمها ايران تقوم بجهود حثيثة لتثبت لها قواعد في الدول العربية كافة وقاعدتها في لبنان هي حزب الله المرتكز على البيئة الشيعية، وليتمكن من الحفاظ على اكبر قدر ممكن من الاصوات يعمل على اقناع بيئته برفض طروحاتنا لأننا نكره الشيعة، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق”.

ورداً على سؤال، أجاب: “لا أعرف الى أي مدى قد تمتد العملية الاسرائيلية على المستوى الجغرافي، تقديراتي أن ثمة مواجهة كبيرة حاصلة بدأت بين ايران من جهة واسرائيل واميركا وخلفهما الغرب من جهة ثانية، لا اعتقد انها مسألة بسيطة وقصة أسبوع واسبوعين لكن كيف ستتطور وما هي انعكاساتها على لبنان أو غير لبنان لا أعرف. من الحكمة جداً أنه في اسرع وقت يمكن ان نخرج لبنان من كونه ساحة من ساحات المواجهة لكن للأسف لا تجاوب من قبل السلطات الرسمية “.

تابع: “يوم كان حسن نصرالله موجوداً، رحمه الله، كان لديه حجم معين، بالتالي، برأيي كان موجوداً على طاولة القرار الايراني ولم يكن غائباً عنها، وافترض أنه في مكان ما، كان يمكن أخذ بعض الامور في عين  الاعتبار على طاولة القرار. اما الآن حتى بعض الاعتبارات البسيطة غير موجودة لأن العلاقة أصبحت مباشرة بين القيادة الايرانية للمجموعات المسلحة على الارض. للحقيقة وللتاريخ، بالنسبة لجميع المؤمنين بعقيدة حزب الله، لا شيء اسمه ايران ولا شيء اسمه لبنان إنما هناك جمهورية اسلامية، وبالنسبة اليهم من الطبيعي ان يستمروا في القتال فهم يرون انفسهم ضمن هذه الجمهورية ولا يرون لا عرباً ولا عجماً”.

كما اعتبر أن موازين القوى تدل على ان الجمهورية الاسلامية لا يمكن ان تنتصر في هذه الحرب، والجمهورية اللبنانية ستنتصر حكماً وأقله هناك 65 الى 70 % وربما أكثر مع الجمهورية اللبنانية لا مع المقاومة في سيل الجمهورية الاسلامية.”

وأوضح أن “الشارع اللبناني هو علة وجود كل هؤلاء الخيارات السياسية لأنه على الرغم من كل شيء النظام اللبناني ديموقراطي بالفعل، وهناك 128 نائباً في البرلمان اللبناني جميعهم صوّت لهم لبنانيون والانتخابات في لبنان جدية على الرغم من كل اوضاع لبنان. وتوجه للمواطن اللبناني بالقول “أنت من انتخبتهم، لا تنتخبهم ولا تنتقدهم”.

أما عن قول باسيل إنه يتفهم طموحات جعجع السياسية لكنه لا يؤيد مشروعه، فقال: “معادلة غريبة عجيبة انا لم أفهمها، ما هي طموحاتي السياسية؟ هل رأيتموني ارغب بالوصول الى مكان او اطالب بموقع؟ لا اريد موقع رئاسة الجمهورية، لكن إذا عرض علي فهذا موضوع آخر، مثلاً ميشال عون أوقف البلد سنتين كاملتين ليصبح رئيساً.”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: