كتب عضو “الجبهة السياديّة من اجل لبنان” الدكتور شربل عازار تحت عنوان، نحن الشعب البسيط.
عندما يُقال لقيادات “محور الممانعة والمقاومة” في لبنان والخارج أنّ إسرائيل دَمَّرَت غزّة وأبادَت عشرات الآلاف وهَجَّرَت شَعباً كاملاً يَتضوّر جوعاً وتُرمى له المَواد الغذائيّة رَمْياً من الجَوّ إمعاناً في المَذَلَّة والذِلِّ والذِلَّة،
يأتيك الجواب: صحيح هذا الكلام لكن إسرائيل لم تَستَطِع أنْ تُحَقِّق شيئاً مِن أهدافها، فلا هي استرجعت الأسرى ولا هي قَضَت على حماس.
كم يُشبِه هذا الردّ القول “الفكاهي” المأثور في الوسط الطبّي الجِراحي:
“نجحت العمليّة لَكِن مات المريض”.
وكأنّ إسرائيل تهتم لأمرِ أسراها وهي التي تَعتَبِرهم ثَمَناً تَدفَعَه مِن أثمانِ القَضاء على غزّة وما بعد بعد غزّة.
او لكأنّ إسرائيل تبالي بِمَن يستشهد او ينجو من أفراد “حماس”، فهي استفادت من هجوم “طوفان الأقصى” غير المسبوق، لتقوم “بطوفانها” غير المُقَيَّد بأيّةِ معاييرَ عسكريّةٍ أو جغرافيّةٍ أو إنسانيّةٍ أو أخلاقيّة.
نرجو ألّا يكون انتصار “حزب الله” الموعود في لبنان كانتصار “حماس” في غزّة.
بالعودة الى محلّياتنا،
قال نائب أمين عام حزب الله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة،
“لولا المقاومة لرأينا المستوطنات الصهيونيّة في كلّ أنحاء الجنوب كما هي في الضفّة الغربيّة وفي سائر أنحاء فلسطين”.
نريد أن نُذَكِّر الشيخ نعيم قاسم أنّ إسرائيل احتلّت جنوب لبنان العام ١٩٧٨، ووصلت الى بيروت في العام ١٩٨٢، وبَقيت في الجنوب حتى العام ٢٠٠٠، يَعني بَقِيَت ٢٢ عاماً في لبنان ولم تَبْنِ لا مستوطنةً ولا بنايةً ولا خَيمَةً ولا عِرزالاً، فلماذا ستفعل اليوم؟
إنّ كلّ العناوين البَرَّاقة المُستهلَكة ضدّ “الكيان الصهيوني الغاصب”، غير قادرة أنْ تخفي حقيقةَ أهدافِ “محور الممانعة” الذي يريد أن تكون الدولة اللبنانيّة في خدمة “المقاومة”، أي في خدمة “حزب الله”، يعني يريدون دولةً في خدمة أهداف إيران العقائديّة والتوسّعيّة،
وكلّ مَنْ لا يسير مِن باقي أطياف الشعب اللبناني في هذا الخيار هو “خائن” بنظر هذا المحور.
في الرئاسيّات، يُصَرِّح دولة الرئيس نبيه برّي: “انا اللي بحط آلية للمبادرات وما في رئيس غير رئيس المجلس”.
دولة الرئيس، المشترع اللبناني وَضَعَ مواداً دستوريّةً واضحةً وضوحَ الشمسِ بالآليات والتواريخ والمُهَل لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة، إلّا إذا أصبحنا بِزَمَنٍ صارَ فيه أيّ “رئيس” فوق الدساتير، فأبلِغونا.
بالمناسبة، هل هناك مَن فَهِمَ على مؤسّس “التيّار الحرّ” وعلى “وريث المؤسّس” وعلى نوّاب “التيّار” إذا كانوا مع المقاومة وسلاحِها أو مع الدولةِ وجَيشِها؟
أمضوا كلَّ حَياتِهم ناقضٌ ومَنقوض،
رَبّك ما بيفهم عليهم، فكيف نَفهم عليهم نحن الشعب البسيط؟!