“نخبة” الجيش الإسرائيلي تنسحب من غزة بإحراج كبير.. فمَا هو لواء “جولاني”؟

Doc-P-476120-638377105037265407

إنسحبت قوات لواء “جولاني” من قطاع غزة، وذلك بعد ستين يوماً من المواجهات الدامية تكبّد خلالها اللواء خسائر فادحة.

وفي هذا السياق، حسبما أعلنت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي فإن جنود “جولاني” غادروا غزة بهدف “إعادة تنظيم صفوفهم بعد تكبّد اللواء خسائر بشرية كبيرة”، حيث قُتل وأُصيب مئات من ضباطه وجنوده.

وفي تطور آخر، أعلن جيش الاحتلال عن إصابة قائد قاعدة التدريب في اللواء في انفجار في قطاع غزة أسفر عن إصابة عدة جنود بجروح متفاوتة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من جنود “جولاني” في كمين في الشجاعية، وهو حادثٌ وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “حادثٌ صعب”، فمَن هو لواء “جولاني”؟

تأسس هذا اللواء في شباط 1948، ويُعتبر من أوائل الألوية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي وهو يتبوأ مكانة كبيرة كقوة “نخبوية” ضمن عديد الجيش الإسرائيلي، ويتألف من كتائب ووحدات متخصصة عدة تشمل كتيبة “باراك” ووحدة “إيغوز” الخاصة وكتيبة الاستطلاع، وشعاره رمز يتمثّل بشجرة زيتون خضراء وعلم يحمل مثلثين باللونين الأخضر والأصفر. يُنسب إسمه إلى هضبة الجولان ويتميز بشعار يحمل رمزية خاصة: شجرة زيتون وخلفية صفراء تعبّر عن امتداده للأرض.

تتألف الوحدة من أربع كتائب، منها “كتيبة هبوكيم هراشون” التي لعبت دوراً بارزاً في نكبة 1948 وحروب غزة.

ووسط هذه المسيرة الدموية، لاحقت هذا اللواء انتقادات واتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ضد الفلسطينيين، ففي أيار 2011، كشف تقرير مصور لصحيفة “غارديان” عن جرائم جيش الاحتلال، بمشاركة جنود من لواء “جولاني”، وشهادات جنود تحدثت عن منع الفلسطينيين من المرور عبر الحواجز بطرق تعد بالطغيان، وفرض زحف عند الحواجز.

وفي تقرير لحركة التضامن الدولية وفرق صانعي السلام المسيحية في فبراير 2012، أكد ارتفاع عدد انتهاكات حقوق الإنسان بعد وصول لواء “جولاني” إلى الخليل في ديسمبر 2011، مشيراً إلى حوادث سرقة ونهب روتينية خلال التفتيش.

أيضاً وأيضاً كان لواء “جولاني” رأس حربة في الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 1982، مشاركاً في معركة قلعة الشقيف، وقد تقدّم حتى مشارف بيروت، وفي العدوان على لبنان عام 2006، شارك اللواء وتكبد خسائر فادحة أمام مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، ما أثار تساؤلات حول صورة الشجاعة المرتبطة بجنوده، وبعد انسحاب إسرائيل من لبنان، تولّى اللواء مهمة حراسة الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وفي شمال الضفة الغربية، خصوصاً في جنين وطولكرم حيث تكبّد العديد من الخسائر بما في ذلك المرحلة الثانية من حرب 2008-2009 المعروفة بـ “معركة الفرقان” أو “عملية الرصاص المصبوب”.

وفي حرب عام 2014، شارك اللواء في معركة الشجاعية، حيث وقعت مواجهات طاحنة مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان.
هذا اللواء كان جزءاً من الفرقة المدرّعة رقم 36 التي شاركت في الهجوم البرّي على غزة، وقد تميّزت معركة الشجاعية باستخدام القذائف الكثيفة والقنابل الثقيلة التي ألقتها إسرائيل على المنطقة، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، إلا أنه تم اعتقال جندي من لواء “جولاني”، شاؤول آرون، وأُعلِنَ عن اختفائه، وظل أسيراً لدى حركة “حماس” منذ عام 2014، مما خلق مشهداً محرِجاً للحكومة الإسرائيلية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: