أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، ان دمشق تريد بدء صفحة جديدة مع لبنان، ولا تريد التحكم فيه، مشيراً إلى أن سوريا الجديدة تنازلت عن الجرح الذي سببته اعتداءات حزب الله عليها.
وأوضح الشرع في لقاء وصف بالاستثنائي مع وفد إعلامي عربي في دمشق، إن "لبنان عانى من السياسات السورية خلال السنوات الماضية، خاصة بالنسبة لحكم الأسدين (حكم الرئيس الأسبق حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد).
وأكد الرئيس السوري أنه لم يكن يحب أن يفهم اللبنانيون أن "سوريا الجديدة تريد التحكم في لبنان والتنظير عليه، وأفضل شيء لسوريا دخول البيوت من أبوابها فحتى تنجح الأفكار يجب مناقشتها مع الأطراف الفاعلة".
وأردف: "لقد تنازلت عن الجرح الموجود داخل سوريا بسبب اعتداءات حزب الله علينا، ولم احاول إطلاق تصريحات قد تحمس أطرافا داخل لبنان، وحاولت الوقوف على مسافة واحدة من دون إلغاء أي طرف".
كما ذكر أن "إيران خسرت المحور (ما يسمى بمحور المقاومة) كله بخسارتها لدمشق ولديها رغبة في العودة بطريقة أو بأخرى".
أضاف: "سوريا تأثرت خلال السنوات الماضية سلبا بالوضع اللبناني".
موضحاً: "نحتاج إلى صفحة جديدة بيضاء لتحسين العلاقات السورية اللبنانية، وأهم شيء فيها إلغاء الذاكرة السلبية الماضية".
وتابع: "بعد وصولنا إلى دمشق كان من حقنا القيام بردة فعل على حزب الله بناء على ما فعله بسوريا خلال السنوات الماضية، وهو ما كان متاحا ومباركا دوليا، لكني آثرت عدم الذهاب في هذا الاتجاه الذي قد يرحب به أغلب اللبنانيين، لكن هذا حقل ألغام والخطوة الخاطئة فيه تفجر الوضع".
وأشار إلى أن "الاستثمار في لبنان بالاستقطاب السياسي والطائفي أمر خاطئ ولا يجب التفكير فيها في سوريا على الإطلاق".
واعتبر أن "الأفضل هو الذهاب إلى الاستقرار الاقتصادي بما ينعكس على الحالة اللبنانية، والاستفادة من النهضة السورية التي ستصير، والتي سيخسر لبنان على المدى الطويل إذا لم يستفد منها".
وشدد على أن "لبنان يحتاج للخروج من النزاعات السياسية في ظل الاستقطاب والأدلجة وتدخل أطراف خارجية ومحاولة فرض حلول لا يتحملها".
وأشار إلى أن "ما يمكن أن ننفع بعضنا به في سوريا ولبنان هو الاستفادة من الهبة الاقتصادية في سوريا في الموانئ والاستثمار في الطرقات وأنابيب الغاز وعلاج مشكلات الكهرباء وهي أمور تحتاج للتعاون ما ينهي حالة الاستقطاب السياسي".
وأكد أنه "يجب تناسي الناحية الطائفية عند الحديث عن النهضة الاقتصادية في لبنان، فالانقسام السياسي لا يبني دولة، والانقسام الطائفي لا يؤدي إلى التقدم إلى الأمام".
واعتبر أن "هناك ضغوطا في لبنان، واخشى من انفجار الوضع داخليا ما قد يؤدي لكارثة، لبنان يحتاج إلى عملية جراحية حساسة جدا، ويجب أن يخرج من أزمته بشكل يشعر فيه الجميع أنه فائزا".