يُمعن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في قلب الحقائق والتصعيد والتهديد، والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور، فيما خطاباته ووفق نائب مخضرم أضحت مستهلكة وعدّة خشبية، لا سيما تهديداته لأميركا فيما بالأمس القريب أبرم معها الترسيم وهو تطبيع سياسي بطريقة أو بأخرى.
في السياق، ومن خلال المواكبين والمتابعين لخطاب السيد نصرالله في الأمس، هو دليل افلاس لإبقاء بيئته الحاضنة في أجواء الاستنفار والتعبئة، والايحاء بأن المقاومة قادرة على تدمير العالم بأسره، للهروب الى الأمام من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، حيث هذه البيئة تعاني الأمرّين منها، فيما وفي المعطى السياسي يحاول فرض شروطه الرئاسية، من خلال فائض القوة والسير بمرشحه رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، إضافة الى الردّ على اللقاء الخماسي في باريس، وجولات سفراء هذه الدول على المرجعيات السياسية اللبنانية، في حين أن أحقاد حزب الله تجاه المملكة العربية السعودية حاضرة ناضرة في كل الخطابات، نظراً لدورها المتنامي لبنانياً وعربياً ودولياً، وهذا ما يحظى بدعم الغالبية من اللبنانيين، ومنهم شريحة لا يستهان بها من الطائفة الشيعية.
ويبقى أخيراً، أن السيد نصرالله صعّد من بيروت بالنيابة عن إيران، وهو حليفها الاستراتيجي والعقائدي والايديولوجي، لعلّه يحسّن شروطها اقليمياً ودولياً، وبالتالي لم يعد له الا التصعيد، ولبنان بالمحصلة لا زال يدفع أثماناً غالية بفعل دور وسياسة حزب الله التعطيلي، وسطوته من خلال فائض القوة على الدولة ومؤسساتها عبر دويلته.
