تترّقب الأنظار عصر غدٍ كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لما ستحويه من ردّ على مطلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي جيّر له الحقوق والحلول، ودعاه الى سحب مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ظل خلافات بالجملة بين المعنيّين بالتشكيلة الحكومية، فلا أحد يتكلم مع الآخر والكل “حردان” من الكل، والقصف السياسي على حاله، لأنّ المساعي التي بُذلت لتذليل العقبات ذهبت من دون رجعة، فرئيس “التيار” رمى كرة نار الحكومة بين يدي حزب الله، علّه يخرق الثنائي الشيعي، مع أنّ هذا صعب جداً، وباسيل تذاكى على الثنائي، فيما هما يتذاكيان على الجميع. وكلمة نصرالله غداً ستراعي الحليفين وخصوصاً برّي، فلا تراجع عن مبادرته بل تجديد التأييد الكلّي لها، مع مراعاة باسيل وعدم ” زعله” لكن وفق مقولة:” إبعد عني هذا المطلب”، ودائماً على طريقته.
الى ذلك إستمر حزب الله بتواصله مع رئيس التيار الوطني الحر، ضمن إطار مبادرة برّي وانطلاقاً مما وصلت اليه المحادثات، خلال اللقاء الأخير الذي جمع الخليلين ومسؤول وحدة الإرتباط في الحزب وفيق صفا وباسيل، مع رسالة واضحة بأن لا بديل عن مبادرة رئيس المجلس النيابي، لأنها الحل الوحيد والأخير.
وفي هذا الاطار، علم موقع lebtalks بأنّ اللقاء الذي عُقد مساء أمس بين صفا وباسيل، هدف الى فهم حقيقة مطالب الأخير، مع محاولة لتهدئة الأجواء المتوترة، من دون الوصول الى حل، وفي المقابل يستمر تواصل الحزب مع الرئيس برّي، المصّر على إستكمال مبادرته، خصوصاً أنها تحظى بتأييد داخلي وخارجي، والأخير مستمر أيضاً بفتح الخطوط مع الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود في الخارج، والذي أبدى كل تجاوب مع المبادرة المذكورة.
في غضون ذلك، وفي ظل كل تلك المعمعة السياسية، يمكن التأكيد أنّ حزب الله لو أراد فعلاً تشكيل حكومة، لكانت تشكّلت خلال ساعات معدودة، ولكان باسيل إلتزم الصمت والهدوء، وتجنّب العرقلة الدائمة والمستمرة، ولم يكن ليطلق العنان لكل تلك “العنتريات”، لو لم يكن حزب الله موافقاً على كل ما يقوم به، مما يعني أن الكرة كانت وستبقى في ملعب حزب الله، الذي وعلى ما يبدو ينسجم سياسياً، مع الوضع السياسي القائم حالياً في لبنان.