ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يوم العاشر من محرم كلمة قال فيها: “الوضع العام هذه السنة، إحياء ذكرى أبي عبد الله الحسين في الكثير من المناطق في العالم لم تُواجه مشاكل خاصة، هذه من نِعم الله، اليوم مثلًا اليوم العاشر انتهى، كان العاشر اليوم في إيران وتركيا واليمن وفي بلدان أخرى، أظن أغلب الشرق، شرق إيران كان اليوم لديهم العاشر، غدًا إن شاء الله العراق، لبنان وبقية البلدان الأخرى، عادة كل سنة كان يُسجل قتل هنا وتفجير هناك، اعتداءات هنا وهناك، مثلًا في نيجيريا كان هذا الأمر يحصل وفي أكثر من بلد، باستثناء سلطنة عمان والتي سوف أتكلم عنها قليلًا، كل الأخبار المتداولة والمعروفة أنّه والحمد لله هذه السنة وهذه من نِعم الله سبحانه وتعالى علينا، أنّ الحضور لإحياء ذكرى أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كل الدول وكل الأماكن التي أُحييت في هذه الذكرى كان الحضور الشعبي فيها كبيرًا وعظيمًا ومُتعاظمًا وآمنًا أيضًا. نعم يوجد حادثة مؤسفة حصلت في سلطنة عمان قضى فيها عدد من القتلى من المدنيين ومن الشرطة ويُقال في وسائل الإعلام أنّ المهاجم قُتل ويوجد حديث عن أكثر من مهاجم، على كل حال هذا كله يتبين لاحقًا، نحن هنا نُعبّر عن أسفنا وعن حُزننا وعن تعازينا للقتلى، من المدنيين ومن الشرطة العمانية الذين كانوا يقومون بواجب حماية هذا المجلس وهذا المسجد وباحته التي أقيمت فيها الذكرى، ولكن في نهاية المطاف هناك بعض الجهلة، الحاقدين، المتعصبين، الكارهين، لا يخلو منهم الزمان، والحمد الله أنّه على امتداد الكرة الأرضية لدينا حادثة واحدة، يعني بحسب معلوماتي، يمكن أن يكون هناك حوادث أخرى لا علم لنا فيها، ولكن بحسب الظاهر. وفي كل الأحوال هذا النوع من الأحداث كان يحصل في الماضي وسيحصل في المستقبل، لا يخلو الأمر، لن نصل إلى مرحلة ينتهي فيها هذا الأمر طالما هناك أحقاد وضغائن ويزيديون وأعداء للحسين عليه السلام وأعداء لرسول الله ولأهل بيت رسول الله، وهؤلاء قلّة قليلة جدًا جدًا في أمتنا الإسلامية، المسلمون عمومًا على اختلاف انتماءاتهم المذهبية سنة وشيعة، كل انتماءاتهم يحبون أهل البيت ويودون أهل البيت، قد نختلف في مسألة الإمامة والولاية والخلافة ولكن في مسألة التعظيم والتكريم والحب والود هذا أمر مُشترك ومسلّم ومُجمع عليه بين المسلمين، يخرج عليه بعض من نُسمّيه بين هلالين، نحن نسميه وأيضًا إخواننا السنة ”النواصب”.
وتابع: “هذه الأحداث لم تمنع في الماضي على الرغم من ضخامتها في الماضي، لم تمنع من استمرار إحياء هذه المجالس وتعاظم هذه المجالس وهذه الذكرى، وعلى كل حال هذا كان خبرًا من زينب عليها السلام التي تنتمي إلى أهل بيت النبوة وعلمها من علم أبيها وأمها وجدها أجمعين التي قالت في أصعب الأيام وأصعب الظروف ليزيد القاتل “والله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا”، كل هذه الجرائم طوال التاريخ لم تستطع أن تمحو ذكرى محمد وآل محمد، لم تستطع أن تمحو ذكرى الحسين وزينب وأحداث كربلاء. من هذه النقطة أود أن أدخل إلى النقطة التي تليها وهي أنّه في طوفان الأقصى هذا العام ومن بركات طوفان الأقصى ومن بركات تضامن جبهات الإسناد مع بعضها البعض، وبالأخص أنّ جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق عندما تُصنّف مذهبيًا تُصنّف باتجاه معين، هذا الأمر ترك أثارًا طيبة وإيجابية وعظيمة جدًا في الأمة، وساعد في تخفيف الاحتقان الطائفي والذهبي الذي خُطّط له وعمل له من قبل المخابرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية خلال العقد الماضي، ووصل خلال العقد الماضي أي خلال العشر سنوات الماضية إلى الذروة، التحريض الطائفي وخصوصًا بين الشيعة والسنة. من بركات طوفان الأقصى أنّه ساعد في تهدئة هذا المناخ الى المستويات الدنيا، لكن مع ذلك من سمّيناهم قبل قليل بالنواصب وبعض الذين تخاذلوا عن نصرة، الآن كثيرون تخاذلوا عن نصرة غزة، ولكن هؤلاء الكثيرين ساكتون، ولكن بعض هؤلاء المتخاذلين ليغطوا تخاذلهم وتركهم لغزة وأهل غزة يلجؤون إلى إحياء القضايا المذهبية والطائفية ويفتحون ملفات قديمة ويُثيرون الأحقاد وكأنّه لا توجد معركة ولا توجد أولويات ولا توجد مجازر في غزة ولا يوجد تحديات ولا يوجد قتلى، هذا المناخ لا يزال موجود ولكن محدود، لكن من المتوقع بعد انتهاء معركة طوفان الأقصى بالانتصار إن شاء الله سوف نجد أنّ أجهزة المخابرات في المنطقة وفي العالم سوف تعمل على إحياء هذا الأمر من جديد، سوف نرى من جديد في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وسيُعاد فتح هذا الملف من جديد من أجل مُصادرة واحدة من النتائج المباركة لطوفان الأقصى وهي تلاقي المسلمين وتوحّد المسلمين وتجمّع المسلمين في مُقابل الخطر الكبير الذي تُمثّله إسرائيل، ولذلك يجب أن نكون حذرين الآن وفي المستقبل، خصوصًا الناس التي تجلس على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّ من يجلس على التلفاز وإن قام برد فعل يبقى جالسًا في المنزل”.
وتابع: “لكن من يجلس على مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع أن يُعلّق ويرد بإجابات، هؤلاء يجب أن نَحذرهم، يجب أن نتركهم، يجب أن نتغافل عنهم، حتى لا نكب الزيت على هذه النار، أنا تعرفون طريقتي التي دائمًا أوصي بها أنا وإخواني ولكن طبعًا البعض يستجيب والبعض لا يستجيب، نحن نقول دعوهم واتركوهم يكتبون، ليكتبوا ما يشاؤون ويُحرّضوا على من يشاؤون، عندما لا يجدون من يصغي إليهم ومن يُعلّق على كلماتهم ومن يتأثر بهم ومن يهتم لهم، في نهاية المطاف يتعبون ويسكتون. هذا الأمر ينسحب في الدائرة الضيقة اللبنانية، هنا نتكلم على مستوى الأمة والعالم، لكن حتى في الدائرة الضيقة أنا أدعو إلى هذا المنهج، منهج التغافل عن الأصوات والأشخاص الذين لا قيمة لهم، يعني اليوم مثلًا بالمقابلات التلفزيونية والمقالات التي تكتب وبمواقع التواصل حقًا يوجد شريحة من الناس مع احترامنا لكل الناس لا قيمة لهم ولا تأثير، يعني إذا تكلموا ليل نهار لا يرد عليهم أحد ولا يسمع لهم أحد ولا يقرأ لهم أحد، لا أتكلم عن أنفسنا نحن فقط، عموم الشعب اللبناني والناس عمومًا لا تهتم بهم، حتى عندما ترى مثلًا أرقام التفاعل أو الانتباه أو التعاطي، تجد أرقامًا محدودة جدًا، لكن أحيانًا نحن نُساعد هؤلاء، يعني هناك شريحة إذا أحببت أن أسميهم أقول عنهم تافهون، تافهون يجلسون على مواقع التواصل الاجتماعي ليلًا نهارًا ويثيرون الفتنة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، يفتح ملفات قديمة، عندما يجد الشيعة والسنة التمّوا على بعضهم يفتح ملفات شيعة وسنة، وهو ليس له اي علاقة لا بالشيعة ولا بالسنة، وقضايا من هنا ومن هناك، لكن بعض الإخوة وبعض الأخوات وبعض الناس عندما يعتبرون أنه من واجبهم وهم مشتبهين أن يردوا على هؤلاء ويُعلّقوا عليهم فيزداد الدخول إلى حساباتهم وإلى مواقعهم فهؤلاء يزدادون جرأة ويعتبر نفسه حقًا مؤثر ومسموع ويُصغى إليه، هناك كثير من المواقع والحسابات الوهمية ويوجد مواقع وحسابات حقيقة لأشخاص كثير منهم تافهون، نعم، من كان له تأثير في المجتمع، معروف من خصومنا يوجد أشخاص لهم تأثير في بيئاتهم، في مجتمعهم، وعندما يتكلمون، عندما ينطقون، عندما يجرون مقابلات الرد على هؤلاء أو توضيح الالتباسات التي يصنعونها قد يكون مفيداً أحياناً وقد لا يكون مفيداً أحياناً، هنا لا أتكلم بالمطلق، ممكن مفيد يكون الرد عليهم والتعقيب وممكن أن لا يكون مفيدًا، حسب الموضوعات”.
اضاف: “نحن نقاتل في معركة أفقها واضح بالمعطيات المادية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والشعبية والاجتماعية أفقها واضح، وسأرجع لها لاحقاً، لكن ما أريد أن أضيفه الليلة أنّه حتى في البعد الغيبي والوعد الإلهي أفقها واضح، نحن لدينا وعد قرآني بزوال هذا الكيان، هذا كان يقال في المنابر وأحياناً يُكتفى بالجملة العامة، أنا لا أريد أن أقول كيف؟ ويمكن نحن اليوم بهذه المعركة أمام هذا المستوى من التحدي وقساوة المواجهة نحن نحتاج إلى أن نوضح هذه الفكرة أكثر من أي وقت مضى. في تاريخ بني إسرائيل هناك الكثير من الإفساد والكثير من المصائب التي أصابتهم، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، أحداث ضخمة وكبيرة حصلت. عندما نعود لليهود وكتب اليهود وعلماء اليهود، وعندما نعود الآن إلى الإسرائيليين الموجودين في إسرائيل، وهذا الموضوع يتحدث به ليس فقط المتدينين، أي الحريديم وبن غفير وسمودريتش وبنيت، لا، يتحدث به حتى العلمانيين، ليبرمان يتحدث بهذا الموضوع، بقية العلمانيين يتحدثون بهذا الموضوع، غانتس يتحدث بهذا الموضوع، الذي هو موضوع خراب الهيكل الثالث. تتذكرون قبل طوفان الأقصى كان هناك كلام كثير في الكيان عن عقدة الثمانين، عقدة العقد الثامن، ماذا يعني؟ أي أنّ إسرائيل التي أصبح لها 75 سنة تُكمل ثمانين سنة أو تزول قبل أن يصبح عمرها ثمانين سنة؟ ما سبب هذا الكلام؟ هذا ليس له علاقة بالسياسة فقط، هذا له علاقة بالتراث الديني والثقافي الموجود عند اليهود أنفسهم، والذي يقبل به المتدينون من اليهود والعلمانيون من اليهود، والشاهد هو حديثهم عن خراب الهيكل الثالث الآن. إجماع المفسرين، ما قبل قيام الكيان وما بعد قيام الكيان، القدامى والجدد، إجماع المفسرين وليس له تفسير إلا هكذا، “وإن عدتم عدنا، وإن عدتم إلى الإفساد عدنا إلى العقوبة، ليس هناك تفسير آخر، واضحة الآية جلية مشرقة. ما يجري في منطقتنا منذ 1948 إلى اليوم، هذا إفساد، هذا إفساد عظيم، كبير، هذا العلو، هذا العتو، هذا الاستعلاء، على كل شعوب المنطقة، على كل حكومات المنطقة، على كل جيوش المنطقة، منذ 1948 إسرائيل وبدعم من الغرب وأميركا يُمارس الإذلال والقهر لمئات الملايين من العرب، لأكثر من مليار مسلم، ويرتكب يوميًا المجازر، الآن في هذه الأحداث الأخيرة، أيوجد إفساد أعظم من هذا الإفساد؟ أيوجد علو أعظم من هذا؟ يتحدون العالم والمجتمع الدولي والإرادة الدولية والمحاكم الدولية ولا يهمهم أحد ولا يسألون عن أحد، هذا هو العلو، ما هو العلو الكبير؟ “وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا”، ما هو الإفساد؟ هذا من أعظم الإفساد، وقد يُناقش أنّ الإفساد الحالي بالـ 75 سنة قد لا يُقاس به أي إفساد سابق ما سوى قتل الأنبياء عليهم السلام، لأنّ قتل الأنبياء كان شيئًا فظيعًا من بني إسرائيل. طالما تجدّد هذا الأمر فالوعد الإلهي آتٍ، الوعد بالعقوبة، هذا الإفساد وهذا العلو لا يمكن أن يبقى، لا يمكن أن يستمر، نعم المسألة هي مسألة وقت”.
وقال: “هناك ملاحظة مهمة، العقوبة الإلهية على بني إسرائيل كانت مختلفة عن عقوبات الأمم السابقة والأقوام السابقين، مثل قوم هود، لوط، قوم صالح، قوم نوح، هناك أناس عاقبهم بطوفان الماء وهناك أناس جعل عاليها سافلها، هناك أناس أرسل عليهم رياح، لكن هنا العقوبة الإلهية عقوبة بواسطة البشر، لم تكن عقوبة بواسطة الوسائل الطبيعية، لا بالعواصف ولا بالطوفان ولا بالزلازل ولا بالملائكة، وإنما بالبشر. وفي العقوبة الثالثة من المنطق والطبيعي أن تكون من سنخ العقوبتين السابقتين، أنّ العقوبة الثالثة على الإفساد الثالث والعلو الثالث ستكون بواسطة البشر. من هم هؤلاء البشر؟ أولًا هم الذين يؤمنون بأنّ إسرائيل عدو وبأنّ إسرائيل وجود عنصري وبأنّ إسرائيل غدة سرطانية، وبأنّ إسرائيل أم الفساد، وبأنّ إسرائيل شر مطلق، وبأنّ التعامل مع إسرائيل حرام، وبأنّه يجب اجتثاث هذه الغدة السرطانية من الوجود، العقوبة تكون علي يد هؤلاء، وليس على يد الذين يريدون أن يعترفوا بإسرائيل أو أن يقيموا سلامًا معها أو يطبّعوا العلاقات معها، ولو في حدود 67. وهنا تأتي ميزة محور المقاومة في هذا الزمن، والمسألة مسألة وقت، نحن لا نعلم الغيب، اليهود أنفسهم هم موقتين بين 70 و 80 سنة، الآن نحن بالـ 76 سنة، ولذلك يتحدثون عن 80، طبعًا الذي يزيد عندهم القلق والخوف أنّ المعطيات الطبيعية والتاريخية والاجتماعية أيها الإخوة والأخوات وتحدثنا تفصيلًا بهذا سابقًا واليوم هناك كتب ودراسات أنّ هذا الكيان وهذا المجتمع بحسب القوانين التاريخية، الاجتماعية، الطبيعية، أصبح في نهايته، يعني عندما نحكي بالعلم، علم اجتماع، علم سياسة، علم تاريخ، بشكل طبيعي هذا أصبح في نهايته، ولذلك بدأوا يتحدثون عن 80 سنة وغير 80 سنة، نحن لا نعرف 80 أو أكثر أو أقل، لكن الذي نعرفه أنّه يجب أن نعمل جميعًا ليكون هذا على يدي أجيالنا الحاضرة والحالية والأجيال الحالية والحاضرة هي التي تستطيع أن تحقق هذه العقوبة الإلهية وهذا الوعد الإلهي، وإن لم نفعل فالعقوبة ستأتي ولكن على يد الأجيال الآتية، “يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ”، “فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ”، يأتي الاستبدال، لكن الظاهر من المؤشرات أنّه إن شاء الله هذه الأجيال الحاضرة التي تقاتل اليوم في غزة، في الضفة، في جبهات الإسناد، في المنطقة، وأنا أعلم وأنتم تعلمون أنّه من خلفها لو قدر لشعوبنا العربية والإسلامية بحق، لو قدر لها، لو أجيز لها، لو فتحت الفرصة أمامها لتعبر عن موقفها الحقيقي لوجدنا أنّ هذا هو الموقف الحقيق لمئات الملايين، ما تفعله جبهات المقاومة وما تفعله المقاومة في غزة. إذًا نحن نقاتل وأمامنا هذا الوعد الإلهي وبين أيدينا هذه المعطيات الحقيقة والميدانية التي تتعلق بمجتمعهم، بمعنوياتهم، بجيشهم، بفشلهم، بخوارهم، بضعفهم، بتمزقهم. أيها الإخوة والأخوات، في امتحاناتنا الصعبة على مدى عقود من الزمن وخصوصًا في هذا العام، في معركة طوفان الأقصى، نحن نتقدّم في امتحان ننجح فيه، لأننا في معركة نصرة المظلومين والمستضعفين والمقدسات والمعتدى عليهم، وفي هذا الجو العالمي من الخذلان والتخلي عن المسؤولية والسكوت وتعاظم جبهة العدو وقلّة الناصر والمعين، مع ذلك نلتزم واجبنا، نلتزم قضيتنا، نلتزم بيعتنا، ونقاتل ونقدّم القتلى والجرحى ونُواجه الأخطار وتُهدم بيوتنا ونُطعن في صدورنا وأحيانًا في ظهورنا من دون أن نتخلى عن المسؤولية، لقائدنا عباس الموسوي، لكل قادتنا في لبنان وفي المنطقة وفي محور المقاومة، ونحن نمضي في طريق صنع الانتصارات ولكن لا نخاف الموت ولا نهاب الموت، لأولئك الذين يُخوّفوننا بالحرب، الإسرائيلي والأميركي والغربي وبعض الداخل اللبناني، نقول لهم نحن قوم لا نخاف الحرب ولا نخشاها، لأنّ أقصى ما يمكن أن تأتي به الحرب وإن كانت الحرب إن جاءت لن تأتي إن شاء الله إلا بالنصر العظيم المبين فإنّ أقصى ما يمكن أن تأتي به الحرب هو الموت، هو الشهادة، ونحن أبناء أولئك الذين وقفوا في مجلس عبيد الله بن زياد، زينب وزين العابدين عندما هدّدهم بالموت ماذا قالوا له؟ الذي أصبح ثقافة وشعار حتى أطفالنا، أبالموت تُهدّدني يا ابن الطلقاء إنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. بهذه الأرواح، بهذه النفوس، بهذه العقول، بهذه القلوب، بهذه الإرادات، بهذا العشق، بهذه القبضات، سنمضي، لن يقف في طريقنا شيء على الإطلاق وعيوننا مشدودة إلى القدس التي يمضي على طريقها شهداؤنا، شهداء على طريق القدس، شهداء على طريق الحسين، في قضية الحسين، في تلبية صرخة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، التي كانت صرخته هي دعوة لنصرة كلّ مُعذّب وكل مظلوم وكل مضطهد عندما وقف يوم العاشر، وهذا ما سنُردّده غدًا، ووقف وقال، هو لم يكن يُخاطب هؤلاء القتلة أمامه وإنّما كان يُخاطب الأجيال في أصلاب الرجال وفي أرحام النساء، هل من ناصر ينصرني”.
وختم نصرالله: “إلى اللقاء غدًا إن شاء الله نُجدّد بيعتنا وإيماننا والتزامنا ونُعبّر عن حبنا وعشقنا. السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك عليكم مني جميعًا سلام الله أبدًا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، وعظم الله أجوركم وتقبل الله منكم وشكر الله سعيكم وبيض الله وجوهكم في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”.