نصرالله و"صبرا وشاتيلا" والانتقائية المتعّمدة

WhatsApp Image 2022-09-17 at 6.16.47 PM

توّج امين عام "الحزب" السيد نصرالله الحملة اللافتة هذا العام بشأن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا - والتي انطلقت قبل نحو اسبوع - ولم تقتصر على اليساريين أو الفلسطينيين بل كان في طليعة المشاركين بها جمهور الحزب وجيشه الإلكتروني وعلى رأسهم قياديو الصف الاول فيه، فقال: "قد تكون مجزرة صبرا وشاتيلا أكبر وأعظم وأبشع مجزرة ارتُكبت في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، أعظم مجزرة ارتكبتها جهات لبنانيّة بالتعاون مع العدو الصهيوني (…) اليوم هناك نغمة جديدة هذا لبناننا وهذا لبنانكم، وأنا أقول للذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض مما اقترفته أيديكم، هذه صورتكم الحقيقية. كل فترة يتحدثون عن ثقافة الحياة وثقافة الموت عند كل مناسبة. ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، وثقافة الحياة هم الذين حرروا الجنوب، ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة".

مما لا شك فيه ان غاية هذه الاستفاقة اللافتة بحجمها هذا العام هي "شيطنة" سمير جعجع و"القوات اللبنانية" كون:
*جعجع "الخصم الاستراتيجي" الوحيد - وفق التعبير الملطّف لحليف نصرالله في "الخط" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
*"القوات" هي الرافعة السياسية والشعبية الاساسية للفريق السيادي.
*هي القوة الوازنة في اي مشروع قد يَجمع القوى السيادية والاصلاحية والتغييرية.
*هي رأس الحربة المستدام بوجه مشروع "الحزب" ودويلته.

لمجزرة صبرا وشاتيلا أخواتها من مجزرة بيت ملات الى مجزرة الدامور والسعديات الى العيشية والقاع وغيرها وهناك مجزرة ثكنة فتح الله التي ذهب ضحيتها ٢١ كادراً من "الحزب "على يد جيش حليفه نظام الاسد. للضنين على الفلسطينيين وقضيتهم، ما تعرضوا له خلال حرب المخيمات أليس بمجزرة؟!

إن اردنا فتح صفحات الحرب الاهلية، فلتفتح على مصراعيها. فمن المعيب الانتقائية أولاً بحق الضحايا الذين سقطوا في المجازر وهذا يسمى بصريح العبارة إستثماراً بالدم وبوجع الناس وثانياً بحق ذاكرة اللبنانيين وذكائهم.

أما في زمن السلم، غزوة بيروت في 7 أيار 2008 أو تفجير نظام الاسد مسجدي التقوى والسلام أو إنفجار 4 آب أليست بمجازر؟!!

يخبرنا انهم بثقافة الحياة حرروا الجنوب، ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة!!! نعم لم يحتاجوا الى قتل دجاجة لأن تهديده قبل ايام من الانسحاب الاسرائيلي "سوف نقتلكم بأسرتكم" فعل فعله، فأبعد كثراً من اللبنانيين قسراً الى إسرائيل.

بالعودة الى مجزرة صبرا وشاتيلا، لن نحيل السيد حسن الى ما نقلته صحيفة "الشرق" عما كشفه العميد فايز كرم في التحقيق معه في ملف العمالة مع إسرائيل عن "زيارة ميشال عون الى المجلس الحربي الكتائبي ودخوله الى قاعة الإجتماعات حيث كان يعقد (أي عون) إجتماعا للقواتيين والإسرائيليين تحضيراً لاجتياح مخيم صبرا وشاتيلا، بقيادة إيلي حبيقة"، فربما جاء هذا الكلام جاء تحت ضغط التحقيق أو إنتقاماً جراء شعور كرم أنه ترك وحيداً. لكن يكفي ان نذكّر اللبنانيين بمعلومة محسومة لا حاجة لتذكير نصرالله بها وهي ألا علاقة لجعجع بالعملية بل حبيقة الذي أصبح حليف نصرالله السياسي والانتخابي.

إنها الانتقائية المتعمّدة، إنه التشويه المستدام، إنها "عدة شغلهم السياسية" وإنه الخوف مما ستحمله الايام.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: