بعدما كشف موقع Lebtalks عن عملية نصب بملايين الدولارات في قرى بعلبك أبطالها قياديون في الوحدة الصاروخية في "حزب الله"، وعرف منهم مروان عوني عيسى من بلدة بزيزا قضاء الكورة، وبعدما ذكر موقعنا أن أصحاب الحق رفعوا شكوى مكتوبة عبر رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد هاشم صفي الدين الى السيد حسن نصرالله، ننشر نص رسالة الشكوى وجاء فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الى سماحة العشق والصدق، وسماحة الاب والاخ الاكبر السيد حسن نصرالله.
وما سبق من مديح يا سيدي والله ليس حباً بالمديح ولا هو من خصالنا، ولكنكم اهل لذلك المديح، لطالما انحنى مدحنا امام حضرتكم حائراً، خجلاً وجلاً، لا حيلة له ولا وسيلة للتعبير عمّا نكنّ لك من محبة وتقدير واحترام. وكثيراً ما ترجمت هذه المشاعر على ارض الواقع في صولات وجولات دفاعاً عن سماحتكم ومسيركم ومساركم وعن شهدائنا، ليس منّة منّا بل واجب ويقين بكم وبطهركم.
بشهد الكلام يا سيدي هو اننا من الموالين لكم والمؤيدين لنهجكم والمتيّمين العاشقين حتى الثمالة والله على ما اقول شهيد.
يا سيّدي وسيّد كل حرّ شريف، لقد ضاقت بنا سبل الحياة وصُعبت الامور ولكن الله سبحانه وتعالى يلهمنا طرق الباب الانسب ولم نجد سواك، ها قد جئتك اليوم شاكياً الله اولاً ولك يا سيدي اشكو المصيبة التي حلّت بنا وبمنطقتنا على يد احد ابناء المقاومة القدامى المدعو مروان عوني عيسى، من بلدة "بزيزا" الشمالية وهو يعمل ويسكن في بلدة علي النهري البقاعية.
إن المدعو مروان عيسى، كان قد اوهم محيطه بانه يعمل في مجال الصيرفة وهذا حلال، وهو على هذا الحال ما يقارب الثلاث سنوات حتى في مجال عمله وعناصر الحزب، كانوا يلجأون اليه في مجال الصيرفة لاموال المؤسسة، وهذا الامر جار منذ زمن بعيد، مما بعث الطمأنينة في انفسنا والارتياح بسبب مصداقيته واستقامته وخصوصاً لانه من حزب الله. ومما لا شك فيه كان اغلب المودعين من المناصرين لكم والغيورين عليكم، والمدافعين عنكم. فبدأت الناس تجمع كل ما تملك من قروش بيض كانت قد ادّخرتها للايام السود. لذلك اصبح من يملك القليل من الذهب قد وضعه قيد الرهن، ومنهم من اقترض مالاً، وآخرون قد وضعوا تعويضهم، وغيرهم الكثير ممن كان قد جمع بعض المال لعرس فلان او لخطبة فلان… فهناك مال اليتيم والارملة والفقير والمريض والمغترب، ومعظمهم يأمل في ان يستفيد ببضع المئات من الدولارات علّهم يتذوقون شيئاً من نعم الحياة او يؤمّنون احتياجات اسرهم. وكل ما سلم من البنوك وما جمع من شقاء العمر قد وضع امانة عند هذا الرجل والذي ليس بأهل للرجولة والامانة.
سرق مروان الاموال كلها وفرّ هارباً الى الشمال زاعماً بانه خسر الاموال في البورصة، وهذا الكلام غير صحيح ويفتقر الى الكثير من المنطق، ولو كنّا نعلم بانه يعمل في الميسر منذ البداية ما كنا لنرضى ان ندنّس اموالنا الحلال في ما حرّم الله علينا.
مروان قد عمل على تكوين مجموعات، في كل بلدة مجموعة. واختار لكل مجموعة اناساً مؤمنين ابرياء. يخافون الله ومعظمهم من حزب الله كوسطاء. وكانت وظيفة هؤلاء ان يجمعوا الاموال ممن حولهم ويسلمون اياها. واليوم بيوت الوسطاء مليئة بالمنكوبين، المطالبين باموالهم. ويوماً بعد يوم يزداد الامر سوءاً وقد يهدد بالقتل وآخر بالحرق والخطف والكثير يريدون التوجه الى محطات الاعلام. ولكن اصرّينا على ان نخاطب سماحتكم قبل فوات الاوان.
نحن في منطقة البقاع المحرومة والمهمّشة اساساً ما يقارب السبعين عائلة منكوبة في منطقة البقاع: علي النهري، رياق، بدنايل، تمنين، طاريا، شمسطار، بريتال، الخ. انها كارثة يا سيدي، كارثة مادية واقتصادية، واجتماعية وتربوية ولا اخلاقية. لقد ضاقت بنا سبل العيش والوضع قاس جداً جداً. لقد بكى الرجال يا سيدي وشاهدت هذا بأمّ عيني. هناك مأساة حقيقية انسانية لا توصف. املنا بالله وبك، فأنت الرمق الاخير وكلنا امل بأنك لن تتردد لنصرة المظلومين او تتخلى عنّا. فكما استعدت كرامة البائسين ستستعيد لنا اموالنا الحلال بعدما لطّخها مروان، بما يغضب الله. وان تكرمتم علينا بحلّ هذه الكارثة تكونون قد عالجتم رذائل الفقر من اطفاء نار الفتن وحقن الدماء وانتهاك الاعراض لاناس طيبين مؤمنين بعدلكم ونزاهتكم، وبما انكم لا تحبون الضرّر لاعدائكم فكيف اذا كانوا احباءكم ومناصريكم.
اسأل الله ان لا يحرمكم الثواب والاجر ويحفظكم ويرعاكم.
والسلام عليكم."