نفخة الـBirthday.. ترفع البكتيريا الى 1400%!

WhatsApp Image 2025-11-25 at 10.31.48_42ea3782

يبدو أن الشموع على الكعكة ليست وحدها التي تنطفئ… بل يرافقها شيء من مفهوم النظافة أيضاً. فالدراسة تشير إلى أن تلك النفخة البريئة قد ترفع مستوى البكتيريا بنسبة قد تصل إلى 1400%.

في تجربة أجراها فريق من جامعة كليمسون في ساوث كارولاينا سابقاً، عمد الباحثون إلى وضع الكريمة والشموع على قالب ستايروفوم، ثم تناولوا البيتزا لمحاكاة أجواء عيد ميلاد حقيقية، قبل إشعال الشموع وإطفائها بالنفخ. بعدها جُمعت عينات من الكريمة لتحليل مستويات البكتيريا الناتجة.

وتبيّن للباحثين أن كل نفخة تنقل أنواعاً مختلفة من البكتيريا، وأن الكريمة نمت عليها بكتيريا أكثر بمعدل 14 مرة، وفي بعض الحالات تخطّى الارتفاع 120 مرة، ما يشير إلى تفاوت كبير بين الأشخاص في كمية البكتيريا التي يمكن أن ينقلوها.

ومع أن تغيير هذه العادة المتوارثة عبر أجيال ليس سهلاً، فإن تسليط الضوء عليها قد يكون خطوة أولى نحو الوعي. وفي حديث خاص الى "النهار"، يوضح الدكتور نبيل كنعان الاختصاصي في طب العائلة أن نفخ الشموع يطلق رذاذاً محمّلاً بجراثيم من الأنف والفم، أبرزها Streptococcus وStaphylococcus، إضافة إلى فيروسات مثل Rhinovirus وCovid وInfluenza، وتزداد الكمية في حال كان الطفل أو الشخص المحتفى به مصاباً بالتهاب تنفسي.

ولا تقف الخطورة عند هذا الحد، إذ تتضاعف احتمالات الإصابة بالعدوى لدى فئات معيّنة تشمل:

•           الأطفال دون سن الثالثة.

•           المصابين بأمراض سرطانية.

•           من يتلقّون علاجات تخفّض المناعة.

•           المدخنين، ولا سيما منهم الذين يعانون احتقاناً رئوياً.

•           من خضعوا لعمليات زرع أعضاء.

•           مرضى السكري والقلب والربو والحساسية.

•           كبار السن الذين يتناولون أدوية متعددة.

ويشير د.كنعان إلى أن ازدياد عدد الأشخاص حول الكعكة يرفع احتمال أن يكون أحدهم مصاباً بالتهاب تنفسي، ورغم أن معظم الرذاذ يأتي من المحتفى به، إلا أن التجمع في ذاته يعزّز انتقال العدوى بين الحاضرين.

أما في ما يتعلق بدخان الشموع، فيلفت إلى أن مخاطره محدودة نسبياً، لكنها تطاول بشكل خاص المصابين بالحساسية الأنفية والربو، نتيجة مركّبات تنتج من عملية الاحتراق مثل الفورمالديهايد. ويزداد التأثير السلبي مع الشموع المعطّرة أو التي تحترق بالكامل.

وانطلاقاً من ذلك، يقترح حلولاً عملية للحد من المخاطر من دون التخلّي عن طقوس الاحتفال، مثل وضع الشموع على كعكة جانبية غير مخصّصة للأكل، أو تغطية الكعكة الرئيسية بغطاء شفاف يسمح ببروز الشموع، إلى جانب الحفاظ على مسافة آمنة بين الأشخاص والكعكة.

ومن هنا، ينتقل السؤال إلى زاوية أخرى: هل تلعب صحة الفم دوراً في المشهد؟

يشرح د. أيمن رشيد حبيش، الاختصاصي في طب الأسنان الترميمي والتجميلي، أن النفخ ينقل فعلاً رذاذاً مجهرياً من الفم إلى الكعكة، لأن الهواء الخارج يحمل معه بكتيريا فموية، إلا أن تأثير ذلك على صحة الأسنان غير مباشر. فالتسوّس لا يحدث نتيجة ابتلاع البكتيريا بل بسبب تكرار تناول السكر وحموضة الفم.

يضيف أن أكثر البكتيريا التي تنتقل خلال النفخ هي Streptococcus salivarius وStreptococcus mutans، لكنها لا تبقى طويلاً على الكعكة لأنها تحتاج بيئة الفم لتبقى نشطة. ولهذا فهي "تمرّ" لكنها لا تستقر.

كذلك يوضح أن الاعتناء بنظافة الفم يقلّل كمية البكتيريا الضارّة في اللعاب، وبالتالي يجعل الرذاذ أقل تلوثاً، بينما يؤدي إهمال تنظيف الأسنان أو وجود التهابات لثوية أو تسوّس نشط إلى زيادة البكتيريا المنتقلة.

ولأن العادات الجميلة يصعب التخلي عنها، يشير حبيش إلى أن هناك بدائل تحفظ روح الاحتفال من دون أي قلق صحي أو إحراج. ويضيف تصوراً مستقبلياً قائلاً: ربما نشهد قريباً جهازاً صغيراً يُوضَع على طاولة عيد الميلاد، مزوّداً تقنيات الذكاء الاصطناعي وكاميرات دقيقة، يطفئ الشموع تلقائياً بمجرد أن يلتقط حركة النفخ… فيتعامل معها فوراً من دون أن يسمح لأي رذاذ بالوصول إلى الكعكة. وكأن الجهاز "يفهم النفخة" ويستجيب لها في اللحظة ذاتها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: